حکمت 199
احديها:من حاسب نفسه ربح. لان المحاسب لفنسه على اعمالها يعلم خسرانه من ربحه فيعمل للربح و يحترز من الترك المستلزم للخسران. الثانيه:و من غفل عنها خسر، و ذلك ان قربها من اللذات الحاصره يستلزم ميلها اليها ما لم يجذب عنها بالجواذب الالهيه من الزواجر و المواعظ المذكره فالغفله عن جذبها و تنبيهها من مراقد الطبيعه بتذكير وعد الله و وعيده يستلزم اهمالها للاعمال الصالحه التى يلزمها ربح السعاده الاخرويه و الحصول على تركها ذلك هو الخسران. الثالثه:و من خاف امن:اى امن من عذاب الله، و عمل للخلاص منه ليامن لحوقه. الرابعه:و من اعتبر ابصر:اى من نظر مواقع العبره بعين الفكر و الاعتبار ابصر الطريق الى الحق، و من ابصرها فهم المعبور منها اليه، و من فهم ذلك حصل له العلم النافع بالحق.حکمت 200
الضروس:الناقه سيئه الخلق تعض حالبها ليبقى لبنها لولدها و ذلك لفرط شفقتها عليه. و استعار لفظ الشماس للدنيا باعتبار اعدادها لمنعه عليه السلام منها ملاحظه لشبهها بالفرس الذى يمنع ظهره ان يركب. و شبه عطفها بعد ذلك عليهم و اعدادها لتمكنهم من الحكم فيها بعطف الضروس على ولدها، و وجه الشبه شده العطف. و الاستشهاد بالايه ظاهر.حکمت 201
اكمش:اسرع. و المهل:الامهال. و الكره:الرجعه. و الموئل:المرجع. و المغبه:العاقبه. و ارادا تقوا الله كتقيه من شمر عن ساق الجد فى طاعه الله، و جرد نفسه لمرضاته تشميرا، و سارع بالاعمال الصالحه مادام فى مهله الحياه، و بادر مغفرته فى وجل من ثمرات سيئاته، و فكر فى عوده الى الملجا الاول الذى منه بدء و هو حضره الربوبيه. و كذلك عاقبه المصدر الذى عنه صدر فى ابتداء كونه و اليه يعود، و مغبه المرجع من خير للحصول عليه او شر ليعمل للخلاص منه.حکمت 202
احديها:الحود حارس الاعراض. و استعار له لفظ الحارس باعتبار ان الجود يقى عرض صاحبه من السب كالحارس. الثانيه:و الحلم فدام السفيه. و الفدام:ما يسد به المجوسى فمه. و استعار لفظه للحلم باعتبار ان الحليم اذا قابل السفيه بحمله عن عقوبته سكت عنه و اقلع عن سفه فى حقه فاشبه الفدام له. الثالثه:و العفو زكاه الظفر. استعار لفظ الزكاه للعفو باعتبار انه فضيله تستلزم زياده الثواب فى الاخره. و لحظ فى ذلك شبه الظفر بالمال الواجبه زكاته. و هو ترغيب فى العفو. الرابعه:و السلو عوضك ممن غدر. و هو امر للانسان بالسلو عن الهم بسبب غدر من يطلب وفاه. و رغب فيه بكونه عوضا منه و نعم العوض. الخامسه:و الاستشاره عين الهدايه. الاستشاره طلب اصلح الاراء فى الامر و هى مستلزمه للهدايه اليها، و جعلها عينها تاكيدا لقوه استلزامها لها. السادسه:و قد خاطر من استغنى برايه:اى اشرف على الهلاك من استبد برايه لان ذلك مظنه الخطا المستلزم للهلاك. و قد مر مثله. السابعه:و الصبر يناضل الحدثان. استعار لفظ المناضله للصبر باعتبار دفعه الهلاك عن الجزع فى المصائب. الثامنه:و الجزع من اعوان الزمان. الزمان معد للهرم و الفناء، و الجزع معد لذلك فكانمعينا له. التاسعه:و اشرف الغنى ترك المنى. لان اشرف الغنى غنى النفس بالكمالات النفسانيه من الحكمه و مكارم الاخلاق و هو مستلزم لترك المنى و الا لجاز اجتماعه مع المنى المستلزم للحمق اذ هو اشغال النفس بما لا ينبغى عما ينبغى و للافراط فى محبه الدنيا مع كثير من الرذايل كالحرص و الحسد و الشره و نحوها. فيلزم من ذلك اجتماع الضدين الفضيله و الرذيله. العاشره:و كم من عقل اسير تحت هوى امير. العقل اما ان يقوى على قهر النفس الاماره بالسوء و بصرفها حسب ما يراه، او يقاومها كالمصارع لها فمره له و مره عليه، او يكون مقهورا و مغلوبا لها. و الاول هو العقل المطيع لله القوى بامره و يلحقه الثانى من وجه، و اما الثالث فهو العاصى بانقياده لهواه فهو كالاسير له و هو القسم الاكثر فى عالم الانسان لحضور اللذات الحسيه دون العقليه فلذلك اخبر عنه بكم. الحاديه عشر:و من التوفيق حفظ التجربه:اى لزومها و مداومتها لغايه الانتفاع بها، و ظاهر ان ذلك من توفيق الله:اى تسهيله لاسبابها و تقديره لتوافقها فى حق العبد. الثانيه عشر:و الموده قرابه مستفاده لان القرابه اسم من القرب و هو اما ان يكون اصليا كقرب النسب او متسفاده اكتسب كقرب الصدقه و الموده. الث
الثه عشر:و لا تامنن ملولا. لان الملول يصرفه ملاله عن الثبات على الصداقه و العهد و كتمان السر و نحوها. فمن الحزم اذن ان لا يومن على شى ء من ذلك.