خطبه 026-اعراب پيش از بعثت - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 026-اعراب پيش از بعثت

و من خطبه له عليه السلام:

اقول:

الاناخه:

المقام بالمكان. و الحيه الصماء:

هى التى لا تنزجر بالصوت كانها لا تسمع، و ربما يراد بها الصلبه الشديده. الجشب:

هو الطعام الغليظ الخشن، و يقال:

هو الذى لا ادام معه، و معصوبه:

مشدوده. و اعلم انه عليه السلام اقتص امورا وقعت ليحسن مدحها و ذمها. فبدا بذكر النبى صلى الله عليه و آله و سلم و ذكر بعض اسباب غايه البعثه فانه لما كانت الغايه منها هو جذب الخلق عن دار الغرور الى الواحد الحق و كان ذلك الجذب تاره بالنذاره و تاره بالبشاره. و ذكر هنا النذاره، و خصها بالذكر لانها السبب الاقوى فى الردع فان عامه الخلق و جمهورهم قلما يلتفتون الى ما وعدوا به فى الاخره اذا قابلوا ذلك بلذاتهم الحاضره فان تلك امور غير متصوره لهم الا بحسب الوصف الذى انما ينكشف لهم عن امور محسوسه تشبه ما هم فيه او اضعف عندهم. ثم ان نيلها مشروط بشرائط صعبه فى الدنيا تكدر عليهم ما هم فيه من حاضر لذتهم مع براءتها عن الشروط و التكاليف الشاقه فلذك قلما يلتفتون الى الوعد عما هم فيه. فكان السبب الاقوى فى الردع و الالتفات الى الله انما هو الانذار و التخويف فاذا انضم اليه الوعد افاد المجموع الغايه. و لما كان
مقصوده عليه السلام فى هذا الموضع التوبيخ المطلق للعرب و ترقيق قلوبهم المشتمله على الفظاظه و القسوه كان الاليق هيهنا ذكر انذار النبى للعالمين ليتذكروا بذلك تفصيل الا نذارات الوارده فى القرآن و السنه، ثم اردف ذلك بذكر كونه امينا على التنزيل ليتذكروا ان الا نذارات الوارده هى من عند الله تعالى اتى بها الرسول غير خائن فيا بتبديل او زياده او نقصان فيتاكد فى قلوبهم ما قد علموه من ذلك ليكون ادعى لهم الى الانفعال عن اقوله، ثم شرع بعده فى اقتصاص احوالهم التى كانوا عليها، و الواو فى قوله:

و انتم. للحال اى حال ما كنتم بهذه الصفات بعث محمدا، و ذكر احوالهم فى معرض الذم لهم. فذكر انهم كانوا على شر دين، و هو عباده الاصنام من دون الله. و اعظم بذلك افتضاحا لمن عقل منهم اسرار الشريعه و عرف الله سبحانه. فلا احسبه عند سماع هذا التوبيخ الا خجلا مما فرط فى جنب الله و يقول:

يا ليتنى لم اشرك بربى احدا، ثم اردف ذلك بتذكيرهم ما كانوا فيه من شر دار. و اراد نجد او تهامه و ارض الحجاز، و بين كونها شرا ببيان فساد احوالهم، اما فى مساكنهم فباناختهم بين الحجاره السود الخشن التى لا نداوه بها و لا نبات، و الحيات الصم التى لا علاج لسمومها. و وصفه
ا بالصم. لان حيات تلك الارض على غايه من القوه وحده السموم لاستيلاء الحراره و اليبس عليها، و اما فى مشربهم فلان الغالب على المياء التى يشربونها ان يكون كدره لا يكاد غير المعتاد بها ان يقبل عليها مع العطش الا عند الضروره، و السبب الغالب فى ذلك عدم اقامتهم بالمكان الواحد بل هم ابدا فى الحل و الارتحال، و لا يحتفرون المياه و يصلحونها الا ريثماهم عليها. فربما كان بعضهم يحتفر و بعضهم يشرب. و مشاهدتهم توضح ذلك، و اما فى ماكلهم فجشوبتها ظاهره فانك تجد عامتهم ياكل مادب من حيوان، و سئل بعض العرب اى الحيوانات تاكلون فى الباديه؟ فقال:

