حکمت 214
استعار لفظ الثوب لما يشمل الانسان من الحياء، و رشح بذكر الكسوه. و المراد ان فضيله الحياء تستلزم ترك المعايب فلا يرى فى صاحبه، او ان ارتكب ما يعاب به من الرذايل كان على غايه من التستر به و الاجتهاد فى اخفائه و هو بمظنه ان لا يراه الناس.حکمت 215
اشار عليه السلام الى سبع فضائل و رغب فى كل منها بما يستلزمه من الخير. احديها:كثره الصمت. و ما يلزمها كون الصامت مهابا فى اعين الناس لان الصمت من توابع العقل غالبا و مهابه اهل العقل ظاهره. فان عرف ان كثره صمت الصامت عن عقل كانت مهابته او كد، و ان لم تعرف حاله كانت لتجويز ان تكون عن كمال عقله. و قد يعرف انه لنقصان فى غريزته وعيه فى الكلام و يحترم مع ذلك لعدم اختلاطه فى القول. الثانيه:النصفه و هى فضيله العدل. و رغب فيها بما يلزمها من كثره الواصلين لان قله الانصاف مستلزمه للفرقه و قطع الالفه كما قال ابوالطيب:و لم تزل قله الانصاف قاطعه بين الرجال و ان كانوا ذوى رحم الثالثه:الافضال على الخلق بما يحتاجون اليه. و يلزمه علو الاقدار و عظمها لتعيين الحاجه الى المتفضل و محبته. الرابعه:التواضع. و يلزم تمام النعمه بكثره الاخوان و اهل الموده لان فضيله التواضع نعمه و ما يلزمها كالتمام لها. الخامسه:احتمال المون. و يلزمه السودد لان الحتمال مون الخلق يستلزمه فضيله سعه الصدر و احتمال المكروه و بحسب ذلك تحصل مطالب الخلق من المتحمل غير مشوبه بشى ء من كدر المقابله برد و منه و نحوهما. فيكثر تعبدهم له، و يقوىامره و سودده فيهم. السادسه:السيره العادله. و يلزمها قهر المناوى. و المناواه:المعاداه. و ذلك ان العدو لا يجد لصاحب السيره العادله عليبا يستظهر به عليه و يسعى به فى فساد امره فيبقى مقهورا مامورا. السابعه:الحلم عن السفيه. و يلزمه كثره الانصار عليه. و قد مر بيانه.
حکمت 216
لان الغالب ان الحسد انما يكون بالغنى و الجاه و ساير قينات الدنيا. فترك الحساد الحسد بصحه الجسد مع كونها اكبر نعم الدنيا محل التعجب. و الفرق ان تلك نعم مشاهده يقل الغفله عنها و ينفرد المحسود بها و اكثر الترفع على حسد الحاسد يكون بها. فاما نعمه الصحه فمعقوله تكثر الغفله عنها و مشتركه.حکمت 217
استعار لفظ الوثاق للذل المقيد له فى طاعه المطموع فيه. و قد مر مثله فى قوله:الطمع رق موبد.حکمت 218
الاركان:هى المساجد الخمسه. و اراد الايمان الكامل.حکمت 219
اشار الى خمس خصال نفر عن كل منها بما يلزمه من الشر. احديها. الحزن على فائت الدنيا. و يلزمه سحظ العبد لقضاء الله لان فوت ذلك كان بقضاء منه و سحظ قضائه كفر. الثانيه:شكوى المصيبه. و يلزمها الشكوى من الله لان الله تعالى هو المبتلى بها. الثالثه:التواضع للغنى باعتبار غناه. و يلزمه ذهاب ثلثى دين المتواضع لوجوه:احدها:ان مدار الدين على كمال النفس الانسانيه بالحكمه، و كمال القوه الشهويه بالعفه و قوه الغضب بالشجاعه. و لما كان التوضع للغنى من جهه غناه يستلزم زياده محبه الدنيا و الخروج عن فضيله الشهوه الى طلب الفجور حتى كانه عابد لغير الله، و يستلزم الخروج عن فضيلتى هاتين القوتين و هما ثلثا الدين. الثانى:ان مدار الدين على الاعتقاد بالقلب و الاقرار باللسان و العمل بالاركان. و من شان المتواضع للغنى لغناه اشتغال لسانه بمحدحه و شكره و اشتغال جوارحه بدخمته عن طاعه الله و القيام بشكره فهو مهمل لثلثى دينه. قيل:ان التواضع للغنى لغناه يستلزم حب الدنيا و حبها راس كل خطيئه. فاستعمل عليه السلام لفظ الثلثين هنا فى الاكثر مجازا اطلاقا الاسم الملزوم على لازمه. الرابعه:كون قراءه القرآن مع دخول النار مستلزما لكون القارى ممن كان يتخذ آيات الله هزوا، و ذلك ان قراءه القرآن لله بالاخلاص و العمل بمقتضاه يستلزم دخول الجنه فعدم دخولها و دخول النار يستلزم عدم الاخلاص فى قراءه القرآن و عدم العمل به فيكون فى قرائته اذن كالمستهزء بايات الله اذ شان المستهزء ان يقول ما لا يعتقده و لا يعمل به. فاستعار له لفظ المستهزء. الخاسمه:و من لهج قلبه بحب الدنيا الناط:اى لصق و اختلط منها بثلاثه. و وجه لزوم الثلاثه للحرض و الولوع بها ان حبها يستلزم الجد فى طلبها و جمعها، و لما كان حصولها مشروطا باسباب مقدوره للعباد و اسباب غير مقدوره و المقدوره منها قد لا يكون مقدروه للطالب و ان كانت لكنها تكون متعسره منه لتوقفها على اسباب كثيره او عسره لا جرم يلزمه الحزن غالبا فى تحصيلها و الهم الذى لا يغبه:اى لا يايته غبا و هو يوم لا و يوم نعم ثم فى حفظها و خوف فوتها و الحرص على استحزاجها من وجوهها و طول الامل فى وجوه مكاسبها و ارباحها و تجاراتها و عماراتها. و نبه على طوله بقوله:لا يدركه. و نفر عنه بذلك.