قال الرضى:يومى بذلك الى تمكن هيبته فى القلوب. اراد ان سابق هيبته، و تخيل الاقران ما جرت به عادته من الظفر بامثالهم و قتلهم يوجب لنوفسهم النفعالات و ضعفا عن مقاومته. و ذلك مما يعنيه عليهم.
حکمت 311
امره بالاستعاذه من الفقر لما فيه من المكاره الثلاثه:اما كونه منقصه للدين فللاشتغال بهمه و تحصيل قوام البدن عن العباده، و كونه مدهشته للعقل:اى محل دهشه العقل و حيرته و ضيق و الصدر به ظاهر، و كذلك كونه داعيه مقت الخلق لصاحبه. و رغب فى الاستعاذه بضمير صغراه، قوله:فان الفقر. الى آخره، و تقدير كبراه:و كلما كان كذلك فيجب الاستعاذه بالله منه.
حکمت 312
المعضله:المسئله المشكله. و التعنت:طلب الامر الشاق على من يطلب منه. و التعسف:الاخذ على غير الطريق. و قد كان عليه السلام فهم من السائل ان غرضه الامتحان فاعرض عن جوابه الى تاديبه و ارشاده الى ما ينبغى من وضع السوال و غرضه و هو التفقه دون التعنت لحصول الفائده بالسوال الاول. و تفقها و تعنتا مفعولان له او مصدران سدا مسدا الحال. و رغب فى السوال على وجه التعلم بضمير صغراه قوله:فان الجاهل المتعلم شبيه بالعالم، و وجه الشبه اشتراكهما فى طلب العمل و قصده. و تقدير الكبرى:و كل من كان شبيها بالعالم فينبغى ان يسلك مسلكه. ثم نفر عن سلوك غير طريق الحق فى السوال و العدول به الى غير المقصود الاصلى بضمير ثان صغراه قوله:فان العالم. الى قوله:بالجهل، و وجه الشبه كون ذلك العالم يضع سواله فى غير موضعه و يطلب ما لا ينبغى كالجاهل بوضع الاسوله و مواقعها، و تقدير الكبرى:و كل من كان شبيها بالجاهل فينبغى ان يجتنب طريقه ليخلص من هذا الشبه.
حکمت 313
روى انه اشار عليه عند انصرافه من مكه حاجا و قد بايعه الناس، و قال:يا اميرالمومنين ان هذا امر عظيم يخاف غوائل الناس فيه. فاكتب لطلحه بولايه البصر و للزبير بولايه الكوفه و اكتب الى معاويه و ذكره القرابه و الصله و اقره على ولايه الشام حتى يبايعك فان بايعك و جرى على سنتك و طاعه الله فاتركه على حاله و ان خالفك فادعه الى المدينه و ابدله بغيره، و لا تموج بحار الفتنه. فقال عليه السلام معاذ الله ان افسد دينى بدنيا غيرى، و لك يا ابن عباس ان تشير، و راى. و حذف مفعول ارى للعلم به:اى انظر فى وجه المصلحه. و اوجب طاعه نفسه لانه الامام و لانه افضل رايا فاذا راى المصلحه فى شى ء فرايه ارجح.
حکمت 314
شبام بكسر الشين:حى من العرب. و قادما حال، و الاستفهام للانكار دخل على النفى، و قد علمت ما فى الجزع من الرذيله فذلك نهى عنه، و لانه يجبن الرجل و يثبطهم عن الحرب و هو فى محل الحاجه، و نفره عن المشى معه بضمير صغراه قوله:فان مشى مثلك. الى آخره، و تقدير الكبرى:و كلما كان فتنه و مذله وجب تركه.