ناكل كل مادب و درج الا ام حيين (ام جبين خ) فقال السائل:

ليت تدرى ام حيين السلامه. قال صاحب الجمل:

و ام جبين:

دويبه قدر كف الانسان. و بعضهم يخلط الشعر بنوى التمر و يطحنها و يتخد منهما خبزا، و روى انهم كانو فى ايام المجاعه يلوثون اوبار الابل بدم القراد و يجففونها فاذا يبست وقوها و صنعوها طعاما، و اما فى سفكهم الدماء بعضهم لبعض و قطع ارحامهم فظاهر ايضا فان الولد كان يقتل اباه و بالعكس، و اما نصبهم للاصنام و عصب الاثام بهم فى جاهليتهم فغنى عن البيان، و لفظ العصب مستعار للزوم الاثام لهم فى تلك ا
لحال عن معناه الاصلى و هى استعاره لفظ للنسبه بين محسوسين للنسبه بين معقولين او بين معقول و محسوس، و انما ذكرهم عليه السلام بهذه الاحوال لينبههم لنسبه ما كانوا عليه فى الجاهليه الى ما هم عليه فى تلك الحال من اضداد ذلك كله. اذ بدلوا مما كانوا فيه من فساد احوالهم فى الدنيا الى صلاح حالهم فيها ففتحو المدن و كسروا لجيوش و قتلوا الملوك و غنموا اموالهم كما قال تعالى فى المنه عليهم و تذكيرهم انواع ما انعم عليهم به (و اورثكم ارضهم و ديارهم و اموالهم و ارضا لم تطووها) و جعل لهم الذكر الباقى و الشرف الثابت. كل ذلك زياده على هدايته لهم الى الاسلام الذى هو طريق دارالسلام و سبب السعاده الباقيه. و انما كان ذلك لسبب مقدم محمد صلى الله عليه و آله و سلم اليهم. و اعلم ان سياق هذا الكلام يقتضى مدح النبى صلى الله عليه و آله و سلم فيما حذف من الفصل بعده ليبنى عليه مقصودا له، و فيه تنبيه على دوام ملاحظه السامعين لنعماء الله عليهم فيلاحظوا استحقاقه لتمام العباده عامه احوالهم، و يكونون فى و جل من خوفه و فى وشوق اليه. و الله يهدى من يشاء الى صراط مستقم.

اقول:

ضننت بكسر النون:

اى بخلت، و نقل افراء بالفتح ايضا. و اغضيت على كذا:

اى اطبقت عليه جفنى. و القذى:

ما يسقط فى العين فيوذيها. و الشجى:

ما يعرض فى الحلق عند الغبن و نحوه لا يكاد يسيغ الانسان معه الشراب، و قد مر تفسيرهما. و اخذ بكظمه:

اى بمجرى نفسه، و العلقم:

شجر بالغ المراره، و يصدق بالعرف على كل مر. و اعلم ان هذا الفصل يشمل على اقتصاص صوره حاله بعد وفاه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فى امر الخلافه و هو اقتصاص فى معرض التظلم و الشكايه ممن يرى انه احق منه بالامر. فاشار الى انه فكر فى امر المقامه و الدفاع عن هذا لحق الذى يراه اولى فراى انه لا ناصر له الا اهل بيته و هم قليلون بالنسبه الى من لا يعينه و من يعين عليه. فانه لم يكن له معين يقلب على الظن الا بنى هاشم كالعباس و بنيه و ابى سفيا بن الحرث بن عبدالمطلب و من يخصهم، و ضعفهم و قلتهم عن مقاومه جمهور الصحابه ظاهر، فضن بهم على الموت لعلمه انهم لوقاوم بهم لقتلوا ثم لا يحصل على مقصوده، و لما ضن بهم عن الموت لزمه ما ذكر من الامور و هى الاغضاء على القذى، و كنى بالاغضاء على القذى عن صبره عن المقاومه كنايه بالمستعار، و وجه المشابه بينهما استلزامهم
ا للالم البالغ، و بالقذى عما يعتقده ظلما فى حقه، و كذلك قوله:

و شربت على الشجى. ملاحظه لوجه الشبه بين ما يجرى له من الامور التى توجب له الغضب و الغبن و بين الماء الذى يشرب على الشجى و هو استلزامهما الاذى و عدم التلذذ و الاساغه. و لذلك استعار له لفطه الشرب و كذلك قوله:

و صبرت على اخذ الكظم و على امر من طعم العلقم. فيه استعارات حسنه للفظ اخذ الكظم كنى بها عن اخذ الوجوه عليه و تضييق الامر فيما يطلبه، و لفظ المراره التى هى حقيقه فى الكيفيه المخصوصه للاجسام لما يجده من التالم بسبب فوت مطلوبه، و وجه المشابهه فى هاتين الاستعارتين لزوم الاذى ايضا، و اما ان الذى وجده امر من العلقم فظاهر اذ لا نسبه للالم البدنى فى الشده الى الالم النفسانى. و اعلم انه قد اختلف الناقلون لكيفيه حاله بعد وفاه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فروى المحدثون من الشيعه و غيرهم اخبارا كثيره ربما خالف بعضها بعضا بحسب اختلاف الاهواء:

منها و هو الذى عليه جمهور الشيعه ان عليا عليه السلام امتنع من البيعه لابى بكر بعد وفاه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و امتنع معه جماعه بنى هاشم كالزبير و ابى سفيان بن الحرث و العباس و بنيه و غيرهم و قالوا:

لا ت
بايع الا عليا عليه السلام و ان الزبير شهر سيفه فجاء عمر فى جماعه من الانصار فاخذ سيفه فضرب به الحجر فكسره و حملت جماعتهم الى ابى بكر فبايعوه و بايع معهم على اكراها، و قيل:

ان عليا عليه السلام اعتصم ببيت فاطمه عليهاالسلام و علموا انه مفرد فتركوه، و روى نضر بن مزاحم فى كتاب صفين انه كان يقول. لو وجدت اربعين ذوى عزم لقاتلت، و منها و هو الذى عليه جمهور المحدثين من غير الشيعه انه امتنع من البيعه سته اشهر حتى ماتت فاطمه فبايع بعد ذلك طوعا، و فى صحيحى مسلم و البخارى:

كانت وجوه الناس مختلف اليه و فاطمه لم تمت بعد فلما ماتت انصرفت وجوه الناس عنه. فخرج و بايع ابابكر، و على الجمله فحال الصحابه فى اختلافهم بعد وفاه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و ما جرى فى سقيفه بنى ساعده و حال على فى طلب هذا الامر ظاهر، و العاقل اذا طرح العصبيه و الهوى عن نفسه و نظر فيما نقله الناس فى هذا المعنى علم ما جرى بين الصحابه من الاختلاف و الاتفاق، و هل بايع على طوعا او كرها و هل ترك المقاومه عجزا او اختيارا. و لما لم يكن غرضنا الا تفسير كلامه كان الاشتغال بغير ذلك تطويلا و فضولا خارجا عن المقصود. و من رام ذلك فعليه بكتب التواريخ.

اقول:

خزيت:

اى ذلت و هانت، و الاهبه:

الاستعداد، و اعدوا:

اى هيووا، وعده الحرب:

ما يعدلها من الالات و السلاح. و شب لظاها:

اى او قدت نارها و اثيرت، و روى شب بالبناء للفاعل اى ارتفع لهبها. و السنا مقصورا:

الضو. و الشعار:

