خطبه 029-در نكوهش اهل كوفه - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 029-در نكوهش اهل كوفه

و من خطبه له عليه السلام:

اقول:

روى ان السبب فى هذه الخطبه هو غاره الضحاك بن قيس بعد قصه الحكمين و عزمه على المسير الى الشام. و ذلك ان معاويه لما سمع باختلاف الناس على على عليه السلام و تفرقهم عنه، و قتله من قتل من الخوارج بعث الضحاك بن قيس فى نحو من اربعه آلاف فارس و اوعز عليه بالنهب و الغاره. فاقبل الضحاك يقتل و ينهب حتى مر بالثعلبيه. فاغار على الحاج فاخذ امتعتهم. و قتل عمرو بن عميس بن مسعود ابن اخى عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و قتل معه ناسا من اصحابه. فلما بلغ عليا عليه السلام ذلك استصرخ اصحابه على اطراف اعماله و استشارهم الى لقاء العدو فتلكووا. و رآى منهم تعاجزا و فشلا. فخطبهم هذه الخطبه. و لنرجع الى المتن. فالاهواء:

الاراء، و الوهى:

الضعف، و كيت و كيت:

كنايه عن الحديث. و حاد عن الامر:

عدل عنه. قال الجوهرى:

قولهم حيدى حياد كقولهم:

فيحى فياح، و نقل ان فياح اسم للغاره كقطام. فحياد ايضا اسم لها. و المعنى:

اعزلى عنا (عنها خ) ايتها الحرب، و يحتمل ان يكون حياد من اسماء الافعال كنزال. فيكون قد امر بالتنحى مرتين بلفظين مختلفين. اعاليل و اضاليل:

جمع اعلال و اضلال و هما ج
مع عله:

اسم لما يتعلل به من مرض و غيره، و ضله:

اسم من الضلال بمنى الباطل، و المطول:

كثير المطال و هو تطويل الود و تسويفه، و الجد:

الاجتهاد، و الاخيب:

اشد خيبه و هى الحرمان، و الافوق:

السهم المسكور الفوق و هو موض الوتر منه، و الناصل:

الذى لا نصل فيه. و المقصود انه عليه السلام نبههم على ما يستقبح فى الدين، و مراعاه حسن السيره من احوالهم و اقوالهم و افعالهم:

اما حوالهم فاجتماع ابدانهم مع تفرق آرائهم الموجب لتخاذلهم عن الذب عن الدين و المفرق لشمل مصالحهم. و ما اقوالهم فكلامهم الذى يضعف عند سماعه القلوب الصلبه الثابته و يظن سامعه ان تحته نجده و ثباتا و هو قولهم مثلا فى مجالسهم:

انه لا محل لخصومنا، و انا سنفعل بهم كذا، و سيكون منا كذا. و امثاله. و استعار لفظى الصم الصلاب من اوصاف الحجاره للقلوب التى تضعف من سماع كلامهم كما شبه القرآن الكريم بها:

فى كالحجاره او اشد قسوه. و اما افعالهم فهو تعقيب هذه الاقوال عند حضور القتال و دعوتهم الى الحرب بالتخاذل و عدم التناصر و التقاعد عن اجابه داعى الله و كراهيه الحرب و الفرار عن مقاتله العدو، و كنى بقوله:

قلتم حيدى حياد. عن ذلك، و هى كلمه كانت تستعملها العرب عند الفرار. ثم ار
دف ذلك بما العاده ان يانف منه من يطلب الانتصار به على وجه التضجر منهم عن كثره تقاعدهم عن صوته. و ذلك قوله:

ما عزت دعوه من دعاكم. المستلزم للحكم بذله داعيهم، و لا استراح قلب من قاساكم. السمتلزم للحكم بتعبه، و قوله:

اعاليل باضاليل. خبر مبتدء محذوف اى و اذا دعوتكم الى القتال تعللتم باعاليل هى باطله ضلاله عن سبيل الله و سالتمونى التاخير و تطويل المده دفاعا، و قوله:

دفاع ذى الذين المطول. يحتمل ان يكون تشبيها لدفاعهم له بدفاع ذى الدين فيكون منصوبا محذوف الجار، و يحتمل ان يكون قد استعار دفاع ذى الدين المطول لدفاعهم فيكون مرفوعا، و وجه الاستعاره ان المدين المطول ابدا مشتهى لعدم المطالبه و تود نفسه ان لا يراه غريمه فكذلك فهم عليه السلام منهم انهم كانوا يحبون ان لا يعرض لهم بذكر القتال و لا يطالبهم به. فاستعار لدفاعهم الدفاع المذكور لمكان المشابهه، ثم نبههم على قبح الذل ليفيووا الى فضيله الشجاعه بذكر بعض لوازمه المنفره و هو ان صاحبه لا يتمكن من رفع الضيم عن نفسه، و على قبح التوانى و التخاذل بانه لا يدرك الاحسان حقه الا بضد ذلك و هو الجد و التشمير فى طلبه، ثم اعقب ذلك بالسوال على جهه الانكار و التقريع عن تعيين الدار الت
ى ينبغى لهم حمايتها بعد دارالاسلام التى لانسبه لغيرها اليها فى العز و الكرامه عند الله و وجوب الدفع عنها و التى هى موطنهم و محل دولتهم. كذلك قوله:

و مع اى امام بعدى تقاتلون. و فيه لهم على افضليته و ما وثق به من اخلاص نفسه لله فى جميع حركاته، و تثبيت لهم على طاعته اذ كان عليه السلام يتوهم فى بعضهم الميل الى معاويه و الرغبه فيما عنده من الدنيا. ثم اردف ذلك بذم من اغتر بكلامهم و نسبه الى الغرور و الغفله. ثم بالاخبار عن سوء حال من كانوا حزبه و من يقاتل بهم:

اما الاول:

فهو قوله:

المغرور و الله من غررتموه. و المقصود بالحقيقه ذمهم و توبيخهم على خلف المواعيد و المماطله بالنفار الى الحرب لانه انما ينسب من وثق بهم الى الغرور بعد خلفهم فى وعدهم له بالنهوض معه. و جعل المغرور مبتدء و من خبره ابلغ فى اثبات الغره لمن اغتربهم من العكس لاقتضاء الكلام اذن انحصار المغرور فى من اغتربهم. و لا كذلك لو كان من مبتدء. و اما الثانى:

فهو قوله:

و من فازبكم فقد فاز بالسهم الاخيب و من رمى بكم فقد رمى بافوق ناصل. و قد شبه نفسه و خصومه باللاعبين بالميسر، و لا حظ شبه حصولهم فى حقه بخروج احد السهام الخائبه التى لا غنم لها او الاوغاد التى فيه
ا غرم كالتى لم يخرج حتى استوفيت اجزاء الجزور فحصل لصاحبها غرم و خيبه. فلاجل ملاحظه هذا الشبه استعار لهم لفظ السهم بصفه الاخيب، و اطلاق الفوز هنا مجاز فى حصولهم له من باب اطلاق اسم احد الضدين على الاخر كتسميه السيئه جزاء. كذلك لا حظ المشابهه بين رجال الحرب و بين السهام فى كون كل منهما عده للحرب و دفع العدو و لاحظها ايضا بين ارسالهم فى الحرب و بين الرمى بالسهام. و فلاجل ذلك استعار اوصاف السهم من الافوق و الناصل، و استعار لفظ الرمى لمقاتلته بهم ثم خصصهم باردء اوصاف السهم التى يبطل معها فائدته لمشابتهم ذلك السهم فى عدم الانتفاع بهم فى الحرب. و كانه ايضا خصص بعثه لهم الى الحرب باستعاره الرمى بالسهم الموصوف لزياده الشبه و هى عدم انبعاثهم عن امره. و تجاوزهم اوطانهم كالرمى بالسهم الذى لا فوق له و لا نصل فانه لا يكاد يتجاوز عن القوس مسافه. و هى من لطائف ملاحظات المشابهه و الاستعاره عنها. و المعنى ان من حصلتم فى حربه فالخيبه حاصله له فيما يطلب بكم، و من قاتل بكم عدوه فلانفع له فيكم. ثم اردفعه بالاخبار عن نفسه بامور نشات عن اساءه ظنه بهم و عدم وثوقه باقوالهم بكثره خلفهم و مواعيدهم الباطله بالنهوض معه و هى انه لا يصدقهم
لانه من اكثر من شى ء عرف به. و من امثالهم:

ان الكذوب لا يصدق و انه لا يطمع فى نصرهم و انه لا يوعد بهم عدوهم اذ كان وعيده بهم مع طول تخلفهم و شعور العدو بذلك مما يوجب جراته و تسلطه و امانه من المقاومه. ثم اردفه بالاستفهام على سبيل الاستنكار و التقريع عن حالهم التى توجب لهم التخاذل و التصامم عن ندائه و هو قوله:

ما بالكم. ثم عن دوائهم الصالح للمرض الذى هم فيه. ثم عن كيفيه علاجهم منه بقوله:

ما دوائكم ما طبكم. و قيل اراد بقوله ما طبكم اى ما عادتكم و الاول اظهر و اليق. ثم نبههم على ما عساهم يتوهمونه من قوه خصومهم و باسهم بانهم رجال امثالكم فى الرجوليه التى هى مظنه الشجاعه و الباس فلا مزيه لهم عليكم فلا معنى للخوف منهم. ثم عاد الى سوائهم على جهه التقريع و نبههم به على امور لا ينبغى، منفور عنها، مستقبحه فى الشريعه و العاده. فاولا:

عن قولهم ما لا يفعلون و هو اشاره الى ما يعدون به من النهوض الى الحرب ثم لا يفعلون و ذلك بقوله:

اقولا بغير عمل؟ تذكيرا لهم بما يستلزم ذلك من المقت عند الله كما اشير اليه فى القرآن الكريم (يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون) و على الروايته ال
ثانيه و هى اقولا بغير علم؟ الى اتقولون بالسنتكم ما ليس فى قلوبكم و لا تعتقدونه و تجزمون به من انا سنفعل كذا. و يحتمل ان يكون معناه اتقولون انا مخلصون لله و انا مسلمون و لا تعلمون شرائط الاسلام و الايمان. و ثانيا:

عن غفلتهم التى ليست عن ورع و هى عدم تعقلهم للمصالح التى ينبغى ان يكونوا عليها و هى طرف التفريط من فضيله الفطانه. و هذه بخلاف الغفله مع الورع. فان تلك نافعه فى المعاد ان كان الورع عباره من لزوم الاعمال الجميله المستعده فى الاخره فالغفله معه عن الامور الدنيويه و المصالح المتعلقه بجزئياتها ليست بضاره، بل ربما كانت سببا للخلاص من عذاب ما فى الاخره. و ثالثا:

عن طمعهم فى غير حق اى فى ان يمنحمهم ما لا يستحقونه لينهضوا معه و يجيبوا دعوته، و كانه عليه السلام عقل من بعضهم ان احد اسباب تخلفهم من ندائه انما هو طمعهم فى ان يوفر عطياتهم و يمنحمهم زياده على ما يستحقون كما فعل غيره مع غيرهم فاشار الى ذلك و نبههم على قبحه من حيث انه طمع فى غير حق. و الله اعلم.

/ 542