خطبه 035-بعد از حكميت - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 035-بعد از حكميت

و من خطبه له عليه السلام:

اقول:

روى ان عمرو بن العاص و اباموسى الاشعرى لما التقيا بدومه الجندل و قد حكما فى امر الناس كان على يومئذ قد دخل الكوفه ينتظر ما يحكمان به. فلما تمت خدعه عمرو لابى موسى و بلغه ذلك عليه السلام اغتم له غما شديدا و وجم منه و قام فخطب الناس. فقال:

الحمدلله. الفصل. و زاد بعد الاستشهاد ببيت دربد فى بعض الروايات:

الا ان هذين الرجلين اللذين اخترتموهما قد نبذا حكم الكتاب و احييا ما امات و اتبع كل واحد منهما هواه و حكم بغير حجه و لا بينه ماضيه و اختلفا فيما حكما فكلاهما لم يرشد الله. فاستعدوا للجهاد و تاهبوا للمسير و اصبحوا فى معسكر كم يوم كذا. و اما قصه التحكيم و سببها فمذكور فى التواريخ. و الخطب:

الامر العظيم. و فدحه الامر:

اذا عاله و ابهظه. و الجافى:

خشن الطباع الذى ينبوا طبعه عن الموانسه فيقاطع و يباين. فقوله:

الحمدلله. الى قوله:

الجليل. قد عرفت نسبه الخير و الشر الى الدهر على اى وجه هى، و مراده احمد الله على كل حال من السراء و الضراء. و ان هنا للغايه. و يفهم من هذا الصدر وقوع الخطب الفادح و هو ما وقع من امر الحكمين. و حمدالله عليه. و قوله:

ليس معه اله غيره. تاكيد لمنى ك
لمه التوحيد و تقرير لمقتضاها. و قوله:

اما بعد. الى قوله:

الندامه. القيود الاربعه التى ذكرها من صفات المشير معتبره فى حسن الراى و وجوب قبوله:

اما كونه ناصحا فلان الناصح يصدق الفكر و يمحض الراى و غير الناصح ربما يشير بفطير الراى فيوقع فى المضره، و اما كونه شفيقا فلان الشفقه تحمل على النصح فتحمل على حسن التروى فى الامر و ايقاع الراى فيه من تثبت و اجتهاد. و الباعث على هذين اعنى النصح و الشفقه اما الدين او محبه المستشير، و اما كونه عالما فقائدته اصابته لعلمه وجه المصلحه فى الامر فان الجاهل اعمى لا يبصر وجه المصلحه فيه. قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:

استرشدوا العاقل ترشدوا و لا تعصوه فتندموا، و قال عبدالله بن الحسن لابنه محمد:

احذر مشوره الجاهل و ان كان ناصحا كما تحذر عداوه العدو العاقل فانه كما يوشك ان يقع بك مكر العاقل كذلك يوشك ان يورطك شور الجاهل:

و اما كونه مجربا فلانه لايتم راى العالم ما لم ينضم اليه التجربه. و ذلك ان العالم و ان علم وجه المصلحه فى الامر الا ان ذلك الامر قد يشتمل على بعض وجوه المفاسد لا يطلع عليه الا بالتجربه مره و مره فالمشوره من دون تجربه مظنه الخطاء، و قيل فى منثور الحكم:

كل
شى ء محتاج الى العقل و العمل محتاج الى التجارب. و اذا عرفت ان طاعه المشير الموصوف بالصفات المذكوره مستلزمه فى اغلب الاحوال للسرور بحسن ثمر رايه و الفوز بها لاجرم كان معصيته و مخالفه رايه مستلزمه للحسره مستعقبه للندامه. و قوله:

و قد كنت امرتكم فى هذه الحكومه امرى. لما قدم ان معصيه المشير المذكور تعقب الحسره و الندامه اردف ذلك ببيان انه هو المشير و انه اشار عليهم فخالفوه ليتضح لهم انهم عصوا مشيرا قد استكمل شرائط الراى فيتوقعوا الندم على معصيته. و قوله:

و نخلت لكم مخزون رايى. استعاره للفظ النخل لاستخلاص اسد آرائه و اجودها لهم بحسب اجتهاده، و وجه المشابه ان اجود ما ينتفع به مما ينخل من دقيق و نحوه هو المنخول كذلك الراى اجوده و انفعه ما استخلص وصفى من كدورات الشهوه و الغضب. و قوله:

