بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
اللغه:و (الانداد) جمع الند و هو المثل و (اجتالتهم) من الجولان اى ادارتهم و (الشياطين) جمع الشيطان من الشطن و هو البعد، قال الزمخشرى فى محكى كلامه:قد جعل سيبويه نون الشيطان فى موضع من كتابه اصليه و فى آخر زائده، و الدليل على اصالتها قولهم:تشيطن، و اشتقاقه من شطن اذا بعد لبعده عن الصلاح و الخير، و من شاط اذا بطل اذا جعلت نونه زائده و (واتر) من المتواره و هى المتابعه، قيل:و لا يكون المواتره بين الاشياء الا اذا وقعت بينها فتره، و الا فهى مداركه و مواصله و (اثار) الغبار يثيره هيجه و اثار و الارض فى الايه الشريفه اى قلبوها للزراعه و (المقدره) بفتح الميم و حركات الدال كالقدره مصدر من قدر عليه اذا قوى و (المهاد) الفراش و البساط و (الاوصاب) جمع الوصب و هو المرض و الوجع و (اهرمه) اذا اضعفه من هرم هرما من باب تعب كبر و ضعف و رجل هرم ككتف و امراه هرمه و (الاحداث) جمع الحدث بفتحتين و هو الامور الحادثه، و خصت فى العرف بالنوايب المتجدده و المصايب الحادثه اللغه:(النبى) فعيل بمعنى الفاعل و هو مشتق من النبا و هو الخبر و نبا و نبا و انبا كلها بمعنى اخبر، و النبى مخبر عن الله تعالى، و قلبوا فيه الهمزه كما فى
الذريه حسبما مر فى الفصل السابق.و عن شاح المقاصد النبوه هو كون الانسان مبعوثا من الحق الى الخلق، فان كان النبى ماخوذا من النباوه و هو الارتفاع لعلو شانه و ارتفاع مكانه، او من النبى بمعنى الطريق لكونه وسيله الى الحق، فالنبوه على الاصل كالابوه، و ان كان من النبا بمعنى الخبر لانبائه عن الله تعالى فعلى قلب الهمزه و اوا ثم الادغام كالمروه.و قال فى المحكى عنه:النبى هو انسان بعثه الله لتبليغ ما اوحى اليه، و كذا الرسول، و قد يخص بمن له شريعه و كتاب فيكون اخص من النبى، و اعترض عليه بزياده عدد الرسل على الكتب، و ربما يفرق بان الرسول من له كتاب او نسخ لبعض احكام الشريعه السابقه، و النبى قد يخلو عن ذلك كيوشع (ع).و فى كلام بعض المعتزله ان الرسول صاحب الوحى بواسطه الملك، و النبى هو المخبر عن الله بكتاب او الهام او تنبيه فى منام، و التفصيل فى ذلك المقام موكول الى الكتب الكلاميه، و من اراد اقتباس النور فى هذا الباب من كلام ائمه فعليه بالرجوع الى باب الفرق بين الرسول و النبى و المحدث، و هو ثالث ابواب كتاب الحجه من الكافى و (الحجه) بالضم ما يحج به الانسان غيره اى يغلب به و (المحجه) بفتح الميم جاده الطريق و (الغابر) هو الب
اقى و قد يطلق على الماضى فهو من الاضداد. الاعراب:و جمله اخذ على الوحى اه فى محل النصب على الحاليه من فاعل اخذ او مفعوله، و لما فى قوله (ع) لما بدل، ظرفيه بمعنى حين او بمعنى اذ و تختص بالماضى و بالاضافه الى الجمله فتقضى جملتين وجدت ثانيتهما عند وجود اوليهما و تقدير الكلام:لما بدل اكثر خلقه عهد الله اصطفى من ولده انبياء، و العامل فيها الجواب المقدم، و آيات المقدره بالاضافه و فى بعض النسخ الايات المقدره بالتوصيف، و من سقف بيان للايات. الاعراب:الظاهر ان كلمه او فى قوله (ع) او كتاب او حجه او محجه لمنع الخلو اذا لانفصال الحقيقى