البوس:الشده. يفهم من تفسيره لمن ضرهم و غرهم بالشيطان المضل و الانفس الاماره بالسوء ان الشيطان قد يراد به النفس الاماره. و ان العطف انما يقتضى التغاير فى العباره. و الامانى التى غرتهم بها هى امانى الغلله و القهر، و فسحها لهم فى المعاصى ترخيصها لهم و توسيعها و تزيينها، و كذلك ما وعدتهم به من اظهارها لهم على من غالبهم. و ظاهر ان ذلك مستلزم لدخول النار. و لفظ الاقتحام مستعار لسرعه ادخالها لهم النار.
حکمت 316
امر بالخشيه من معاصى الله و نفر عنها بضمير صغراه قوله:فان الشاهد هو الحاكم. و تقدير كبراه:و كل من كان الشاهد عليه هو حاكمه وجب عليه ان يتقيه.
حکمت 317
قد بينا فيما سلف مكانه منه عليه السلام. و قوله:فان حزننا عليه على قدر سرورهم به. اى بفقده. اراد انه يناسبه فى الشده، و اشار الى الفرق بين اعتبار نقصانه منهم و نقصانه منه و ذلك التالم لفقده.
حکمت 318
اعذر اليه:اتاه بالعذر، و اعذار الله اليه:امهاله اياه المده المذكوره التى هى مظنه تحصيل الزاد ليوم المعاد فان ما بعد الستين يضعف فيه القوى النفسانيه و البدنيه و تكل عن العمل فمن قصر الى تلك الغايه فقد توجه اللوم عليه و انقطعت حجته بالاعذار اليه.
حکمت 319
و هو تنفير عن الظلم و البغى و ذلك ان الظافر الحق هو من قهر خصمه على وجه العدل فمن لا يكون كذلك يلزمه الظلم و يقهره عند الله الاثم فيكون مغلوبا بظلمه و هو فى صوره غالب، و استعار وصف الظفر لاسره فى ربقه الاثم و احاطته به.
حکمت 320
اراد بذلك الفرض الزكاه، و ظاهر ان جوع الفقير انما يكون بما يمنعه الغنى من القوت او ما هو وسيله اليه. و رهب الاغنياء بقوله:و الله سائلهم عن ذلك. و هو صغرى ضمير تقدير كبراه:و كل من سائله الله فينبغى ان يحذر سواله.
حکمت 321
اراد ان ترك ما يحتاج فيه الى العذر فيستغنى بتركه عن العذر اعز عليك و انفع لك من ان تاتيه و يكون لك فيه عذر صادق، و يحتمل ان يريد بقوله:اعز:اى اكثر عزه لك. اذ الاتيان بالعذر يحتاج الى ذله و مهانه.
حکمت 322
و ذلك ان العدل ان تستعينوا بنعمته على طاعته فان لم تفعل ذلك فلا اقل من ان تستعمل فى الامور المباحه، دون الاستعانه بها على معصيته فان ذلك مما يعد لسخطه.
حکمت 323
طاعته تعالى غينمه الاكياس باعتبار استلزامها للنعيم المقيم فى الاخره و سبب الغنيمه غنيمه، و الاكياس هم الذين استعملوا فطنهم و حراتهم فى تحصيل ما ينبغى من علم و عمل، و خصهم الله سبحانه بهذه الغنيمه عند تفريط العجزه و هم المقصرون عما ينبغى لهم. و هو فى معرض ذمهم على التقصير البالغ المشبه للعجز.
حکمت 324
الوزعه:الوازع و هو الرادع المانع:اى ان الله تعالى وضعه فى ارضه ليمنع به ما يريد منعه. و اراد السلطان العادل.