حکمت 421
غرض الكلمه الجذب عن الكسب الحرام، و ادخار المال و التنقير عنه بما ذكر. و قوله:اعظم الحسرات. لا يقتضى ان يكون كل ما هو اعظمها. و انما كان ذل حسره عظيمه لعدم منفعه بالمال فى الدنيا، و عذابه فى الاخره، و مشاهدته لانتفاع الغير به هناك.حکمت 422
استعار وصف الاخسر صفقه لمن ذكر باعتبار استعاضته للدنيا عن الاخره و مع عدم موافقه القدر له فى حصول آماله الدنيوه. و ظاهر انه اخسر من اتجر. و تبعته ما يلحقه من عقوبات الالام المكتسبه له من سعيه.حکمت 423
استعار للرزق وصف الطالب باعتبار انه لابد من وصوله فهو كالطالب لصاحبه. و نفر عن طلب الدنيا بما يلزمها من الغايه المقدره و هى الموت فكانه طالب للمرء لغايه اخراجه من الدنيا بسبب طلبه لها، و رغب فى طلب الاخره بما يلزمه من طلب الدنيا و اهلها لمن انتقطع عنها حتى يصل اليه رزقه منها و هو محمود. و قد بينا فيما سلف جه اقبال الناس على من ينقطع عنهم.حکمت 424
اقول:ميز اولياء الله بصفات عشر:احديها:انهم نظروا الى باطن الدنيا:اى حقيقتها، و غرض الحكمه الالهيه من وجودها فعملوا فيها على حسب علمهم اذا نظر الناس الى ظاهرها من زينتها و قيناتها. الثانيه:و اشتغلوا باجلها و هو ما جعله الله نصب اعينهم فرضا مقصودا منها ثمره للاستعدا بها و هو ثواب الله و رضوانه اذا اشتغل الناس بعاجلها و حاضر لذاتها. الثالثه:فاماتوا منها ما خشوا ان يميتهم. و هو نفوسهم الاماره بالسوء التى يخشى من غلبتها و استيلائها على العقل موته و هلاكه فى الاخره، و يحتمل ان يريد بما اماتوه منها قيناتها استعاره. فكانهم لما رفضوها و لم يلتفتوا اليها قد اماتوا و لم يبق لها حياه عندهم. الرابعه:و تركوا منها ما علموا انه سيتركهم. و هو زينتها و قيناتها التاركه لهم بالموت عنها. و- من- فى الموضعين لبيان الجنس. الخامسه:و راوا استكثار غيرهم منها استقلالا و دركها لها فوتا:اى استقلالا من الخير الباقى و فوتا له اذ كان دركها و الاستكثار بها سببا كذلك. السادسه:اعداء ما سالم الناس و هى الدنيا، و سلم ما عادى الناس و هى الاخره. الثامنه:بهم على الكتاب. لحفظهم اياه و تفقههم له و افادتهم به، و به علموا لاشتهارهم به عند الناس. التاسعه:و بهم قام الكتاب:اى صارت احكامه قائمه فى الخلق معمولا بها، و به قاموا:اى باوامره و نواهيه و بما ينبغى له و يحتمل ان يريد ان قيامهم فى معاشهم و معادهم ببركته. العاشره:لا يرون مرجوا فوق ما يرجون من ثواب الله، و لا يخافون مخوفا فوق ما يخافون من عذاب الله و الحجب عنه. و ذلك لعلمهم بالمرجو و المخوف هناك.