كمنع الجمع لا يمكن ارادته، و سياق الكلام هو منع الخلو كما يدل عليه قوله:و لم يخل الله صريحا، و يمكن جعلها بمعنى الواو نظرا الى دلاله و لم يخل صراحه على منع الخلو، فلا حاجه الى جعلها لذلك فافهم، و (رسل) مرفوع على الخبريه، يعنى انهم رسل، و الجمله هذه لا محل لها من الاعراب لكونها مستانفه فكانه قيل هولاء المرسلون الذين لم يخل الخلق منهم هل بلغوا ما ارسلوا به ام قصروا فيه لوجود التقيه، فقال (ع):انهم رسل لا يقصر اه، فهى من قبيل الاستيناف البيانى، و متعلق لا يقصر محذوف، اى لا يقصر بهم عن ادا
ء الرساله و ابلاغ التكليف و كلمه (من) فى قوله (ع) من سابق بيان للرسل و تفصيل لهم. المعنى:الله سبحانه لما اهبط آدم الى دار الدنيا و بدء بالنسل و الاولاد (اصطفى من ولده انبياء اخذ على الوحى ميثاقهم و على تبليغ الرساله امانتهم) اى اخذ منهم العهد و الميثاق على اداء الوحى اليهم من الاصول و الفروع، و اخذ الامانه منهم على تبليغ الرساله و نشر الشرايع و الاحكام و ابلاغها الى امتهم كما قال سبحانه:(و اذا اخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح و ابراهيم و موسى و عيسى بن مريم- الايه).و توضيح هذا الاخذ ما رواه فى الكافى كالبحار من تفسير العياشى باسنادهما عن ابى حمزه الثمالى عن ابى جعفر (ع) قال لما اكل آدم من الشجره اهبط الى الارض فولد له هابيل و اخته توام، ثم ان آدم امر هابيل و قابيل ان يقربا قربانا، و كان هابيل صاحب غنم و كان قابيل صاحب زرع، فقرب هابيل كبشا من افاضل غنمه، و قرب قابيل من زرعه ما لم ينبق، فتقبل قربان هابيل و لم يتقبل قربان قابيل و هو قول الله عز و جل:(و اتل عليهم نبا ابنى آدم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما و لم يتقبل من الاخر- الايه).و كان القربان تاكله النار، فعمد قابيل الى النار فبنى لها بيت
ا و هو اول من بنى بيوت النار، فقال:لاعبدن هذه النار حتى يتقبل منى قربانى، ثم ان ابليس لعنه الله اتاه و هو يجرى من ابن آدم مجرى الدم فى العروق، فقال له:يا قابيل قد تقبل قربان هابيل و لم يتقبل قربانك، و انك ان تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك و يقولون نحن ابناء الذى تقبل قربانه، و انتم ابناء الذى ترك قربانه، فاقتله كيلا يكون له عقب يفتخرون على عقبك، فقتله، فلما رجع قابيل الى آدم (ع) قال له:يا قابيل اين هابيل؟ قال:اطلب (اطلبوه خ ل) حيث قربنا القربان، فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولا، فقال آدم:لعنت من ارض كما قبلت دم هابيل و بكى آدم صلى الله عليه على هابيل اربعين ليله، ثم ان آدم سال ربه ولدا فولد له غلام فسماه هبه الله لان الله عز و جل و هبه له، و اخته توام فلما انقضت نبوه آدم و استكمل ايامه اوحى الله عز و جل اليه يا آدم قد قضيت نبوتك و استكملت ايامك فاجعل العلم الذى عندك و الايمان و الاسم الاكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوه فى العقب من ذريتك عند هبه الله ابنك، فانى لم اقطع العلم و الايمان و الاسم الاكبر و آثار علم النبوه من العقب من ذريتك الى يوم القيامه و لن ادع الارض الا و فيها عالم يعرف به دينى و يعرف
