خطبه 042-پرهيز از هوسرانى - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 042-پرهيز از هوسرانى

و من كلام له عليه السلام:

اقول:

حذاء:

خفيفه مسرعه لا يتغلق احد منهما بشى ء. الصبابه:

بقيه الماء فى الاناء. و المقصود بهذا الفصل النهى عن الهوى و طول الامل فى الدنيا فانهما من اشد اسباب الهلاك فكان الجلاء عنهما من اشد اسباب النجاه كما قال تعالى (فاما من طغى و آثر الحياه الدنيا فان الجحيم هى الماوى و اما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فان الجنه هى الماوى) ثم التذكير بامور الاخره. فاعلم ان الهوى هو ميل النفس الاماره بالسوء الى مقتضى طباعها من اللذات الدنيويه الى حد الخروج عن حدود الشريعه، و اما الامل فقد سبق بيانه، و لما كانت السعاده التامه انما هى فى مشاهده حضره الربوبيه و مجاوره الملا الاعلى فى مقعد صدق عند مليك مقتدر، و كان اتباع النفس الاماره بالسوء فى ميولها الطبيعيه و الانهماك فى ملذاتها الفانيه اشد مهلك جاذب للانسان عن قصد الحق، و صاد له عن سلوك سبيله و عن الترقى فى ملكوت السماوات الى حضيض جهنم كما قال سيد المرسلين صلى الله عليه و آله و سلم:

ثلاث مهلكات:

شح مطاع، و هوى متبع، و اعجاب المرء بنفسه، و كما قال:

حب الدنيا راس كل خطيئه، و قال:

الدنيا و الاخره ضرتان بقدر ما يقرب من احديهما يب
عد من الاخرى. لاجرم كان اخوف ما ينبغى ان يخاف من الامور المهلكه اتباع الهوى، و اما الامل فمراده به ايضا الامل لما لا ينبغى ان يمد الامل فيه من المقتنيات الفانيه و ظاهر ان طول الامل فيها يكون مطابقا لاتباع الهوى و به يكون نسيان الاخره لان طول توقع الامور المحبوبه الدنيويه يوجب دوام ملاحظتها، و دوام ملاحظتها مستلزم لدوام اعراض النفس عن ملاحظه احوال الاخره و هو مستعقب لانمحاء ما تصور فى الذهن منها و ذلك معنى النسيان لها و بذلك يكون الهلاك الابدى و الشقاء الاشقى، و لما كان عليه السلام هو المتولى لاصلاح حال الخلق فى امور معاشرهم و معادهم كان الاهتمام بصلاحهم منوطا بهمته العليه فلاجرم نسب الخوف عليهم الى نفسه. قوله:

الا و ان الدنيا قد ولت. الى قوله:

صابها. اقول:

الدنيا بالنسبه الى كل شخص مفارقه له و خفيفه سريعه الاجفال لم يبق منها بالقياس اليه الا اليسير، و اطلاق الصبابه هيهنا استعاره لبقيتها القليله، و القله هى وجه تشبيهها بصبابه الاناء ايضا. و قوله:

الا و ان الاخره قد اقبلت. لما نبه على ان الدنيا سريعه الاجفال اردف ذلك بالتنبيه على سرعه لحوق الاخره و اقبالها، و كل ذلك قطع للامال الفانيه، و ردع عن اتباع الهوى
. و من آثار الصالحين:

اذا كان العمر فى ادبار و الموت فى اقبال فما اسرع الملتقى. و الموت هو دهليز الاخره. و قوله:

و لكل منهما بنون. الى قوله:

يوم القيامه. من لطائف كلامه. فاستعار لفظ الابناء للخلق بالنسبه الى الدنيا و الاخره، و لفظ الاب لهما، و وجه الاستعاره ان الابن لما كان من شانه الميل الى والده اما ميلا طبيعيا او بحسب تصور المنفعه منه. و كان الخلق منهم من يريد الدنيا. و منهم من يريد الاخره، و يميل كل منهما الى مراده مع ما يحصل من طرف الدنيا للراغبين فيها مما يتوهمونه لذه و خيرا، و ما يحصل من طرف الاخره للراغبين فيها من اللذه و السعاده اشبه كل بالنسبه الى ما رغب فيه و استفاد منه الخير الابن بالنسبه الى الاب. فاستعير لفظه لتلك المشابهه، و لما كان غرضه حث الخلق على السعى للاخره و الميل اليها و الاعراض عن الدنيا، قال عليه السلام:

فكونوا من ابناء الاخره و لا تكونوا من ابناء الدنيا ثم ذكر فايده رايه عليهم بان يكونوا كذلك. و هى ان كل ولد سيلحق بامه يوم القيامه، و اشاره:

الى ان ابناء الاخره و الطالبين لها و العاملين لاجلها مقربون فى الاخره لا حقوق لمراداتهم فيها، و لهم فيها ما تشتهى انفسهم و لهم ما يدعون نزلا من
غفور رحيم، و اما ابناء الدنيا فان نفوسهم لما كانت مستغرقه فى محبتها و ناسيه لطرف الاخره و معرضه عنها لاجرم كانت يوم القيامه مغموره فى محبه الباطل مغلوله بسلاسل السيئات البدنيه و الملكات الرديئه المتمكنه من جواهرها فهى لتعلقها بمحبه الدنيا حيث لا يتمكن من محبوبها منزله ولد لا تعلق له و لامسكه الا بوالده و لا الف له الا هو و لا انس الا معه، ثم حيل بينه و بينه مع شده تعلقه به و شوقه اليه و اخذ الى اضيق الاسجان، و بدل بالعز الهوان فهو فى اشد و له و يتم و اعظم حسره و غم، و اما ابناء الاخره ففى حضانه ابيهم و نعيمه قد زال عنهم بوس الغربه و شقاء اليتم و سوء الحضن. فمن الواجب اذن تعرف احوال الوالدين و اتباع ابر هما و ادومهما شفقه و اعظمهما بركه و ما هى الا الاخره فليكن ذو العقل من ابناء الاخره و ليكن برا بوالده متوصلا اليه باقوى الاسباب و امتنها. و قوله:

و ان اليوم عمل. الى آخر. كنى باليوم عن مده الحياه و بغد عما بعد الموت، و راعى المقابله فقابل اليوم بالغد، و العمل بلا عمل، و لا حساب بالحساب. و اليوم:

اسم ان، و عمل:

قام مقام الخبر استعمالا للمضاف اليه مقام المضاف:

اى و اليوم يوم العمل، و يحتمل ان يكون اسم ان ضمير
الشان و اليوم عمل جمله من مبتدء و خبر هى خبرها، و كذلك قوله:

و غدا حساب و لا عمل، و صدق هذين الحكمين ظاهر و فايدتهما التنبيه على وقتى العمل و عدمه ليبادروا الى العمل الذى به يكونون من ابناء الاخره فى وقت امكانه قبل مجى ء الغد الذى هو وقت الحساب دون العمل، و بالله التوفيق.

/ 542