خطبه 027-در فضيلت جهاد - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 027-در فضيلت جهاد

و من خطبه له عليه السلام:

اقول:

هذه الخطبه مشهوره ذكرها ابوالعباس المبرد و غيره، و السبب المشهور لها انه ورد عليه علج من اهل الانبار فاخبره ان سفيان بن عوف الغامدى قدورد فى خيل المعاويه الى الانبار و قتل عامله حسان بن حسان البكرى. فصعد عليه السلام منبر و خطب الناس و قال:

ان اخاكم البكرى قد اصيب بالانبار و هو مغتر لا يخاف ما كان، و اختار ما عند الله على الدنيا. فانتدبوا اليهم حتى تلاقوهم فان اصبتم منهم طرفا انكلتموهم عن العراق ابدا ما بقوا. ثم سكت رجاء ان يجيبوه بشى ء فلم يفه احد منهم بكلمه. فلما راى صمتهم نزل و خرج يمشى راجلا حتى اتى النخيله و الناس يمشون خلفه حتى احاط به قوم من اشرافهم و قالوا:

ترجع يا اميرالمومنين و نحن نكفيك. فقال:

ما تكفونى و لا تكفون انفسكم. فلم يزالوا به حتى ردوه الى منزله. فبعث سعيد بن قيس الهمدانى فى ثمانيه آلاف فى طلب سفيان بن عوف فخرج حتى انتهى الى ادانى ارض قنسرين و قد فاتوه. فرجع و كان على عليه السلام فى ذلك الوقت عليلا فلم يقو على القيام فى الناس بما يريده من القول. فجلس بباب السده التى تصل الى المسجد و معه الحسن و الحسين عليهماالسلام و عبدالله بن جعفر، و دعى سعدا م
ولاه فدفع اليه كتابا كتب فيه هذه الخطبه و امره ان يقراها على الناس بحيث يسمع عليه السلام و يسمعون، و فى روايه المبرد انه لما انتهى اليه ورود خيل معاويه الانبار و قتل حسان بن حسان خرج مغضبا فجر ردائه حتى اتى النخيله و معه الناس فرقى رباوه من الارض فحمدالله و اثنى عليه و صلى على النبى صلى الله عليه و آله و سلم ثم قال الخطبه. و روايه المبرد اليق بصوره الحال و اظهر، و روى انه قام اليه رجل فى آخر الخطبه و معه ابن اخ له فقال:

يا اميرالمومنين انى و ابن اخى هذا كما قال تعالى (رب انى لا املك الا نفسى و اخى) فمرنا بامرك فوالله لننهين اليه و لو حال بيننا و بينه جمر الغضا و شوك القتاد فدعا لهما بخير، و قال:

و اين انتما مما اريد. الجنه:

ما استرت به من سلاح او غيره، وديث:

اى ذلل، و منه الديوث:

الذى لا غيره له. و الصغار:

الذل و الضيم، و القماء ممدود مصدر قماقماه فهو قمى ء:

الحقاره و الذل، و روى الراوندى القا بالقصر و هو غير معروف، و اسدل الرجل بالبناء للمفعول اذ ذهب عقله من اذى يحلقه. و اديل الحق من فلان اى غلب عليه عدوه، و سامه خسفا بضم الخاء و فتحها:

اى اولاه ذلا و كلفه المشقه، و النصف بكسر النون و سكون الصاد:

الاسم من ا
لانصاف، و ضم النون لغه فيه، و اعلم ان قوله:

اما بعد. الى قوله:

و منع النصف. صدر الخطبه بين فيه عزضه اجمالا و هو الحث على الجهاد، فانه مما ذكر من امر الجهاد و تعظيمه و خطا من قصر عنه علم انه يريد ان يحث السامعين على جهاد عدوهم فذكر من ممادح الجهاد امورا. احدها:

انه باب من ابواب الجنه. و بيانه ان الجهاد تاره يراد به جهاد العدو الظاهر كما هو الظاهر هيهنا، و تاره يعنى به جهاد العدو الخفى و هو النفس الاماره بالسوء. و كلاهما بابان من ابواب الجنه، و الثانى منهما مراد بواسطه الاول اذ هو لازمه له و ذلك انك علمت ان لقاء الله سبحانه و مشاهده حضره الربوبيه هى ثمره الخلفه و غايه سعى عبادالله الابرار، ثم. قد ثبت بالضروره من دين محمد صلى الله عليه و آله و سلم ان الجهاد احد العبادات الخمس، و ثبت ايضا فى علم السلوك الى الله ان العبادات الشرعيه هى المتمه و المعينه على تطويع النفس الاماره بالسوء للنفس المطمئنه، و ان التطويع كيف يكون وسيله الى الجنه التى وعد المتقون. فيعلم من هذه المقدمات ان الجهاد الشرعى باب من ابواب الجنه اذ منه يعبر المجاهد السالك الى الله الى الباب الاعظم للجنه و هو الرياضه و قهر الشيطان. و من وقوفك على هذ
ا السر تعلم ان الصلوه و الصوم و سائر العبادات كلها ابواب للجنه اذ كان امتثالها على الوجه المامور بها مستلزما للوصول الى الجنه. فان باب كل شى ء هو ما يدخل اليه منه و يتوصل به اليه. و نحوه قول الرسول صلى الله عليه و آله و سلم فى الصلوه:

انها مفتاح الجنه، و فى الصوم ان للجنه بابا يقال له الريان لا يدخله الا الصائمون. الثانى من اوصاف الجهاد:

انه باب فتحه الله لخاصه اوليائه. و المراد بخواص الاولياء المخلصون له فى المحبه و العباده. و ظاهر ان المجاهده لله لالغرض آخر من خواص الاولياء، و ذلك ان المرء المسلم اذا فارق اهله و ولده و ماله و اقدم على من يغلب على ظنه انه اقوى منه كما امر المسلمون بان يثبت احدهم لعشره من الكفار، ثم يعلم انه لو قهره لقتله و استباح ذريته و هو فى كل تلك الاحوال صابر شاكر و معترف بالعبوديه لله مسلم امره الى الله فذلك هو الولى الحق الذى قد اعرض عن غير الله راسا، و قهر شيطانه قهرا، و آيسه ان يطيع له امرا. فان قلت:

اذا كان الغرض من العبادات هو جهاد الشيطان و الاخلاص لله و كان التخصيص بالوصفين المذكورين لاستلزامه ذلك المعنى لم يبق حينئذ لسائر العبادات مزيه عليه فما معنى قول الصحابه و قد رجعوا من جه
اد المشركين:

رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر؟. قلت:

يحتمل معنيين:

احدهما:

ان الجهاد الظاهر ليس كل غرضه الذاتى هو جهاد النفس، بل ربما كان من اعظم اغراضه الذاتيه هو قهر العدو الظاهر ليستقيم الناس على الدين الحق و ينتظم امرهم فى سلوكه. و لذلك دخل فيه من اراد منه الا ذلك كالمولفه قلوبهم و ان كانوا كفارا. و ذلك بخلاف سائر العبادات اذ غرضها ليس الا جهاد النفس و لا شك انه هو الجهاد الاكبر:

اما اولا فباعتبار مضره العدوين فان مضره العدو الظاهر مضره دنياويه فانيه، و مضره الشيطان مضره اخرويه باقيه. و من كانت مضرته اعظم كان جهاده اكبر و اهم، و اما ثانيا فلان مجاهده الشيطان مجاهده عدو لازم و مع ذلك فلا يزال مخادعا غرارا لا ينال غرضه الا بالخروج فى ذى لناصحين الاصدقاء، و لا شك ان الاحتراز من مثل هذا العدو اصعب، و جهاده اكبر من جهاد عدو مظهر لعداوته يقاتله الانسان فى عمره مره او مرتين. فحسن لذلك تخصيص الجهاد بالاصغر، و مجاهده النفس بالاكبر. المعنى الثانى:

انا و ان قلنا:

ان الغرض من الجهاد الاصغر هو جهاد النفس الا ان جهادها فى حال جهاد العدو الظاهر قد يكون اسهل و ذلك ان القوى البدنيه كالغضب و الشهوه يثوران عند
مناجزه العدو طلبا لدفعه، و تصيران مطيعين للنفس الانسانيه فيما تراه و تامر به فلا يكون عليها كثير كلفه فى تطويع تلك القوى. بخلاف سائر العبادات فان طباع تلك القوى معاكسه فيها لراى النفس. فلذلك كان جهادها فى سائر العبادات اصعب و اكبر من جهادها فى حال الحرب. و الله اعلم. الثالث:

كونه لباس التقوى، و درع الله الحصينه، و جنته الوثيقه. و استعار لفظ اللباس و الدرع و الجنه ثم رشح الاستعارتين الاخيرتين بوصفى الحصانه و الوثاقه. و وجه المشابه ان الانسان يتقى شر العدو او سوء العذاب يوم القيامه كما يتقى بثوبه ما يوذيه من حر او برد، و بدرعه و جنته ما يخشاه من عدوه، ثم اردف عليه السلام ممادح الجهاد بتوعيد من تركه رغبه عنه من غير عذر يوجب تخلفه بامور منفور عنها طبعا:

منها:

انه يستعد بالترك لان يلبسه الله ثوب الذل. و استعار لفظ الثوب للذل و لفظ اللباس لشموله له. و وجه المشابه احاطه الذل به احاطه الصفه بالموصوف كاحاطه الثوب بملابسه، و ان يشمله بلاء العدو فيذلله بالصغار و القماء، و ان يضرب على قلبه بالاسهاب اى يذهب وجه عقله العملى فى تدبير مصالحه:

اما لحوق الذل به فذلك ان كثره غارات العدو و تكررها منه موجب لتوهم قهره و قوته و ذل
ك مما ينفعل عنه النفس بالانقهار و الذل. و حينئذ تذعن لشمول بلائه، و تذهب وجه عقلها فى استخراج وجوه المصالح فى دفعه و مقاومته اما لقله اهتمامها بذلك عن عدم طمعها فى مقاومته او لتشويشها لخوفه عن ملاحظه وجه المصلحه. و فى اطلاق لفظ الضرب على قلبه استعاره كقوله تعالى (و ضربت عليهم الذله و المسكنه) و وجه الشبه فيها احاطه القبه المضروبه بمن فيها، او لزوم قله العقل له كلزوم الطين المضروب على الحايط. و يحتمل ان يراد بالاسهاب كثره الكلام من غير فائده فان الانسان حال الخوف و الذل كثرا ما يخبط فى القول و يكثر من غير اصابه فيه. و كذلك لحوق باقى الامور به كاداله الحق منه و غلبه العدو له، و عدم انتصافه منه امر ظاهر عن ترك جهاد عدوه مع التمكن من ذلك. و هى امور منفور عنها طبعا و مضره بحال من تلحقه فى الدارين. و قدورد فى التنزيل الالهى من فضل الجهاد و الحث عليه امور كثيره كقوله تعالى (لا يستوى القاعدون من المومنين غير اولى الضرر و المجاهدون فى سبيل الله باموالهم و انفسهم فضل الله المجاهدين باموالهم و انفسهم على القاعدين درجه) الى قوله (فضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه و مغفره و رحمه) و قوله (و جاهدوا فى ال
له حق جهاده) و قوله (و من جاهد فانما يجاهد لنفسه) و نحو ذلك.

/ 542