به طاعتى، و يكون نجاه لما يولد فيما بينك و بين نوح.و بشر آدم بنوح، و قال:ان الله تبارك و تعالى باعث نبيا اسمه نوح و انه يدعو الى الله عز ذكره، و يكذبه قومه، فيهلكهم الله بالطوفان، و كان بين آدم و بين نوح عشره آباء انبياء و اوصياء كلهم، و اوصى آدم الى هبه الله ان من ادركه منكم فليومن به و ليتبعه و ليصدق به فانه ينجو من الغرق. ثم ان آدم مرض المرضه التى مات فيها ارسل هبه الله، و قال له ان لقيت جبرئيل او من لقيت من الملائكه فاقراه منى السلام و قل له:يا جبرئيل ان ابى يستهديك من ثمار الجنه، فقال له جبرئيل:يا هبه الله ان اباك قد قبض و انا نزلنا للصلاه عليه (و ما نزلنا الا للصلاه عليه خ)، فارجع، فرجع فوجد آدم قد قبض فاراه جبرئيل كيف يغسله حتى اذا بلغ للصلاه قال هبه الله:يا جبرئيل تقدم فصل على آدم، فقال له جبرئيل:ان الله عز و جل امرنا ان نسجد لابيك آدم و هو فى الجنه فليس لنا ان نوم شيئا من ولده فتقدم هبه الله و صلى على ابيه و جبرئيل خلفه و جنود الملائكه، و كبر عليه ثلاثين تكبيره، فامره جبرئيل فرفع من ذلك خمسا و عشرين تكبيره و السنه اليوم فينا خمس تكبيرات، و قد كان يكبر على اهل بدر تسعا و سبعا. ثم ان هبه الله لما
دفن آدم اتاه قابيل فقال:يا هبه الله انى قد رايت ابى آدم قد خصك من العلم بما لم اخص به انا، و هو العلم الذى دعا به اخوك هابيل فتقبل به قربانه، و انما قتلته لكيلا بكون به عقب فيفتخرون على عقبى فيقولون نحن ابناء الذى تقبل منه قربانه و انتم ابناء الذى ترك قربانه، و انك ان اظهرت من العلم الذى اختصك به ابوك شيئا قتلتك كما قتلت اخاك هابيل. فلبث هبه الله و العقب من بعده مستخفين بما عندهم من العلم و الايمان و الاسم الاكبر و ميراث النبوه و آثار علم النبوه حتى بعث الله نوحا، و ظهرت وصيه هبه الله حين نظروا فى وصيه آدم، فوجدوا نوحا نبيا قد بشر به ابوهم آدم، فامنوا به و اتبعوه و صدقوه، و قد كان آدم اوصى الى هبه الله ان يتعاهد هذه الوصيه عند راس كل سنه فيكون يوم عيدهم فيتعاهدون بعث نوح و زمانه الذى يخرج فيه، و كذلك فى وصيه كل نبى حتى بعث الله محمدا (ص)، و انما عرفوا نوحا بالعلم الذى عندهم، و هو قول الله عز و جل:(و لقد ارسلنا نوحا الى قومه- الايه) و كان من بين آدم و نوح من الانبياء مستخفين، و لذلك خفى ذكرهم فى القرآن فلم يسموا كما سمى من استعلن من الانبياء صلوات الله عليهم اجمعين، و هو قول الله عز و جل:(و رسلا قد قصصناهم
عليك من قبل و رسلا لم نقصصهم عليك) يعنى لم اسم المستخفين كما سميت المستعلنين من الانبياء عليهم السلام، فمكث نوح صلى الله عليه فى قومه الف سنه الا خمسين عاما لم يشاركه فى نبوته احد، و لكنه قدم على قوم مكذبين للانبياء عليهم السلام الذين كانوا بينه و بين آدم صلى الله عليه و ذلك قول الله عز و جل:(كذبت قوم نوح المرسلين) يعنى من كان بينه و بين آدم الى ان انتهى الى قوله عز و جل:(و ان ربك لهو العزيز الرحيم) ثم ان نوحا لما انقضت نبوته و استكمل ايامه، اوحى الله عز و جل اليه ان يا نوح قد قضيت نبوتك و استكملت ايامك فاجعل العلم الذى عندك و الايمان و الاسم الاكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوه فى العقب من ذريتك، فانى لن اقطعها كما لم اقطعها من بيوتات الانبياء صلوات الله عليهم التى بينك و بين آدم (ع) و لن ادع الارض الا و فيها عالم يعرف به دينى و يعرف به طاعتى و يكون نجاه لمن يولد فيها بين قبض النبى الى خروج النبى الاخر.