خطبه 045-گذرگاه دنيا - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 045-گذرگاه دنيا

و من خطبه له عليه السلام:

اقول:

هذا الفصل ملتقط من خطبه طويله له عليه السلام خطب بها يوم الفطر. و هو غير متسق بل بين قوله:

نعمه، و قوله:

و الدنيا. فصل طويل. و هذه الخطبه تنتظم الفصل المتقدم، و هو قوله:

اما بعد فان الدنيا قد ادبرت و هو فيها بعد هذا الفصل و لم نذكرها كراهه التطويل، و لنعد الى الشرح فنقول:

القنوط. الياس. و الاستنكاف:

الاستكبار. و منى لها:

اى قدر. و الجلاء بالفتح و المد:

الخروج عن الوطن. و التبست:

امتزجت. و الكفاف:

ما كف عن الناس اى اغنى عنهم من المال. و البلاغ:

ما بلغ مده الحياه منه و كفى. و اعلم انه نبه على استحقاق الله تعالى للحمد و دوامه باعتبار ملاحظه سته احوال:

فاشاره الى الحاله الاولى بقوله:

غير مقنوط من رحمته مقررا لقوله تعالى (و رحمتى وسعت كل شى ء) و لقوله (لا تياسوا من روح الله انه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون) و هذه الحال مما يشهد باثباتها العقل اذ كان العبد عند اخذ العنايه الالهيه بضبعيه يعلم استناد جميع الموجودات كليها و جزئيها الى مدبر حكيم، و انه ليس شى ء منها خاليا عن حكمه فيستليح من ذلك ان ايجاده له و اخذ العهد اليه بالعباده ليس الا لينجذب الى موطنه الاصل
ى و مبدئه الاولى بالتوحيد المحقق و الحمد المطلق عن نار اججت و جحيم سعرت، و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون فلا يياس من روح الله عند نزول امر واجب النزول به مما يعده شرا بل يكون برجائه اوثق و قلبه بشموله العنايه له اعلق فانه لا يياس من روح الله الا الذين عميت ابصار بصائرهم عن اسرار الله، فهم فى طغيانهم يعمهون و اولئك هم الخاسرون. و اشار الى الحاله الثانيه بقوله:

و لا مخلو من نعمته. تقريرا لقوله تعالى (و ما بكم من نعمه) فسبوغ نعمته دائم لاثار قدرته التى استلزمت طبايعها الحاجه اليه فوجب لها فيض جوده فاستلزم ذلك وجوب تصريحها بلسان حالها و مقالها بالثناء المطلق عليه و دوام الشكر له و ان من شى ء الا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم. و اشار الى الحاله الثالثه بقوله:

و لا مايوس من مغفرته. تقريرا لقوله تعالى (يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله) الايه و هى شهاده بشمول ستره و جميل عفوه و غفره لمن جذبت بعقله ايدى شياطينه لتحطه الى مهاوى الهلاك فعجز عن مقاومتها بعد ان كانت له مسكه بجناب الله فضعفت تلك المسكه عن ان تكون منجاه له حال مجاذبته لهواء و ان كان ذلك الغفران متفاوتا بحسب قوه تلك المسكه و ض
عفها، و العقل مما يويد ذلك و يحكم بصحه هذه الشهاده فان كل ذى علاقه بجناب الله سيخلص من العقاب و ان بعد خلاصه على ما نطق به البرهان فى موضعه، و ذلك يستلزم الاعتراف بالاحسان و دوام الثناء و الحمد. ثم اشار الى الرابعه بقوله:

و لا مستنكف عن عبادته تقريرا لقوله تعالى (لا يستنكفون عن عبادته و لا يستكبرون) و قوله (لن يستنكف المسيح ان يكون عبدالله و لا الملائكه المقربون) الايه و كونه تعالى غير مستنكف عن عبادته شاهد عظيم على كمال عظمته و انه المستحق للعباده دون ما عداه اذ هو المجتمع للكمال المطلق فلا جهه نقصان فيه اليها يشار فيكون سببا للاستنكاف و الاستكبار. و غير، مع محال السلوب الثلاثه بعدها منصوبات على الحال. و قوله:

الذى لا تبرح فيه رحمه و لا تفقد له نعمه. اعباران آخران يستلزمان فى ملاحظتهما وجوب شكره تعالى. و نبه بقوله:

لا تبرح على دوام رحمه الله لعباده، و قوله:

لا تفقد له نعمه كقوله:

و لا مخلو من نعمته، ثم اعقب ذلك بالتنبيه على معائب الدنيا للتنفير عنها فذكر وجوب الفناء لها ثم حذر بذكر العيب الاكبر لها الذى ترغب مع ذكره و ملاحظته من له ادنى بصيره عن الركون اليها و محبه قيناتها و هو مفارقتها الواجبه و الجلاء عن
ها، ثم اردف ذلك بذكر جهتين من جهات الميل اليها:

احديهما منسوبه الى القوه الذائقه و هى حلاوتها، و الاخرى الى القوه الباصره و هى خضرتها. و اطلاق لفظيهما مجاز كنى به عن جهات الميل اليها من باب اطلاق لفظ الجزء على الكل. و ايراده لهذين الوصفين اللذين هما وصفا مدح فى معرض ذمها كتقدير اعتراض على ذمها لغرض ان يجيب عنه، و لهذا عقب ذكرهما بما يصلح جوابا و بينه على ما يصرف عن الميل اليها من هاتين الجهتين و هو كونها معجله للطالب. اذ كان من شان المعجل ان ينتفع به فى حال تعجيله دون ما بعده خصوصا فى حق من احب ذلك المعجل و لم يلتفت الى ما سواه. و الدنيا كذلك كما اشار اليه بقوله:

و التبست بقلب الناظر، و انما خص الناظر لتقدم ذكر الخضره التى هى من حظ النظر فمن عجلت له منحه و التبست بقلبه و كان لابد من مفارقتها لم ينتفع بما بعدها بل بقى فى عذاب الفراق منكوسا و فى ظلمه الوحشه محبوسا، و اليه اشار التنزيل الالهى (من كان يريد العاجله عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصليها مذموما مدحورا) ثم لما نبه على معائبها امر بالارتحال عنها و لم يامر به مطلقا بل لابد معه من استصحاب احسن الازواد اذ كانت الطريق المامور بسلوكها فى
غايه الوعاره مع طولها و قصر المده التى يتحذ فيها الزاد فلا ينفع اذن الا التقوى الابقى الذى لا يتطرق اليه فناء. و لا تفهمن- اعدك الله لا فاضه رحمته- من هذا الارتحال الحسى الحاصل لك من بعضها الى بعض، لا من الزاد الماكول الحيوانى فان احسن ما يحضرنا منه ربما كان منهيا عنه، بل المامور به ارتحال آخر يتبينه من تصور سلوك طريق الاخره. فانك لما علمت ان الغايه من التكاليف البشريه هى الوصول الى حضره الله و مشاهده جلال كبريائه علمت من ذلك ان الطريق الى هذه المطلوب هى آثار وجوده و شواهد آلائه و ان القاطع لمراحل تلك الطريق و منازلها هو قدم عقلك مقتديا باعلامها الواضحه كلما نزل منها منزلا اعدته المعرفه به لاستلاحه اعلام منزل آخر اعلى و اكرم منه كما قال تعالى (لتركبن طبقا عن طبق) الى ان يستقر فى مقعد صدق عند مليك متقدر، و اذا تصورت معنى الارتحال و قد علمت ان لكل ارتحال و سفر زادا علمت ان اكرم الزاد و احسنه فى هذا الطريق ليس الا التقوى و الاعمال الصالحه التى هى غذاء للعقول و ماده حياتها، و اليه الاشاره بقوله (و تزودوا فان خير الزاد التقوى) و اشار بقوله:

ما بحضرتكم. الى ما يمكننا ان ناتى به من الاعمال الصالحه فى حياتنا الدنيا،
ثم عقب الامر باتخاذ الزاد بالنهى عن طلب الزياده على ما يقوم به صوره البدن من متاع الدنيا اذ كان البدن بمنزله مركوب تقطع به النفس مراحل طريقها فالزياده على المحتاج اليه مما يحوج الراكب الى الاهتمام به و العنايه بحفظه المستلزم لمحبته. و كل ذلك مثقل للظهر و مشغل عن الجهه المقصوده. و ذلك معنى قوله:

و لا تسالوا منها فوق الكفاف، و لا تطلبوا منها اكثر من البلاغ، و لا تمدن اعينكم فيها الى ما متع المترفون فتقصروا فى الرحيل و تشغلوا بطلب مثل ما شاهدتم، و بالله التوفيق.

/ 542