خطبه 052-در نكوهش دنيا - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 052-در نكوهش دنيا

و من خطبه له عليه السلام:

اقول:

آذنت:

اعلمت. و تنكر معروفها:

جهل. و حذاء:

سريعه خفيفه و يروى بالجيم:

اى مقطوعه الخبر و العلاقه. و الحفز:

السوق الحثيث. و الحفز ايضا الطعن، و السمله بفتح الميم:

البقيه من الماء فى الاناء. و المقله بفتح الميم و سكون القاف:

حصاه يقسم بها الماء عند قلته يعرف بها مقدار ما يسقى كل شخص. و المتمزز:

تمصص الشراب قليلا قليلا. و الصديان العطشان. و نقع ينقع:

اى سكن عطشه. و ازمعت الامر و ازمعت عليه:

اى ثبت عزمى على فعله. و المقدور:

المقدر الذى لابد من كونه. و الامد:

الغايه. و الوله العجال:

جمع واله و عجول، و هما من الابل النوق تفقد اولادها. و هديل الحمامه:

نوحها. و الجوار:

الصوت المرتفع. و التبتل:

الانقطاع الى الله باخلاص النيه. و انماث الشى ء:

تحلل و ذاب. و اعلم ان مدار هذا الفصل عى امور ثلاثه:

احدها:

التنفير عن الدنيا و التحذير منها و النهى عن تاميلها و الامر بالرحيل عنها. الثانى:

التنبيه على عظيم ثواب الله و ما ينبغى ان يرجى منه و يلتفت اليه و يقصد بالرحيل بالنسبه الى ما الناس فيه مما يتوهم خيرا فى الدنيا ثم على عظيم عقابه و ما ينبغى ان يخاف منه. الثالث:

التنبيه على عظمه
نعمه الله على الخلق، و انه لا يمكن جزاءها بابلغ المساعى و الكثر الجهاد. اما الاول:

فاشار بقوله:

الا و ان الدنيا قد تصرمت. الى قوله:

فيها الامد. و قد علمت ان تصرمها هو تقضى احوالها الحاضره شيئا فشيئا بالنسبه الى من وجد فيها فى كل حين، و ان اذنها بالانقضاء هو اعلامها بلسان حالها لاذهان المعتبرين انها لا تبقى لاحد، فاما تنكر معروفها:

فمعناه تغيره و تبدله، و مثاله ان الانسان اذا اصاب لذه من لذات الدنيا كصحه او امن او جاه و نحوه انس اليه و توهم بقاءه له و كان لك معروفها الذى اسدته اليه و عرفه و الفه منها، ثم انه عن قليل يزول و يتبدل بضده فيصير بعد ان كان معروفا مجهولا و تكون الدنيا كصديق تنكر فى صداقته و مزجها بعداوته. و قوله:

و ادبر حذاء. اى ولت حال ما لا تعلق لاحد بشى ء منها مسرعه، و استعار لفظ الادبار لانتقال خيراتها عمن انتقلت عنه بموته او غيرذلك من وجوه زوالها ملاحظه لشبهها بملك اعرض عن بعض رعيته برفده و ماله و بره. قوله:

فهى تحفز بالفناء سكانها و تحدو بالموت جيرانها. استعار لها وصفى السائق و الحادى استعاره بالكنايه، و وجه الشمابهه كونهم قاطعين لمده العمر بالفناء و الموت فهى مصاحبته لهم بذلك كما يصحب السا
ئق و الحادى للابل بالسوق و الحداء، و ان اريد بالحفز الطعن فيكون قد تجوز بنسبته الى البلاء ملاحظه لشبه مصائب الدنيا بالرماح، و كذلك استعار لفظ الفناء و الموت لاله السوق و الحداء و نزلهما منزله الحقيقه. و وجه المشابهه كون الموت هو السبب فى انتقال الانسان الى دارالاخره كما ان الصوت و السوط مثلا للذين هما آلتا الحداء و السوق هما اللذان بهما يحصل انتقال الابل من موضع الى موضع. قوله:

و قد امر منها ما كان حلوا، و كدر منها ما كان صفوا. كقوله:

و تنكر معروفها:

اى ان الامور التى تقع لذيذه فيها و يجدها الانسان فى بعض اوقاته صافيه حلوه خاليه عن كدورات الامراض و مراره التنغيص بالعوارض الكريهه هى فى معرض التغير و التبدل بالمراره و الكدر فما من شخص يخاطبه بما ذكر الا و يصدق عليه انه قد عرضت له من تلك اللذات ما استعقب صفوها كدرا و حلاوتها مراره اما من شباب يتبدل بكبر، او غنى بفقر، او عز بذل، او صحه بسقم. و قوله:

فلم يبق منها الاسمله. الى قوله:

لم ينقع. تقليل و تحقير لما بقى منها لكل شخص شخص من الناس فان بقائها له على حسب بقائه فيها، و بقاء كل شخص فيها يسير و وقته قصير. و استعار لفظ السمله لبقيتها، و شبها ببقيه الماء فى ا
لاداوه، و بجرعه المقله، و وجه الشبه ما اشاره بقوله، لو تمززها الصديان لم ينقع:

اى كما ان العطشان الواجد لبقيه الاداوه و الجرعه لو تمصصها لم ينقع عطشه كذلك طالب الدنيا المتعطش اليها الواجد لبقيه عمره و لليسير من الاستمتاع فيه بلذات الدنيا لا يشفى ذلك غليله و لا يسكن عطشه منها، فالاولى اذن تعويد النفس بالفطام عن شهواتها. و قوله:

فازمعوا عباد الله الرحيل عن هذه الدار. امر لهم بعد تحقيرها و التنفير عنها بالازماع، و تصميم العزم على الرحيل عنها بالالتفات الى الله و الاقبال على قطع عقبات الطريق اليه و هو الرحيل عن الدنيا. و قوله:

المقدور على اهله الزوال. تذكير بما لابد من مفارقتها لتحف الرغبه فيها ثم اعقب ذلك بالنهى عن متابعه الامل فى لذاتها فانه ينسى الاخره كما سبقت الاشاره اليه، و ذكر لفظ المغالبه تذكير بالانفقه و استثاره للحميه من نفوسهم ثم بالنهى عن توهم طول مده الحياه و استبعاد الغايه التى هى الموت فان ذلك يقسى القلب فيورث الغفله عن ذكر الله كما قال تعالى (فطال عليهم الامد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون). و اما الثانى:

فهو التنبيه على عظيم ثواب الله و عقابه. فاعلم انه لما حقر الدنيا، و حذر منها، و امر بال
ارتحال عنها. اشار بعد ذلك الى ما ينبغى ان يعظم و يلتفت اليه و يرجى ء و يخشى، و هو ثواب الله و عقابه، فاشار الى تعظيمها بتحقير الاسباب و الوسائل التى يعتمد عليها العباد و هى غايات جهدهم بالنسبه الى ما ينبغى ان يرجى من ثوابه و يخشى من عقابه و تلك الاسباب من شده الحنين و الوله الى الله و الدعاء المستمر و التضرع المشبه بتبتل الرهبان. هذا فى طرف العباده. و انما خص التشبيه بمتبتلى الرهبان لشهرتهم بشده التضرع، و كذلك الخروج الى الله من الاموال و الاولاد و هو اشد الزهد، و رتب ذلك فى صوره متصله مقدمها قوله:

و لو حننتم الى قوله:

رسله، و تاليها قوله:

لكان ذلك قليلا. الى قوله:

من عقابه. و التماس:

مفعول له. و خلاصه هذا المقصود بوجيز الكلام انكم لو اتيتم بجميع اسباب التقرب الى الله الممكنه لكم من عباده و زهد ملتمسين بذلك التقرب اليه فى ان يرفع لكم عنده درجه او يغفر لكم سيئه احصتها كتبه و الواحه المحفوظه لكان الذى ارجوه من ثوابه للمتقرب اليه فى ان يرفع منزلته من حضره قدسه اكثر مما يتصور المتقرب انه يصل اليه بتقربه، و لكان الذى اخافه من عقابه على المتقرب فى غفران سيئه عنده اكثر من العقاب الذى يتوهم انه يدفعه عن نفسه بتقربه.

فينبغى لطالب الزياده فى المنزله عند الله ان يخلص بكليته فى التقرب اليه ليصل هو الى ما هو اعظم مما يتوهم انه يصل الله من المنزله عنده، و ينبغى للهارب من ذنبه الى الله ان يخلص بكليته فى الفرار اليه ليخلص من هول ما هو اعظم مما يتوهم انه يدفع عن نفسه بوسيلته اليه فان الامر فى معرفه ما اعد الله لعباده الصالحين من الثواب العظيم، و ما اعده لاعدائه الظالمين من العقاب الاليم اجل مما يتصوره عقول البشر مادامت فى عالم الغربه و ان كان عقولهم فى ذلك الادراك متفاوته، و لما كانت نفسه القدسيه اشرف نفوس الخلق فى ذلك الوقت لاجرم نسب الثواب المرجو لهم و العقاب المخوف عليهم الى رجائه هو و خوفه. فقال:

ما ارجو لكم من ثوابه و اخاف عليكم من عقابه. و ذلك لقوه اطلاعه من ذلك على ما لم يطلعوا عليه. و اما الثالث:

و هو التنبيه على عظيم نعمه الله تعالى على العباد فنبه عليه ان كل ما اثوابه من الاعمال التى بذلوا جهدهم فيها فى طاعه الله و ما عساه يمكنهم ان ياتوا به منها فهو قاصر عن مجازاته نعمه العظام. و قد سبق بيان ذلك. و رتب المطلوب فى صوره شرطيه متصله ايضا مقدمها مركب من امور:

احدها:

قوله:

لو انماثت قلوبكم. اى ذابت خوفا منه و وجدا منه، و
كنى بذلك عن اقصى حال الخائف الراجى لربه فى عبادته. الثانى قوله:

و سالت عيونكم دما، و هو كالاول. الثالث قوله:

ثم عمرتم فى الدنيا ما الدنيا باقيه اى مده بقاء الدنيا. و تاليها قوله:

و ما جزت اعمالكم. الى آخره. و انعمه منصوب مفعول جزت. و هداه فى محل النصب عطفا عليه، و انما افرد الهدى بالذكر و ان كان من الانعم لشرفه اذ هو الغايه المطلوبه من العبد بكل نعمه افيضت عليه فانه لم يخلق و لم يقض عليه انواع النعم. الالهيه الا لتاهل (ليستاهل خ) قلبه، و يستعد نفسه لقبول صوره الهدى من واهبها فيمشى بها فى ظلمات الجهل الى ربه و يجوز بها عقبات صراطه المستقيم و اكد ملازمه هذه المتصله بالقسم الباز، و كذلك المتصله السابقه، و فايده هذا التنبيه بعث الخلق على الشكر و توفير الدواعى على الاجتهاد فى الاخلاص لله حياء من مقابله عظيم انعامه بالتقصير فى شكره و التشاغل بغيره. و بالله التوفيق.

و من كلام له عليه السلام:

اقول:

الاضحيه، منصوبه الى الاضحى اذ كان ذبجها فى ضحى ذلك اليوم و قيل انه مشتق منها. و استشراف اذنها:

طولها، و كنى بذلك عن سلامتها من القطع او نقصان الخلقه. و الغضباء:

مكسوره القرن، و قيل القرن الداخل. و كنى بجر رجلها الى المنسك عن عرجها. و المنسك:

موضع النسك، و هو العباده و التقرب بذبحها. و اعلم ان المعتبر فى الاضحيه سلامتها عما ينقص قيمتها، و ظاهر ان العمى و العور و الهزال و قطع الاذن تشويه فى خلقتها و نقصان فى قيمتها دون العرج و كسر القرن. و فى فضل الاضحيه اخبار كثيره روى عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال:

ما من عمل يوم النحر احب الى الله عز و جل من اراقه دم، و انها لتاتى يوم القيامه بقرونها و اظلافها و ان الدم ليقع من الله بمكان قبل ان يقع الارض فطيبوا بها نفسا. و روى عنه ايضا ان لكم صوفه من جلدها حسنه، و بكل قطره من دمها حسنه، و انها لتوضع فى الميزان فابشروا، و قد كانت الصحابه يبالغون فى اثمان الهدى و الاضاحى، و يكرهون المماكسه فيها فان افضل ذلك اغلاه ثمنا و انفسه عند اهله. روى ان عمر اهدى نجيبه فطلبت منه بثلاثمائه دينار فسال رسول الله صلى الله عليه و آله
و سلم يبيعها و يشترى بثمنها بدنا فنهاه عن ذلك، و قال بل اهدها. و سر ذلك ان الجيد القليل خير من الكثير الدون. فثلاث مائه دينار و ان كان قيمه ثلاثين بدنه و فيها تكثير اللحم و لكن ليس المقصود اللحم. بل المقصود تزكيه النفس و تطهيرها عن صفه البخل و تزيينها بجمال التعظيم لله فلن ينال الله لحومها و لا دماوها و لكن يناله التقوى منكم، و ذلك بمراعاه النفاسه فى القيمه كثر العدد ام قل. و اعلم انه ربما لاح من اسرار وضع الاضحيه سنه باقيه هو ان يدوم بها التذكر لقصه ابراهيم عليه السلام و ابتلائه بذبح ولده و قوه صبره على تلك المحنه و البلاء المبين، ثم يلاحظ من ذلك حلاوه ثمره الصبر على المصائب و المكاره فيتاسى الناس به فى ذلك مع ما فى نحر الاضحيه من تطهير النفس عن رذيله البخل و استعداد النفس بها للتقرب الى الله تعالى. و بالله التوفيق.

/ 542