و بشر نوح ساما بهود، فكان فيما بين نوح و هود من الانبياء عليهم السلام و قال نوح:ان الله باعث نبيا يقال له:هود و انه يدعو قومه الى الله عز و جل فيكذبونه و الله عز و جل مهلكهم بالريح، فمن ادركه منكم فليو
ء من به و ليتبعه فان الله عز و جل ينجيه من عذاب الريح و امر نوح (ع) ابنه ساما ان يتعاهد هذه الوصيه عند راس كل سنه، فيكون يومئذ عيدا لهم فيتعاهدون و فيه ما عندهم من العلم و الايمان و الاسم الاكبر و مواريث العلم و آثار علم النبوه، فوجدوا هودا نبيا و قد بشر به ابوهم نوح (ع) فامنوا به و اتبعوه و صدقوه فنجوا من عذاب الريح، و هو قول الله عز و جل (و الى عاد اخاهم هودا) و قوله عز و جل:(كذبت عاد المرسلين اذ قال لهم اخوهم هود الا تتقون) و قال تبارك و تعالى:(و وصى بها ابراهيم بنيه و يعقوب) و قوله:(و وهبنا له اسحق و يعقوب و كلا هدينا) لنجعلها فى اهل بيته (و نوحا هدينا من قبل) لنجعلها فى اهل بيته.و امر العقب من ذريته الانبياء عليهم السلام من كان قبل ابراهيم لابراهيم (ع)، فكان بين ابراهيم و هود من الانبياء صلوات الله عليهم و هو قول الله عز و جل. (و ما قوم لوط منكم ببعيد) و قوله عز ذكره:(فامن له لوط و قال انى مهاجر الى ربى) و قوله عز و جل:(و ابراهيم اذ قال لقومه اعبدوا الله و اتقوه ذلكم خير لكم). فجرى بين كل نبيين عشره انبياء و تسعه و ثمانيه انبياء كلهم انبياء، و جرى لكل نبى كما جرى لنوح (ع)، و كما جرى لادم و هود و ص
الح و شعيب و ابراهيم صلوات الله عليهم. حتى انتهت الى يوسف بن يعقوب (ع)، ثم صارت من بعد يوسف فى اسباط اخوته. حتى انتهت الى موسى (ع) فكان بين يوسف و بين موسى من الانبياء، فارسل الله موسى و هارون الى فرعون و هامان و قارون، ثم ارسل الرسل:(تترى كل ما جاء امه رسولها كذبوه فاتبعنا بعضهم بعضا و جعلنا هم احاديث) و كانت بنواسرائيل يقتل نبيين اثنان قائمان و يقتلون اثنين و اربعه قيام، حتى انه كان ربما قتلوا فى اليوم الواحد سبعين نبيا، و يقوم سوق قتلهم آخر النهار، فلما نزلت التوراه على موسى (ع)، بشر بمحمد (ص)، و كان بين يوسف و موسى من الانبياء، و كان وصى موسى يوشع بن نون عليهماالسلام، و هو فتاه الذى ذكره الله فى كتابه. فلم تزل الانبياء تبشر بمحمد (ص)، حتى بعث الله تبارك و تعالى المسيح عيسى بن مريم فبشر بمحمد (ص) و ذلك قوله تعالى (يجدونه) يعنى اليهود و النصارى (مكتوبا) يعنى صفه محمد (ص) (عندهم) يعنى فى التوراه و الانجيل (يامرهم بالمعروف و ينهيهم عن المنكر) و هو قول الله عز و جل يخبر عن عيسى (ع):(و مبشرا برسول ياتى من بعدى اسمه احمد) و بشر موسى و عيسى بمحمد (ص)، كما بشر الانبياء بعضهم ببعض، حتى بلغت محمدا. فلما قضى محمد
