حکمت 337
اى من اسباب العصمه، و ذلك ان الانسان يتعود بتركها حين لا يجدها حتى يصير ذلك ملكه له و هى المراد بالعصمه.حکمت 338
استعار لفظ ماء الوجه للحياء و نوره على الوجه الذى يذهب من وجه السائل بسواله، و رشح بذكر الجمود و التقطير. و يحتمل ان يكون كنايه عما يعرض من العرق عند خجل السائل بسواله و استحيائه. و غرض الكلمه وضع السوال موضعه من اهل المروه و البيوتات، و روى:وجهلك ماء جامد. فيكون استعاره للماء فى الوجه باعتبار بذله فكانه و قطر كالماء الجامد.حکمت 339
فالملق:هو التلطف الشديد بالقول و الافراط فى المدح. و نفر عن طرفى الافراط و التفريط فى الثناء فالافراط بما يلزمه من رذيله الملق، و التفريط بما يلزمه من العى عن المدح او الحسد بالفضيله الممدوح عليها.حکمت 340
و ذلك ان استهانته به يستلزم انهماكه فيه و استكثاره منه و عدم اقلاعه عنه حتى يصير ملكه بخلاف ما يستصعبه من الذنوب.حکمت 341
احدها:من نظر فى عيب نفسه اشتغل عن غيب غيره. لانه انما يذكر عيب الغير غالبا فى معرض الافتخار عليه بالبراءه من ذلك العيب فاذا نظر الى مثله من نفسه شغله اعتبار ذلك النقصان فيها عن الاشتغال بنقصان غيره و النظر فيه. الثانيه:و من رضى برزق الله لم يحزن على مافاته. و ذلك ان الحزن على مافات مستلزم لعدم القناعه و الرضى بالحاصل من الرزق فعدم ذلك اللازم مستلزم لعدم ملزومه و هو الحزن على الفائت. الثالثه:و من سل سيف البغى قتل به. و هو كنايه عن الظلم، و ظاهر ان الظلم سبب لهلاك الظالم. و قد سبق بيانه مرارا. الرابعه:و من كابد الامور عطب:اى من قاساها بنفسه استعد بها للهلاك. الخامسه:و من اقتحم اللجج غرق. استعار لفظ اللجج للامور العظام كالحروب و تدبير الدول، و لفظ الغرق للهلاك. السادسه:و من دخل مداخل السوء اتهم. لانها مظنه التهمه و دخولها من الامارات الموجبه للظن كمعاشره الفساق و نحوه. السابعه:و من كثره كلامه كثر خطاه. لانه قد مر ان كمال العقل مستلزم لقله الكلام فيكون كثره الكلام مستلزما لنقصان العقل المستلزم لكثره الخطا و القول من غير ترو و تثبت. الثامنه:و من كثر خطاه قل حياوه لانك علمت ان الحياء هو ان يحسن الارتداع عن الامور التى يقبح تعاطيها و الاقدام عليها لملاحظته ما ينتج من ارتكابها من قبح الاحدوثه. و الاقدام على الخطا بكثره الكلام ينافى الارتداع عن تلك الامور و هو من جملتها. التاسعه:و من قل حياوه قل ورعه. لان الورع هو الزوم الاعمال الجميله و الوقوف على حدودها دون الرذايل. و الحياء منها. فقله الحياء مستلزم لقله الورع. و ربما فسر الورع بالوقوف عن المحارم، و ظاهر ان قله الحياء ايضا مظنه للاقدام على المحارم فكانت مظنه لقله الورع فاقام الشى ء مقام مظنه الشى ء و حكم به. العاشره:و من قل ورعه مات قلبه:اى لما كانت الفضيله هى حياه القلب استعار لعدمها او قلتها فيه لفظ الموت باعتبار عدم انتفاعه بها كخروج الميت عن الانتفاع بالحياه. الحاديه عشر:و من مات قلبه دخل النار. لان المزحزح له عنها الى الجنه هو استكماله بالفضيله فاذا فقدها فالنار موعده، و الكلام فى صوره قياس مفصول نتيجته ان من كثر كلامه دخل النار. و هو تنفير عن كثره الكلام. الثانيه عشر:و من نظر فى عيوب الناس فانكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الاحمق بعينه. و وجه الحمق ان كونه منكرا لها من غيره يستلزم كون الراى الحق ان لا يفعلها، و رضاه بها لنفسه مخالفه للراى ا
لحق له و خروج عن المصلحه لنفسه و ذلك حمق و نقصان ظاهر فى العقل. و الالف و اللام فى الحمق يفيد حصره فى المشار اليه، و لذلك اكده بعينه الثالثه عشر:و من اكثر من ذكر الموت رضى من الدنيا باليسير. لان الغرض من طلب الكثير منها الاستمتاع و الالتذاذ به و ذكر الموت كاسر لذلك الالتذاذ و مبغض له. الرابعه عشر:و من علم ان كلامه من علمه قل كلامه الا فيما يعينه. و ذلك ان العالم بذلك يرتب قياسا هكذا:الكلام عمل، و الاعمال مواخذ على ما لا يعنى منها. فينتج ان الكلام مواخذ على ما لا يعنى منه. و ذلك موجب للاقتصار على ما يعنى منه.