اى يتمنى موقعه و هو يعلم انه فى غايه من المخاطره بالنفس و التغرير بها، و ذلك هو وجه الشبه براكب الاسد.
حکمت 256
العقب من يخلفه الانسان من الولد و اولادهم. و انما كان كذلك لان المجازاه واجبه فى الطبيعه و لان الذكر الجميل بذلك يعطف الناس على عقب المحسن من بعده.
حکمت 257
و ذلك لقوه اعتقاده الخلق فيهم و شده قبولهم لما يقولونه فان كان حقا كان دواء من الجهل و ان كان باطلا اوجب للخلق داء الجهل. و لذلك قيل:زله العالم زله العالم.
حکمت 258
و قد ذكرنا ما اجابه به فيما تقدم من هذا الباب و هو قوله (الايمان على اربع شعب). وجه تشبيه الكلام بالشارده من الابل قوله:ينقفها:اى يجدها فى ضلالها. الى آخره. و الفصل ظاهر.
حکمت 259
اى ينبغى ان يكون الاهتمام بحاجه كل يوم مخصوصا بذلك اليوم. و الكمه صغرى ضمير نبه به على ترك الاهتمام بما لم ياته من الايام، و تقدير الكبرى:و كلما كان كذلك فلا ينبغى الاهتمام له.
حکمت 260
فايده هذه الكلمه الامر بالاعتدال فى المحبه و البغض و عدم الافراط فيما لما فى الافراط من المفسده. و الهون:السكينه و الوقار و هو صفه مصدر محذوف:اى حبا هينا معتدلا. و- ما- فى الموضعين يفيد شيئا ما فى الهون و اليوم، و ان الغرض منه مقدار دون الافراط و وقت من الاوقات و ان لم يكن معينا. و نبه على سر ذلك بقوله:عسى. فى الموضعين و هما صغريا ضميرين اما مفسده افراط المحبه فلاستلزامه اطلاع المحب لمحبوبه على اسراره و توقيفه على احواله فربما ينقلب بعد ذلك عدوا له فيكون اقدر على هلاكه من غيره من الاعداء، و كذلك مفسده افراط البغض و هو عدم الابقاء على المبغوض و ذلك يستلزم دوام المعاداه. فالاعتدال فى ذلك اولى لانه ربما عاد العدو الى الصداقه فكان المبغض قد ابقى للصداقه موضعا، و تقدير كبرى الاول:و كل حبيب جاز ان يكون عدوا فى وقت ما فينبغى ان لا يفرط فى محبته. تقدير كبرى الثانى:و كل عدو جاز ان يكون صديقا يوما ما فينبغى ان لا يفرط فى بغضه.
حکمت 261
لما كان العمل فى هذه الحياه لابد منه فعمل العاقل اما لها او لغيرها و غيرها هو الاخره فاذن الناس عاملان، و اشار الى الاول فى معرض ذمه بقوله:قد شغلته دنياه. الى قوله:غيره، و معنى ذلك انه يشتغل بتحصيل الدنيا خوف الفقر على ولده من بعده فيفنى عمره فى منفعه يتخيلها لغيره و لا يخشى الفقر الاكبر فى الاخره من الخيرات الباقيه على نفسه. و ذلك ضلال مبين. و اشار الى الثانى فى معرض مدحه بقوله:و عامل. الى قوله:فجاءه الذى له من الدنيا:اى المكتوب له فى اللوح المحفوظ من رزق و نحوه. و قوله:بغير عمل. اى للدنيا لان العمل بقدر الضروره من الدنيا ليس من العمل لها بل للاخره و هو مقصود من الدنيا بالعرض، و بذلك يحرز خظيه من الدنيا و الاخره، و يكون فى الدنيا ملكا بقناعته و فى الاخره بثمره اعماله و وجاهته عند الله و علو منزلته فى استعداده بطاعته المستلزم لقبول دعوته و اجابتها فيما سال.
حکمت 262
القصه مشهوره و خلاصه حجته عليه السلام ضمير اشار الى صغراه و تقديرها:ان حلى الكعبه قد اقره الله على حاله و رسوله من غير نسيان له و لا جهل بمكانه مع تعرضه لجميع الاموال. و تقدير الكبرى:و كلما اقره الله و رسوله على حاله وجب الاقتداء بهما فى اقراره. و لذلك امره بصوره النتيجه و هو قوله:فاقره الله و رسوله. و نسيانا نصب على الحال، و مكانا على التميز.
حکمت 263
عرض الناس سايرهم و عامتهم. و احتج للعبد بضمير صغراه قوله:فهو مال الله اكل بعضه بعضا. و تقدير كبراه:و كلما كان كذلك فلا قطع عليه. و اما المقطوع فانه فد كان سرق نصابا من مال الغنيمه من حرز و لم يكن له نصيب منها، و اما ان كان له نصيب فان كان المسروق فوق نصيبه نصابا قطع و الا فلا.
حکمت 264
المداحض:المزالق. و استواء قدميه كنايه عن ثباته و تمكنه من اجراء الاحكام الشرعيه على وجوهها فى المسائل الجتهاديه المشكله التى يخفى حكم الشرع فيها على غيره، و ذلك انه فى خلافته لم يتمكن من تغيير شى ء من احكام الخلفاء قبله و كان له فى بعضها راى غير ما راوه. و استعار لتلك المسائل لفظ المداحض باعتبار انها مزالق اقدام العقول و مزالها. و اومى ء بقوله:لغيرت اشياء. الى ما كان يرى فساده من احكام غيره فى تلك المسائل و ان اقدام عقولهم قد زلقت فيها عن سواء الصراط.