(ص) نبوته و استكمل ايامه اوحى الله تبارك و تعالى اليه ان يا محمد قد قضيت نبوتك و استكملت ايامك، فاجعل العلم الذى عندك و الايمان و الاسم الاكبر و ميراث العلم آثار علم النبوه فى اهل بيتك، عند على بن ابى طالب (ع) فانى لم اقطع العلم و الايمان و الاسم الاكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوه من العقب من ذريتك، كما لم اقطعها من بيوتات الانبياء الذين كانوا بينك و بين ابيك آدم، و ذلك قول الله تعالى:(ان الله اصطفى آدم و نوحا و آل ابراهيم و آل عمران على العالمين ذريه بعضها من بعض و الله سميع عليم) و ان الله تبارك و تعالى لم يجعل العلم جهلا، و لم يكل امره الى احد من خلقه، لا الى ملك مقرب و لا الى نبى مرسل، و لكنه ارسل رسولا من ملائكته، فقال له:قل كذا و كذا فامرهم بما يحب و نهيهم عما يكره، فقص عليهم امر خلقه بعلم، فعلم ذلك العلم و علم انبيائه و اصفيائه من الانبياء و الاخوان و الذريه التى بعضها من بعض، فذلك قوله عز و جل:(و لقد اتينا آل ابراهيم الكتاب و الحكمه و آتيناهم ملكا عظيما) فاما الكتاب فهو النبوه، و اما الحكمه فهم الحكماء من الانبياء من الصفوه و اما الملك العظيم فهم الائمه من الصفوه، و كل هولاء من الذريه التى بعضه
ا من بعض، و العلماء الذين جعل فيهم البقيه و فيهم الباقيه و حفظ الميثاق حتى تنقضى الدنيا، و العلماء و لو لاه الامر استنباط العلم و للهداه فهذا شان الفضل من الصفوه و الرسل و الانبياء و الحكماء و ائمه الهدى و الخلفاء الذين هم ولاه امر الله عز و جل، و استنباط علم الله و اهل آثار علم الله من الذريه التى بعضها من بعض من الصفوه بعد الانبياء عليهم السلام من الاباء و الاخوان و الذريه من الانبياء. فمن اعتصم بالفضل انتهى بعلمهم و نجا بنصرتهم، و من وضع ولاه امر الله تبارك و تعالى فى غير الصفوه من بيوتات الانبياء صلوات الله عليهم، فقد خالف امر الله جل و عز و جل الجهال ولاه امر الله و المتكلفين بغير هدى من الله عز و جل، و زعموا انهم اهل استنباط علم الله، فقد كذبوا على الله تبارك و تعالى و رسوله، و رغبوا عن وصيته و طاعته، و لم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارك و تعالى، فضلوا و اضلوا اتباعهم و لم يكن لهم حجه يوم القيامه انما الحجه فى آل ابراهيم (ع)، لقول الله عز ذكره:(و لقد آتينا آل ابراهيم الكتاب و الحكم و النبوه و آتيناهم ملكا عظيما) فالحجه الانبياء صلوات الله عليهم و اهل بيوتات الانبياء عليهم السلام حتى يقوم الساعه، لا
ن كتاب الله ينطق بذلك وصيه الله بعضها من بعض الذى وضعها على الناس، فقال جل و عز:(فى بيوت اذن الله ان ترفع) و هى بيوت الانبياء و الرسل و الحكماء و ائمه الهدى، فهذا بيان عروه الايمان التى نجابها من نجا قبلكم و بها ينجو من يتبع الائمه، و قال الله عز و جل فى كتابه:(و نوحا هدينا من قبل و من ذريته داود و سليمان و ايوب و يوسف و موسى و هارون و كذلك نجزى المحسنين، و زكريا و يحيى و عيسى و الياس كل من الصالحين، و اسمعيل و اليسع و يونس و لوطا و كلا فضلنا على العالمين، و من آبائهم و ذرياتهم و اخوانهم و اجتبيناهم و هديناهم الى صراط مستقيم، اولئك الذين آتيناهم الكتاب و الحكم و