استعار له لفظ الموت بوصف الاكبر. اما كونه موتا فلا نقطاع الفقير عن مشتهياته و مطلوباته التى هى ماده الحياه، و تالمه لفقدها. و اما انه اكبر فلتعاقب آلامه على الفقير مده حياته، و اما الم الموت ففى وقت واحد. و هو مبالغه فى شدته.
حکمت 155
اراد قضاء الحق بين الاخوان. و انما كان كذلك لان قضاء الغير لحق من لا يقضى حقه لا يكون لوصول نفع منه و لا دفع مضره المرء، بل يكون عملا له لانه هو او خوفا منه او طمعا فيه و ذلك صوره عباده.
حکمت 156
و ذلك كالوضوء بالماء المغصوب و الصلاه فى الدار المغصوبه. و يحمل النفى هنا على نفى جواز الطاعه كما هو المنقول عنه و عن اهل بيته عليه السلام. و عند الشافعى قد يصح الطاعه و النفى لفضيلتها.
حکمت 157
اخذ الحق قد يكون واجبا لمن هو له و قد يكون مندوبا، و اقله ان يكون مباحا و لا حرج فى امر المباح. و اما اخذ ما ليس له فظلم و هو من اقبح الرذايل التى يعاب بها المرء.
حکمت 158
اعجاب المرء بفضيلته الداخله كعلمه او الخارجه كغناه و قينته انما يكون عن تصور كماله فيها و اعتقاده انه قد بلغ منها الغايه، و الاعتقاده يمنعه عن طلب الزياده منها.
حکمت 159
اراد امر الله و هو الموت و الاصطحاب فى الدنيا.
حکمت 160
هو تمثيل. و استعار لفظ الصبح لسبيل الله و وصف الضياء لوضوحها و ظهورها بوصف الشارع و دلالته عليها، و يحتمل ان يكون ذلك تمام وصف سبق منه للحق. كان سائلا ساله عن امر فشرحه له مره او مرارا و هو يستزيده فقال له هذا القول اى قد اوضحت لك الحق ان كنت تبصر.
حکمت 161
الترك لا كلفه فيه لكونه عدما و طلب التوبه من الله يحتاج الى استعداد شديد بصلح معه العبد لقبولها منه و افاضه العفو عليه.
حکمت 162
و هو يجرى مجرى المثل يضرب لمن يفعل فعلا يكون سببا لحرمانه ما كان يناله من خير سابق. و اصله ان الرجل يميتلى ء من الطعام فيختم و يمرض فيحتاج الى الحميه و الامتناع من الاكل. و فى معناه:من يعاشر ملكا و يسعد بالانبساط معه فيكون ذلك سببا لبعده عنه و زوال سعادته منه.
حکمت 163
الجهل بالشى ء مستلزم لعدم تصور منفعه العلم به فيحصل الجاهل من ذلك على اعتقاد انه لا فايده فى تعلمه فيستلزم ذلك مجانبته له، ثم يتاكد تلك المجانبه و البعد بكون العلم اشرف فضيله يفخر بها اهله على الجهال و يكون لهم بها الحكم عليهم و انتقاصهم و حطهم عن درجه الاعتبار، مع اعتقاد الجهال لكما لهم ايضا لذلك. فيشتد لذلك مجانبتهم للعلم و اهله و عداوتهم لهذه الفضيله.