حکمت 245
قد يرى المجتهد تاكيد اليمين بمثل ما ذكر عليه السلام لغايه نكول الكاذب عنها و اداء الحق، و ذلك ان نفس الكاذب ينفعل عن مثل هذا اللفظ لعلمه بظلمه و توهمه تصديق الله تعالى و مطابقته لقوله بفعل المدعو به بخلاف اليمين المعتاده فيستعد بذلك لمعاجلته بالعقوبه. و روى ان و اشيا سعى بالصادق عليه السلام الى المنصور فاستحضره و قال:ان فلانا ذكر عنك كذا و كذا. فقال عليه السلام:لم يكن ذلك منى. و ابى الساعى الا كونه منه. فحلفه الصادق بالبراءه من حول الله و قوته ان كان كاذبا. فحلف. فما انقطع كلامه حتى اصيب بالفالج فصار كقطعه لحم فجر برجله. و نجا الصادق منه.حکمت 246
اى كما توصى من بعدك ان يوضع مالك موضع القربات و انتفاع اهلك به فكن انت ذلك الوصى و ضعه تلك المواضع فى حياتك. و هو حث على بذل المال فى وجهه.حکمت 247
لما كان الجنود حاله مخصوصه تعرض للانسان بسبب خروج القوى النفسانيه عن قبول تصرف العقل الى طرفى الافراط و التفريط كانت الحده خروج قوه الغضب عن ضبط العقل لها على قانون العدل الالهى الى طرف الافراط كانت قسما من الجنون و ينفصل الحده بالرجوع فى الغضب الى طاعه العقل.حکمت 248
اى ان الحسد قد يكون ايضا بالصحه كما يكون بغيرها فيفعل فيها و ذلك هو الحسد البالغ. فكانت صحه الجسد دليلا على القليه الحسد اذ لم يتعلق بها.حکمت 249
الادلاج:السير بالليل. و النائبه:المصيبه، و اراد ان ادخال السرور على قلب ذى الحاجه بقضائها يجعله الله سببا يلطف به لقاضى الحاجه و يقيه بها من مصيبه تعرض له، و يشبه ان يكون ذلك اللطف هو اخلاص ذى الحاجه و متعلقيه فى امداده و معونته بدعاء الله له و شكره و ثنائه و استجلاب قلوب الخلق بذلك له و كل ذلك لطف يعده الله لوقايته له و طرد المصائب عنه، و شبه جرى ذل اللطف الى دفع المكروه عنه بجرى الماء فى انحداره، و وجه الشبه سرعه الانحدار للدفع و الحفظ لانه من امر الله. و ما امرنا الا واحده كلمح بالبصر، و كذلك دفع ذلك اللطف للنائبه بطرد غريبه الابل، و وجه الشبه شده الطرد و الابعاد، و باقى الفصل ظاهر.حکمت 250
و الاملاق:الفقر. و قد مر ان الصدقه تعد للمزيد من فضل الله. فامر الفقراء ان يتصدقوا بما عساه يقع فى ايديهم و لو بشق تمره ليستعدوا بذلك لافاضه فضل الله، و رغبهم فى ذلك بذكر التجاره و هى استعاره لاستعاضه ما يحصل عما يبذل. و الفقراء اولى باستجلاب الرزق بالصدقه من الاغنياء لانفعال القلوب لهم و رقتها عليهم و لما يسبق الى اذهان الخلق ان ذلك منهم عن اخلاص دون الاغنياء.حکمت 251
و ذلك ان من عهد الله فى دينه الغدر و عدم الوفاء لهم اذا غدروا لقوله تعالى (و اما تخافن من قوم خيانه فانبذ اليهم على سواء ان الله لا يحب الخائنين). قيل نزلت فى يهود بنى قينقاع و كان بينهم و بين الرسول صلى الله و عليه و آله عهد فعزموا على نقضه فاخبره الله تعالى بذلك و امره بحربهم و مجازاتهم بنقض عهدهم فكان الوفاء لهم غدرا بعهد الله. و الغدر بهم اذا غدروا وفاء بعهد الله.حکمت 253
فلما قال عليه السلام هذا القول فى كلام طويل قد ذكرنا مختاره فى جلمه الخطب، و تقدم اليه رجلان من اصحابه فقال احدهما:انى لا املك الا نفسى و اخى فمر بامرك يا اميرالمومنين ننقد له فقال عليه السلام:و اين تقعان مما اريد؟ اقول:هذا الفصل قد مر مشروحا فى الخطب.حکمت 254
قوله اترانى. استفهام انكار لرويته كذلك. و رخم حارث فى بعض النسخ. و قيل فى قوله:انك نظرت تحتك و لم تنظر فوقتك:اى نظرت فى اعمال الناكثين من اصحاب الجمل المتمسكين بظاهر الاسلام الذينهم دونك فى المرتبه لبغيهم على امام الحق فاغتررت بشبهتهم و اقتديت بهم و لم تنظر الى من هو فوقك و هو امامك الواجب الطاعه و من معه من المهاجرين و الانصار و لا سمعت حكمهم بكون خصومهم على الباطل فكان ذلك سبب حيرتك. و يحتمل ان يكون نظره تحته كنايه عن نظره الى باطل هولاء و شبهتهم المكتسبه عن محبه الدنيا التى هى الجنبه السافله، و نظره فوقه كنايه عن نظره الى الحق و تلقيه من الله. و قوله:انك:الى آخره. تفصيل لسبب حيرته و هو عدم معرفته للحق و الباطل المستلزم لجهله باهلهما و لو عرفهما لجزم باتباع الحق و اجتناب الباطل و هو فى قوه صغرى ضمير تقدير كبراه:كل من كان كذلك وقع فى الحيره و الضلال. و سعد بن مالك هو سعد بن ابى وقاص فانه لما قتل عثمان اشترى اغناما و انتقل الى الباديه و كان يتعيش بتلك الاغنام حتى مات و لم يشهد بيعه على عليه السلام. و اما عبدالله بن عمر فالتجا. الى اخته حفضه زوجه النبى صلى الله و عليه و آله بعد ما بايع لاميرالمومنين عليه السلام و لكنه لم يشهد معه حرب الجمل، و قال:قد اعجزتنى العباده عن الفروسه و المحاربه فلست مع على و لا مع اعدائه. فاما قوله فى جوابه:ان سعدا، الى آخره فهو صغرى ضمير نبه فيه على انه لا يجوز له متابعتهما فى الاعتزال و هى من المخيلات المنفره التى فى صوره الذم و ان كانت صادقه. و تقدير الكبرى:و كل من كان كذلك فلا يجوز متابعته.