اكثر ما يصدر الغيبه عن الاعداء و الحساد الذين يعجزون عن بلوغ اغراضهم و شفاء صدورهم فيعدلون الى اظهار معايب اعدائهم لما يجدون فيه من اللذه. و نفر عنها بنسبه فاعلها الى العجز، و انها غايه جهده ليانف من ذلك النقصان و لا يرضى به.
حکمت 454
و اصل الفتنه:الانصراف:اى رب مصروف عن تحصيل الفضيله و الطاعه و اكمالها بالمدح و الاطراء كمن يمدح بكثره العباده مثلا فيقوده ذلك الى الاقتصار على ذلك القدر منها. و قال السيد- رحمه الله- :و هذا حين انتهاء الغايه بنا الى قطع المختار من كلام اميرالمومنين على بن ابيطالب عليه السلام حامدين لله سبحانه على ما من به من توفيقنا لضم ما انتشر من اطرافه و تقريب ما بعد من اقطاره. و تقرر العزم كما شرطنا اولا على تفضيل اوراق من البياض فى آخر كل باب من الابواب ليكون لاقتناص الشارد و استلحاق الوارد و ما عساه ان يظهر لنا بعد الغموض و يقع الينا بعد الشذوذ. و ما توفيقنا الا بالله عليه توكلنا و هو حسبنا و نعم الوكيل. اقول:انه- رضوان الله عليه- بلغ فى اختيار كلامه عليه السلام الى هذه الغايه و قطعه عليها. ثم كتبت على عهده زياده من محاسن الكلمات اما باختياره هو او بعض من كان يحضره من اهل العلم و تلك الزياده تاره توجد خارجه عن المتن و تاره موضوعه فيه ملحقه بمنقطع اختياره. و روى انها قرئت عليه و امر بالحاقها بالمتن. و اولها:
حکمت 455
و اراد انها خلقت للاستعداد فيها و بها لدرك ثواب الله فى الاخره لا ليلتذ بها الجاهلون.
حکمت 456
قال الرضى:و المرود هنا مفعل من الارواد، و هو الامهال و الانظار، و هذا من افصح الكلام و اغربه، فكانه عليه السلام شبه المهله التى هم فيها بالمضمار الذى يجرون فيه الى الغايه، فاذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها. اقول:استعار لفظ المرود لمده دولتهم، و وجه المشابهه هو ما ذكره السيد. و الكلام ظاهر الصدق فان دولتهم لم تزل على الاستقامه الى حين اختلافهم و ذلك حين ولى الوليد بن يزيد فخرج عليه يزيدبن الوليد فخرج عليه ابراهيم بن الوليد و قامت حنيئذ دعاه بنى العباس بخراسان و اقبل مروان بن محمد من الجزيره يطلب الخلافه فخلع ابراهيم ابن الوليد و قتل قوما من بنى اميه و اضطرب امر دولتهم و كان زوالها على يد ابى مسلم و كان فى بدو امره اضعف خلق الله و اشدهم فقرا. و فى ذلك تصديق قوله عليه السلام:ثم كادتهم الضباع لغلبتهم. و لفظ الضباع قد يستعار للاراذل و الضعفاء. و هذا من كراماته.
حکمت 457
و الفلو:المهر. و السباط:السماح، و يقال للحاذق فى الطعن:انه لسبط اليدين يريد انه ثقيف فيه. و السلاط:الحديد الفصيح، و شبه تربيتهم للاسلام و حمايتهم له بتربيه الفلو، و وجه الشب شده عنايتهم به و حسن مراعاته الى حين كماله.