النبوه فان يكفر بها هولاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) فانه وكل بالفضل من اهل بيته و الاخوان و الذريه، و هو قول الله تبارك و تعالى:ان يكفر به امتك فقد وكلنا اهل بيتك بالايمان الذى ارسلتك به، فلا يكفرون به ابدا و لا اضيع الايمان الذى ارسلتك به من اهل بيتك من بعدك علماء امتك و ولاه امرى بعدك امرى بعدك و اهل استنباط العلم الذى ليس فيه كذب و لا اثم و لا زور و لا بطر و لا رياء، فهذا بيان ما ينتهى اليه امر هذ، الامه ان الله عز و جل طهر اهل بيت
نبيه (ص) و سالهم اجر الموده و اجرى لهم الولايه و جعلهم اوصيائه و احبائه ثانيه بعده فى امته، فاعتبروا ايها الناس فيما قلت:حيث وضع الله عز و جل ولايته و طاعته و مودته و استنباط علمه و حججه، فاياه فتقبلوا به، و به فاستمسكوا تنجوا به، و يكون لهم الحجه يوم القيامه و طريق ربكم جل و عز ، لا يصل ولايه الى الله عز و جل الا بهم، فمن فعل ذلك كان حقا على الله ان يكرمه و لا يعذبه، و من يات الله عز و جل بغير ما امره كان حقا على الله عز و جل ان يذله و ان يعذبه. اقول:لا يخفى على الفطن العارف ما فى هذه الروايه الشريفه من النكات الرايقه و الاسرار الفايقه و المطالب المهمه و المسائل المعظمه، و بالغور فيها يمكن استخراج بعض ما تضمنته من كنوز الاسرار، و بالتوسل بها يمكن الوصول الى رموز المعارف و حقائق الانوار، و انما ذلك فى حق من امتحن قلبه بنور العرفان و الايمان، و صفى ذهنه من كدورات الشبهات و ظلمات الاوهام، و ذلك فضل الله يوتيه من يشاء و الله ذوالفضل العظيم و قوله (ع) (لما بدل اكثر خلقه عهد الله اليهم) يعنى اذ بدل اكثر الخلق عهد الله و ميثاقه الماخوذ عليهم فى باب التوحيد و المعرفه و النبوه و الولايه حسبما اشير اليه فى الايه الش
ريفه و الاخبار المتواتره قال سبحانه:(و اذ اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيمه انا كنا عن هذا غافلين او تقولوا انما اشرك آباونا من قبل و كنا ذريه من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون). قال اكثر المفسرين و اهل الاثر:ان الله اخرج ذريه آدم من صلبه كهيئه الذر فعرضهم على آدم و قال:انى آخذ على ذريتك ميثاقهم ان يعبدونى و لا يشركوا بى شيئا و على ارزاقهم، ثم قال:الست بربكم قالوا:بلى شهدنا انك ربنا، فقال للملائكه:اشهدوا، فقالوا:شهدنا.و قيل:ان الله جعلهم فهماء عقلاء يسمعون خطابه و يفهمونه، ثم ردهم الى صلب آدم و الناس محبوسون باجمعهم حتى يخرج كل من اخرجه فى ذلك الوقت و كل من ثبت على الاسلام فهو على الفطره الاولى، و من كفر و جحد فقد تغير على الفطره الاولى.و رد المحققون هذا التفسير بوجوه كثيره تنيف على عشره.و منهم المرتضى رضى الله عنه، و قد شدد النكير على ذلك فى كتاب الغرر و الدرر، قال بعد ذكر الايه:و قد ظن بعض من لا بصيره له و لا فطنه عنده ان تاويل هذه الايه ان الله استخرج من ظهر آدم (ع) جميع ذريته و هم فى خلق الذر، فقررهم بمعرفته و اشهدهم على ا
