احديها:المنيه و لا الدنيه. فالمنيه مبتدء دل على خبره بقوله:و لا الدنيه. اى اسهل من الدنيه، و يحتمل ان يكون التقدير يحتمل المنيه و لا يحتمل الدينه و هى الخسيسه من الامر ترتكب فى طلب الدنيا. و كثير من الكرام يختارون الموت على ذلك. و الثانيه:و التقلل و لا التوسل:اى القناعه بالقليل من العيش و التبلغ به خير من التوسل الى اهل الدنيا فى طلبها. الثالثه:و من لم يعط قاعدا لم يعط قائما. كنى بالقعود عن الطلب السهل و بالقيام عن الطلب الصعب بتعسف:اى من لم يرزق بالطلب السهل لم ينفعه التشديد فى الطلب. و هذا الحكم اكثرى كما هو حكم الخطيب حث به على الاجمال فى الطلب. الرابعه:و الدهر يومان يوم لك و يوم عليك فاذا كان لك فلا تبطر و اذا كان عليك فاصبر. فاليوم الذى هو زمان الضيق و البلاء يجب فيه الصبر للاستعداد به لقبول رحمه الله تعالى كما قال (و بشر الصابرين) الايه.
حکمت 393
الغايله:الحقد، و ذلك ان مباعده الناس فى اخلاقهم تستلزم منافرتهم و عداوتهم و احقادهم. فالعدول عنها الى المقاربه و المشاكله لاخلاقهم يستلزم الامن من ذلك منهم.
حکمت 394
فالشكير:هو الفرخ قبل النهوض. و استعار له لفظ الشكير و السقب باعتبار صغر قدره عما تكلم به فى حضرته، و وصف الطيران و الهدير له باعتبار نهوضه الى ذلك الكلام الذى هو فوق محله و ليس اهلا له كما ان الطيران ليس من شان الشكير، و لا الهدير من شان السقب.
حکمت 395
المتفاوت:كالامور المتضاده او التى يتعذر الجمع منها فى العرف و العاده. و استعار وصف الخذلان للحيل باعتبار انها لا تواتيه و لا يمكنه الجمع بين ما يرومه من تلك الامور.
حکمت 396
برهان قوله:انا لا نملك مع الله شيئا. قوله تعالى (قل من يملك لكم من الله شيئا ان اراد بكم ضرا او اراد بكم نفعا) الايه، و ظاهر ان التكليف تابع لما ملكنا اياه من الجوارح و القوى و العقل و ساير متعلقات التكليف و عند اخذه لشى ء منها يضع التكليف به عنا. و سئل الصادق عليه السلام عن هذه الكلمه فقال:لا حول على ترك المعاصى و لا قوه على فعل الطاعات الا بالله.
حکمت 397
اراد انه لا يعمل من الدين الا بما يستلزم دنيا و يقرب به منها كعدل او صدق يستلزم منفعه دنيويه دون ما ليس كذلك. و هو صغرى ضمير نفر به عن مخاطبته، و تقدير كبراه:و كل من كان كذلك فينبغى ان يعرض عن مراجعته و مكالمته.
حکمت 398
تيه الفقراء على الاغنياء اصعب عليهم و اشق من تواضع الاغنياء لهم. اذ كان تيههم يستدعى كمال التوكل على الله و هو درجه عاليه فى الطريق اليه فلذلك كان افضل و احسن لقوله صلى الله و عليه و آله:افضل الاعمال احمزها.
حکمت 399
اما من بلاء الدنيا بالحليه، او من بلاء الاخره بالطاعه.
حکمت 400
استعار لفظ المصارعه للمقاومه، و ذلك ان الله سبحانه و ملائكته و كتبه و رسله و الصالحين من عباده اعوان الحق و لا مقاوم لهم.
حکمت 401
اراد بالقلب النفس او الذهن، و استعار له لفظ المصحف باعتبار ان كل تصور فى الذهن اريد التعبير عنه فلابد ان يتصور حروف العباره عنه فى لوح الخيال و الحس البصرى يشاهدها من هناك و يقروها. فالقلب اذن كالمصحف الذى يشاهد فيه الحروف و الالفاظ و يقرء منه بالبصر فلذلك اضافه الى البصر.