لو كان يطاع لقصير امر. مثل. و قصير هذا هو قصير بن سعد اللخمى مولى جذيمه الابرش بعض ملوك العرب. و اصل المثل ان جذيمه كان قتل ابا الزباء ملكه الجزيره فبعثت اليه عن حين ليتزوج بها خدعه و سالته القدوم فاجابها الى ذلك، و خرج فى الف فارس خلف باقى جنوده مع ابن اخته عمرو بن عدى، و كان قصير اشار الى جذيمه ان لا يتوجه اليها فلم يقبل رايه فل
ما قرب جذيمه من الجزيره استقبله جنود الزباء بالعده و لم ير منهم اكراما له فاشار عليه قصير بالرجوع عنها، و قال:

انها امراه و من شان النساء الغدر. فلم يقبل. فلما دخل اليها غدرت به و قتلته. فعندها قال قصير:

لا يطاع لقصير امر. فذهبت مثلا لكل ناصح عصى و هو مصيب فى رايه. و قد يتوهم ان جواب لو هيهنا متقدم، و الحق ان جوابها محذوف و المعنى يتضح بترتيب الكلام، و التقدير انى كنت امرتكم امرى فى هذه الحكومه و نصحت لكم فلو اطعتمونى لفعلتم ما امرتكم به و محضت لكم النصيحه فيه، فقولنا:

لفعلتم هو تقدير الجواب، و مما ينبه عليه ان قوله:

فابيتم على اباء المخالفين الجفاه و المنابذين العصاه. و فى تقدير استثناء نقيض ذلك التالى، و تقديره لكنكم ابيتم على اباء من خالف الامر و جفا المشير و عصاه حتى شك فى نصحه هل كان صوابا او خطاء. و هذا الحكم حق فان المشير بالراى الصواب اذا كثر مخالفوه فيه قد يتهم نفسه فى صحه ذلك الراى و صوابه لان استخراج وجه المصلحه فى الامر امر اجتهادى يغلب على الظن بكثره الامارات اللايحه للمشير فاذا جوز المشير ان يكون خلاف ما رآه هو المصلحه فلا مانع اذن ان يعرض لغيره. امارات اخرى يغلب على ظنه ان ما رآه هو ليس بمصلحه
فيعارض بها ما رآه الاول حقا و يخالفه فى رايه فاذا كثرت تلك المخالفه من جمع عظيم جاز ان يتشكك الانسان فيما ظنه من المصلحه انه ليس بمصلحه و ان الامارات التى اقتضت ذلك الظن غير صحيحه فلذلك قال عليه السلام:

حتى ارتاب الناصح بنصحه. و عنى بالناصح نفسه او من راى رايه لاطباق اكثر اصحابه على مخالفتهم، و قال بعض الشارحين:

يحمل ذلك على المبالغه لانه عليه السلام منزه عن ان يشك فيما يراه صوابا بعد شوره به. و قوله:

و ضن الزند بقدحه. قيل:

هو مثل يضرب لمن يبخل بفوائده اذا لم يجد لها قابلا عارفا بحقها او لم يتمكن من افادتها فان المشير اذا اتهم و استغش او خطى ء فى رايه ربما لا ينقدح له بعد ذلك راى صالح لحكم الغضب عليه من جهه مخالفته و عدم قبول رايه. و لما كان غرضه ان يقرر عليهم الندامه فى مخالفه رايه و يريهم ثمره عصيان امره الصادر عن معاينه وجه المصلحه كما هو قال:

فكنت و اياكم كم قال اخو هوازن:

امرتهم امرى. البيت، و هو لدريد بن الصمه من قصيده له فى الحماسه اولها:

نصحت لعارض و اصحاب عارض و رهط بنى السوداء و القوم سهد و قصته فى هذه القصيده ان اخاه عبدالله بن الصمه غزا بنى بكر بن هوازن بن غطفان فغنم منهم و استاق ابلهم فلما
كان بمنعرج اللوى قال:

لا و الله لا ابرح حتى انحر البقيعه و هى ما ينحر من النهب قبل القسمه، و احيل السهام. فقال له اخوه دريد:

لا تفعل. فان القوم فى طلبك. فابى عليه و اقام و انحر البقيعه و بات فلما اصبح هجم القوم عليه و طعن عبدالله بن صمه فاستغاث باخيه دريد فنهنه عنه القوم حتى طعن هو ايضا و صرع و قتل عبدالله و حال الليل بين القوم فنجا دريد بعد طعنات و جراح حصل له فقال القصيده، و انما قال عليه السلام:

اخو هوازن. لنسبته اليهم فان دريدا ابن الصمه بن بنى چشم بن معاويه بن بكر بن هوازن. و نحوه قوله تعالى (و اذكر اخا عاد) لنسبته فيهم و كذلك قال لهم اخوهم لوط و يكفى فى اطلاق لفظ الاخوه مجازا مجرد الاتصال بهم و الملابسه لهم و قد عرفت ذلك، و وجه تمثله عليه السلام بالبيت:

انى كنت و اياكم فى نصيحتى و نهيى من الحكومه و مخالفتكم امرى المستلزمه لندامتكم على التفريط كهذا القائل مع قومه حيث نصلح لهم فعصوه فلحقهم من الندامه و الهلاك. و اعلم ان الذى كان اشار به على اصحابه:

هو ترك الحكومه و الصبر على قتال اهل الشام. و مجمل السبب ان امارات الغلبه ليله الهرير كانت لايحه على اهل الشام فلما عاينوا الهلاك استشار معاويه بعمرو بن العاص
فى كيفيه الخلاص فقال عمرو:

ان رجالك لا تقوم لرجاله و لست مثله انه يقاتلك على امر و انت تقاتله على غيره و انت تريد البقاء و هو يريد الفناء، و اهل العراق يخافون منك ان ظفرت بهم و اهل الشام لا يخافون عليا ان ظفر بهم، و لكن الق الى القوم امرا ان قبلوه اختلفوا و ان ردوه اختلفوا:

ادعهم الى كتاب الله حكما فيما بينك و بينهم فانك بالغ به حاجتك فانى لم ازل ادخر هذا الامر لوقت حاجتك اليه فعرف معاويه ذلك فلما اصبحوا رفعوا المصاحف على اطراف الرماح و كان عددها خمس مائه مصحف و رفعوا مصحف المسجد الاعظم على ثلاثه رماح مشدوده يمسكها عشره رهط و نادوا باجمعهم:

الله الله معشر العرب فى النساء و البنات الله الله دينكم هذا كتاب الله بيننا و بينكم. فقال عليه السلام:

اللهم انك تعلم انهم ما الكتاب يريدون فاحكم بيننا و بينهم انك انت الحكم الحق المبين، و حينئذ اختلف اصحابه فقالت طائفه:

القتال القتال، و قال اكثرهم:

المحاكمه الى الكتاب و لا يحل لنا الحرب و قد دعينا الى حكم الكتاب و تنادوا من كل جانب الموادعه فقال عليه السلام فى جوابهم:

ايها الناس انى احق من اجاب الى كتاب الله و لكن معاويه و عمرو بن العاص و ابن ابى معيط ليسوا باصحاب دين و ل
ا قرآن انى اعرف بهم منكم صحبتهم صفارا و رجالا فكانوا شر صغار و شر رجال و يحكم انها كلمه حق يراد بها الباطل انهم ما رفعوها انهم يعرفونها و لا يعلمون بها و لكنها الخديعه و المكيده و الوهن اعيرونى سواعدكم و جماجمكم ساعه واحده فقد بلغ الحق مقطعه و لم يبق الا ان يقطع دابر القوم الظالمين، فجاءه عشرون الفا من اصحابه و نادوه باسمه دون امره المومنين:

اجب اليوم الى كتاب الله اذا دعيت و الا قتلناك كما قتلنا عثمان. فقال عليه السلام:

و يحكم انا اول من اجاب الى كتاب الله، و اول من دعا اليه فيكف لا اقبله و انما قاتلتهم ليدينو بحكم القرآن و لكنى قد اعلمتكم انهم قد كادوكم و ليس العمل بالقرآن يريدون. فقالوا:

ابعث الى الاشتر ياتيك. و قد كان الاشتر صبيحه ليله الهرير قد اشرف على عسكر معاويه ليدخله و لاح له الظفر فبعث اليه فرجع على كره منه و وقع بينه و بين من اجاب الى الحكومه من اصحاب على عليه السلام مساب و مجادلات على ما اختاروا من ترك الحرب و تنادوا من كل جانب رضى اميرالمومنين بالتحكيم و كتبوا عهدا على الرضابه، و سنذكر كيفيته اجمالا انشاءالله تعالى. و بالله التوفيق.

/ 542