نفسهم، و هذا التاويل مع ان العقل يبطله و يحيله، مما يشهد ظاهر القرآن بخلافه، لان الله قال:(و اد اخذ ربك من بنى آدم).و لم يقل من آدم، و قال (من ظهورهم) و لم يقل من ظهره و قال:(ذريتهم) و لم يقل ذريته، ثم اخبر تعالى بانه فعل ذلك لئلا يقولوا يوم القيامه انهم كانوا عن هذا غافلين او يعتذروا بشرك آبائهم و انهم نشاوا على دينهم و سننهم و هذا يقتضى ان الايه لم تتناول ولد آدم لصلبه و انها تناولت من كان له آباء مشركون، و هذا يدل على اختصاصها ببعض ذريه آدم، فهذا شهاده الظاهر ببطلان تاويلهم. فاما شهاده العقل فمن حيث لا تخلو هذه الذريه التى استخرجت من ظهر آدم فخوطبت و قررت من ان تكون كامله العقل مستوفيه الشروط او لا تكون كذلك. فان كانت بالصفه الاولى وجب ان يذكر هولاء بعد خلقهم و انشائهم و اكمال عقولهم ما كانوا عليه فى تلك الحال و ما قرروا به و استشهدوا عليه لان العاقل لا ينسى ما جرى هذا المجرى و ان بعد العهد و طال الزمان، و لهذا لا يجوز ان يتصرف احدنا فى بلد من البلدان و هو عاقل كامل، فينسى مع بعد العهد جميع تصرفه المتقدم و ساير احواله، و ليس ايضا لتخلل الموت بين الحالين تاثير لانه لو كان تخلل الموت يزيل الذكر لكان تخلل
النوم و السكر و الجنون و الاغماء بين احوال العقلاء يزيل الذكر، لما مضى من احوالهم، لان ساير ما عددناه مما ينفى العلوم يجرى مجرى الموت فى هذا الباب، و ليس لهم ان يقولوا اذا جاز فى العاقل الكامل ان ينسى ما كان عليه فى حال الطفوليه جاز ما ذكرناه، و ذلك انا انما اوجبنا ذكر العقلاء لما ادعوه اذا كملت عقولهم من حيث جرى عليهم و هم كاملوا العقل، و لو كانوا بصفه الاطفال فى تلك الحال لم نوجب عليهم ما اوجبناه، على ان تجويز النسيان عليهم ينقض الغرض فى الايه، و ذلك ان الله تعالى اخبر بانه انما قررهم و اشهدهم لئلا يدعوا يوم القيامه الغفله عن ذلك، و سقوط الحجه عنهم فيه، فاذا جاز نسيانهم له عاد الامر الى سقوط الحجه عنهم و زوالها.و ان كانوا على الصفه الثانيه من فقد العلم (العقل خ) و شرايط التكليف قبح خطابهم و تقريرهم و اشهادهم و صار ذلك عبثا قبيحا تعالى الله عنه. ثم قال:فان قيل:قد ابطلتم تاويل مخالفيكم فما تاويلها الصحيح عندكم؟ قلنا فى الايه و جهان احدهما ان يكون تعالى انما عنى بها جماعه من ذريه بنى آدم خلقهم و بلغهم و اكمل عقولهم و قررهم على السن رسله بمعرفته و ما يجب من طاعته، فاقروا بذلك و اشهدهم على انفسهم به لئلا يقو
لوا يوم القيامه انا كنا عن هذا غافلين، او يعتذروا بشرك آبائهم الى ان قال:و الجواب الثانى و هو احسن انه تعالى لما خلقهم و ركبهم تركيبا يدل على معرفته و يشهد بقدرته و وجوب عبادته، و اراهم العبر و الايات و الدلايل فى غيرهم و فى انفسهم، كان بمنزله المستشهد لهم على انفسهم و كانوا فى مشاهده ذلك و معرفته و ظهوره على الوجه الذى اراد الله تعالى و تعذر امتناعهم منه و انفكاكهم من دلالته بمنزله المقر المعترف، و ان لم يكن هناك شهاده و لا اعتراف على الحقيقه الى آخر ما ذكره، و قد وافقه على الجواب الاخير الزمخشرى فى الكشاف و غيره من المفسرين.و اقول:اما ما ذكره السيد (ره) من عدم انطباق ظاهر الايه بما حملوها عليه من وجود عالم اخذ الميثاق و اخراج ذريه آدم من صلبه كالذر فمسلم، لكن يتوجه عليه ان ما ذكره من الوجهين فى تاويل الايه ايضا كذلك، بل مخالفه الظاهر فيهما ازيد منها فى الوجه الذى ذكروه مع عدم شاهد على واحد منهما فى شى ء من الاخبار.و اما انكار اصل هذه القضيه و الحكم باستحالته بما ذكره من دليل العقل، فلا وجه له و لا يعبا بالدليل المذكور قبال الاخبار المتواتره المفيده لوجود ذلك العالم، بل قد وقع فى الاخبار الكثيره تفسير ال