ما يلى الجسد من الثياب، و يلازمه. اعلم ان هذا الفصل من الكلام اقتصاص ذكر عليه السلام فيه حال عمرو بن العاص مع معاويه. فذكر انه لم يبايعه حتى شرط ان يوتيه على بيعته ثمنا، و ذلك انه لما نزل عليه السلام بالكوفه بد فراغه من امر البصره كتب الى معاويه كتابا يدعوه فيه الى البيعه فاهمه ذلك. فدعا قوما من اهل الشام الى الطلب بدم عثمان فاجابوه و اراد الاستظهار فى امره فاشار عليه اخوه عتبه بن ابى سفيان بالاستعانه بعمرو بن العاص و كان بالمدينه فاستدعاه فلما قدم عليه و عرف حاجته اليه تباعد عنه و جعل يمدح عليا عليه السلام فى وجهه و يفضله ليخدعه عما يريد منه. فمن ذلك ان معاويه قال له يوما:

يا اباعبدالله انى ادعوك الى جهاد هذا الرجل الذى عصى الله و شق عصا المسلمين و قتل الخليفه و اظهر الفتنه و فرق الجماعه و قطع الرحم. فقال عمرو:

من هو؟. قال:

على. فقال:

و الله يا معاويه ما انت و على حملى بعير، ليس لك
هجرته و لاسابقته و لاصحبته و لاجهاده و لاعلمه و الله ان له مع ذلك لحظا فى الحرب ليس لاحد غيره. و لكنى قد تعودت من الله احسانا و بلاء جميلا. فما تجعل لى ان بايعتك على حربه و انت تعلم ما فيه من الغرور و الخطر؟ قال له:

حكمك. قال له:

مصر الطعمه:

فلم يزل معاويه يتلكا عليه و يماطله و هو يمتنع عن مساعدته حتى رضى معاويه ان يعطيه مصر. فعاهده على ذلك و بايع عمر و معاويه، و كتب له بمصر كتابا. فذلك معنى قوله عليه السلام:

و لم يبايع معاويه حتى شرط ان يوتيه على البيعه ثمنا، ثم اردف ذلك بالدعاء على البايع لدينه و هو عمرو بعدم الظفر فى الحرب او بالتمن بقوله:

فلا ظفرت يدالبايع، و الحقه بالتوبيخ و الذم للمبتاع بذكر هوان امانته عليه و هى بلاد المسلمين و اموالهم التى افاءها الله عليهم، و يحتمل ان يكون اسناد الخزى الى الامانه اسنادا مجازيا او على سبيل اضمار الفاعل يفسره المبتاع اى و الخزى المبتاع فى امانته بخيانته لها، و ذهب بعض الشارحين الى ان المراد بالبايع معاويه و بالمبتاع عمرو. و هو ضعيف. لان الثمن اذا كان مصرا فالمبتاع هو معاويه. ثم لما ظهرت دعوه معاويه لاهل الشام و مبايعه عمرو له كان ذلك من دلائل الحرب فلذلك امر عليه السلا
م اصحابه بالتاهب لها و اعداد عدتها، و كنى عما ذكرناه من امارات وقوعها بقوله:

و قد شب لظاها و علا سناها كنايه بالمتسعار. و وجه المشابهه بين لهب النار و سناها و امارات الحرب كونها علامات على امرين هما مظنه الهلاك و محل الفتنه، و يحتمل ان يكون اطلاق لفظ السنا ترشيحا للاستعاره، ثم اردف ذلك بالامر بالصبر فى الحرب و استشعاره اما ان يراد به اتخاذه شعارا على وجه استعارته من الثوب لملازمته الجسد، او يراد اتخاذه علامه لان شعار القوم علامتهم ايضا، و يحتمل ان يكون اشتقاقه من الشعور اى ليكن فى شعوركم الصبر و ان كان الاشتقاقيون يردون الشعار بالمعنى الثانى الى الشعور. و قوله:

فان ذلك ادعى الى النصر. بيان لفايده اتخاذ الصبر شعارا او علامه، اما ان كان المقصود الزموا انفسكم الصبر فظاهر ان لزوم الصبر من اقوى اسباب النصر، و ان كان المقصود اتخذوه علامه فلان من كان الصبر فى الحرب علامه له يعرفه الخصم بها كان الخصم يتصورها منه ادعى الى الانقهار فكان المستشعر لتلك العلامه ادعى الى القهر و النصر، و ان كان المراد اخطاره بالبال فلانه سبب لزومه. و بالله التوفيق.

/ 542