خطبه 049-صفات خداوندى - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 049-صفات خداوندى

و من خطبه له عليه السلام:

اقول:

يقال بطنت الوادى:

دخلته. و بطنت الامر:

علمت باطنه. و فى هذا الفصل مباحث جليله من العلم الالهى و جمله من صفات الربوبيه. اولها:

كونه تعالى بطن خفيات الامور و يقهم منه معنيان:

احدهما:

كونه داخلا فى جمله الامور الخفيه و لما كان بواطن الامور الخفيه اخفى من ظواهرها كان المفهوم من كونها بطنها انه اخفى منها عند العقول. الثانى:

ان يكون المعنى انه نفذ علمه فى بواطن خفيات الامور اما المعنى الاول فبرهانه انك علمت ان الادراك اما حسى او عقلى، و لما كان البارى تعالى مقدسا عن الجسميه منزها عن الوضع و الجهه استحال ان يدركه شى ء من الحوس الظاهره و الباطنه، و لما كانت ذاته بريئه عن انحاء التركيب استحال ان يكون للعقل اطلاع عليها بالكنه فخفاوه اذن على جميع الادراكات ظاهر، و كونه اخفى الامور الخفيه واضح. و اما الثانى:

فقد سبق منا بيان انه عالم الخفيات و السرائر. و ثانيها:

كونه تعالى قد دلت عليه اعلام الظهور، و كنى باعلام الظهور عن آياته و آثاره فى العالم الداله على وجوده الظاهر فى كل صوره منها كما قال:

و فى كل شى ء له آيه تدل على انه واحد. و هى كنايه بالمستعار، و وجه المشابهه ما
بينهما من الاشتراك فى الهدايه. و الى هذا الاعلام الاشاره بقوله تعالى (سنريهم آياتنا فى الافاق و فى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق). و اعلم ان هذا الطريق من الاستدلال هى طريق المليين و سائر فرق المتكلمين فانهم يستدلون اولا على حدوث الاجسام و الاعراض، ثم يستدلون بحدوثها و تغيراتها على وجود الخالق، ثم بالنظر فى احوال المخلوقات على صفاته واحده واحده. مثلا باحكامها و اتقانها على كون فاعلها عالما حكيما، و بتخصيص بعضا بامر ليس للاخر على كونه مريدا. و نحو ذلك، و كذلك الحكماء الطبيعيون يستدلون ايضا بوجود الحركه على محرك، و بامتناع اتصال المتحركات لا الى اول على وجود محرك اول غير متحرك، ثم يستدلون من ذلك على وجود مبدء اول، و اما الالهيون فلهم فى الاستدلال طريق آخر و هو انهم ينظرون اولا فى مطلق الوجود اهو واجب او ممكن، و يستدلون من ذلك على اثبات واجب، ثم بالنظر فى لوازم الوجوب من الوحده الحقيقيه على نفى الكثره بوجه ما المستلزمه لعدم الجسميه و العرضيه و الجهه و غيرها، ثم يستدلون بصفاته على على كيفيه صدور افعاله عنه واحدا بعد آخر، و ظاهر ان هذا الطريق اجل و اشرف من الطريق الاولى، و ذلك لان الاستدلال بالعله على المعلول اول
ى البراهين باعطاء اليقين لكون العلم بالعله المعينه مستلزما للعلم بالمعلول المعين من غير عكس. و لما كان صدر الايه المذكوره اشاره الى الطريقه الاولى فتمامها اشاره الى هذه الطريقه و هو قوله تعالى (او لم يكف بربك انه على كل شى ء شهيد) قال بعض العلماء:

و انه طريق الصديقين الذين يستشهدون به لا عليه:

اى يستدلون بوجوده على وجود كل شى ء اذ هو منه، و لا يستدلون عليه بوجود شى ء، بل هو اظهر وجودا من كل شى ء فان خفى مع ظهوره فلشده ظهوره، و ظهوره سبب بطونه، و نوره هو حجاب نوره اذ كل ذره من ذرات مبدعاته و مكوناته فلها عده السنه تشهد بوجوده و بالحاجه الى تدبيره و قدرته. لا يخالف شى ء من الموجودات شيئا فى تلك الشهادات و لا يتخصص احدها بعدم الحاجات، و قد ضرب العلماء الشمس مثلا لنوره فى شده ظهوره فقالوا:

ان اظهر الادراكات التى يساعد عليها الوهم ادراكات الحواس، و اظهرها ادراك البصر و اظهر مدرك للبصر نور الشمس المشرق على الاجسام، و قد اشكل ذلك على جماعه حتى قالوا:

الاشياء الملونه ليس فيها الا الوانها فقط من سواد و نحوه فاما ان فيها مع ذلك ضوء يقارن اللون فلا. فاذن اريد تنبيه هولاء على سهوهم. فطريقه التنبيه بالتفرقه التى يجدونها
بين غيبه الشمس بالليل و احتجابها عن الملونات، و بين حضورها بالنهار و اشراقها عليها مع بقاء الوان فى الحالين. فان التفرقه بين المستضى ء بها و بين المظلم المحجوب عنها جليه ظاهره فيعرف وجود النور اذن بعدمه. و لو فرضت الشمس دائمه الاشراق على الجسم الملون لا تغيب عنه لتعذر على هولاء معرفه كون النور شيئا موجودا زايدا على الالوان مع انه اظهر الاشياء و به ظهورها، و لو تصور لله تعالى و تقدس عدم او غيبه لانهدمت السماوات و الارض، و كل ما انقطع نوره عنه لادركت التفرقه بين الحالين و علم وجوده قطعا، و لكن لما كانت الاشياء كلها فى الشهاده به متفقه، و الاحوال كلها على نسق واحد مطرده متسقه كان ذلك سببا لخفائه. فسبحان من احتجب عن الخلق بنوره و خفى عليهم بشده ظهوره. ثالثها:

اشاره الى سلوب توجب ملاحظه تركيبها تعظيمه تعالى. احدها:

كونه ممتنعا على عين البصير:

اى لا يصح ان يدرك بحاسه البصر. و صدق هذا السلب ظاهر بدليل. هكذا البارى تعالى هو غير جسم و غير ذى وضع، و كل ما كان كذلك فيمتنع رويته بحاسه البصر فينتج انه تعالى ممتنع الرويه بحاسه البصر. و المقدمه الاولى استدلاليه، و الثانيه ضروريه، و ربما استدل عليها. و المسئله مستقصاه فى ا
لكلام. و الى ذلك اشار القرآن الكريم (لا تدركه الابصار و هو يدرك الابصار) و ثانيها:

قوله:

فلا عين من لم يره تنكره:

اى انه سبحانه مع كون البصر لا يدركه بحاسه بصره لا ينكره من جهه انه لا يبصره. اذ كانت فطرته شاهده بظهور وجوده فى جميع آثاره و مع ذلك ليس له سبيل الى انكاره من جهه عدم ابصاره اذ كان حظ العين ان يدرك بها ما صح ادراكه. فاما ان ينفى بها ما لا يدرك من جهتها فلا. و ثالثها:

قوله:

و لا قلب من اثبته يبصره. اى من اثبته مع كونه مثبتا له بقلب لا يبصره و انما اكد عليه السلام بهذين السلبين الاخيرين لانهما يشتملان عند الوهم فى مبدء سماعها على منافات و كذب الى ان يقهره العقل على التصديق بهما فكان الوهم يقول فى جواب قوله:

فلا عين من لم يره تنكره:

كيف لا تنكر العين شيئا لا تراه، و فى جواب السلب الثانى:

كيف يثبت بالغلب ما لم يبصر. فلما كان فى صدق هذين السلبين از عاج لاوهام السامعين مفرغ لهم الى ملاحظه جلال الله و تنزيهه و عظمته عما لا يجوز عليه كان ذكرهما من احسن الذكر، و يحتمل ان يريد بقوله:

و لا قلب من اثبته يبصره:

/ 542