فالظنون الذى لا يعلم صاحبه ايقضيه من الذى هو عليه ام لا، فكانه الذى يظن به فمره يرجوه و مره لا يرجوه. و هذا من افصح الكلام، و كذلك كل امر تطلبه و لا تدرى على اى شى ء انت منه فهو ظنون و على ذلك قول الاعشى ما يجعل الجد الظنون الذى جنب صوب اللجب الماطر مثل الفراتى اذا ما طما يقذف بالبوصى و الماهر و الجد:البعر و الظنون:التى لا يعلم هل فيها ماء ام لا. قيل:يقول عليه السلام اذا كان لك مثلا عشرون دينارا دينا على رجل، و قد اخذها منك و وضعها كما هى من غير تصرف فيها و انت تظن ان استرددتها منه ردها اليك فاذا مضى عليها احد عشر شهرا و استهل هلال الثانى عشر و جبت زكاتها عليك. و اللجب فى قول الاعشى هو السحاب المصوت ذوالرعد. و اراد بالفراتى الفرات، و الياء للتاكيد كقولهم:و الدهر بالانسان دوارى:اى دوار. و يحتمل ان يريد نهر الفراتى. و البوصى:ضرب من صغار السفن. و الماهر:السابح، و مراده انه لا يقاس البئر الذى يتشكك هل فيه ماء ام لا لبعده بالفرات اذا ماطما. و هو كالمثل لعدم مساواه البخيل للكريم.
کلمه غريب 007
و معناه اصدفوا عن ذكر النساء و شغل القلب بهن، و امتنعوا من المقاربه لهن، لان ذلك يفت فى عضد الحميه و يقدح فى معاقد العزيمه، و يكسر عن العدو، و يلفت عن الابعاد فى الغزو، و كل من امتنع من شى ء فقد اعذب عنه. و العاذب و العذوب:الممتنع من الاكل و الشرب. قوله:يفت فى عضد الحميه كنايه عن كسرها.
کلمه غريب 008
الياسرون:هم الذين يتضاربون بالقداح على الجزور، و الفالج:القاهر و الغالب، و بقال:فلج عليهم و فلجهم، و قال الراجز:لما رايت فالجا قد فلجا و اقول:قد مر شرحه فى قوله:اما بعد فان الامر ينزل من السماء الى الارض كقطر المطر.
کلمه غريب 009
و معنى ذلك انه اذا عظم الخوف من العدو و اشتد عضاض الحرب فزع المسلمون الى قتال رسول الله صلى الله و عليه و آله. و قوله (اذا احمر الباس) كنايه عن اشتداد الامر، و قد قيل فى ذلك اقوال احسنها:انه شبه حمى الحرب بالنار التى تجمع الحراره و الحمره بفعلها و لونها، و مما يقوى ذلك قول رسول الله صلى الله و عليه و آله و سلم و قد راى مجتلد يوم حنين و هى حرب هوازن:(الان حمى الوطيس) فالوطيس:مستوقد النار، فشبه رسول الله صلى الله و عليه و آله و سلم ما استحر من جلاد القوم باحتدام النار و شده التهابها. و اقول:استعار وصف احمرار الباس لشدته ملاحظه لشبهه بالنار الموقده. و قد مر مثل ذلك فى بعض كتبه عليه السلام.