ايه به ايضا، و الاستقصاء فيها موجب للاطناب الممل الا انا نذكر شطرا منها تبركا و توضيحا و استشهادا. منها ما رواه على بن ابراهيم القمى فى تفسيره عن ابن مسكان عن ابى عبدالله (ع) فى قوله:و اذ اخذ ربك، الى قوله:قالوا بلى، قلت:معاينه كان هذا؟ قال:نعم، فثبتت المعرفه و نسوا الموقف و سيذكرونه فلو لا ذلك لم يدر احد من خالقه و رازقه، فمنهم من اقر بلسانه فى الذر و لم يومن بقلبه، فقال الله:(فما كانوا ليومنوا بما كذبوا به من قبل) و منها ما رواه ايضا عنه (ع)، قال:كان الميثاق ماخوذا عليهم لله بالربوبيه و لرسوله بالنبوه و لاميرالمومنين و الائمه عليهم السلام بالامامه، فقال:الست بربكم، و محمد نبيكم، و على امامكم، و الائمه الهادون ائمتكم؟ فقالوا:بلى.و منها ما فى البحار عن امالى الشيخ عن المفيد باسناده عن جابر عن ابى جعفر عن ابيه عن جده عليهم السلام، ان رسول الله (ص) قال لعلى (ع):انت الذى احتج الله بك فى ابتدائه الخلق حيث اقامهم اشباحا، فقال لهم:الست بربكم؟ قالوا:بلى، قال:و محمد رسول الله؟ قالوا:بلى، قال:و على اميرالمومنين؟ فابى الخلق جميعا استكبارا و عتوا عن ولايتك الا نفر قليل، و هم اقل القليل و هم اصحاب اليمين.و منها ما فيه ايضا من بصائر الدرجات باسناده عن عبدالرحمان بن كثير عن ابى عبدالله فى قوله عز و جل:و اذ اخذ ربك من بنى آدم الايه، قال:اخرج الله من ظهر آدم ذريته الى يوم القيامه كالذر فعرفهم نفسه، و لو لا ذلك لم يعرف احد ربه و قال:الست بربكم؟ قالوا:بلى و ان محمدا رسول الله و عليا اميرالمومنين.و منها ما فيه ايضا من كشف الغمه من كتاب الامامه عن الحسن بن الحسين الانصارى عن يحيى بن العلا عن معروف بن خربوز المكى عن ابى جعفر (ع) قال:لو يعلم الناس متى سمى على اميرالمومنين لم ينكروا حقه، فقيل له:متى سمى؟ فقره:و اذ اخذ ربك الى قوله الست بربكم قالوا:بلى قال:محمد رسول الله و على اميرالمومنين.و منها ما فيه ايضا من تفسير فرات بن ابراهيم عن ابن القاسم معنعنا عن ابى عبدالله (ع) فى قوله تعالى:و اذ اخذ ربك من بنى آدم الى آخر الايه، قال:اخرج الله من ظهر آدم ذريته الى يوم القيامه فخرجوا كالذر و عرفهم نفسه و اراهم نفسه، و لو لا ذلك لم يعرف احد ربه، قال:الست بربكم؟ قالوا:بلى، قال:فان محمدا عبدى و رسولى و ان عليا اميرالمومنين خليفتى و امينى، و قال النبى (ص):كل مولود يولد على المعرفه بان الله تعالى خالقه، و ذلك قوله
تعالى:(و لئن سئلتهم من خلقهم ليقو لن الله) الى غير هذه من الاخبار الكثيره، و قد عقد المجلسى طاب ثراه بابا فيها فى مجلد الامامه من البحار.و بالجمله فقد تلخص مما ذكرنا ان المراد من العهد الماخوذ عن الخلق الذى بدلوه هو الميثاق الماخوذ عليهم لله بالربوبيه و لرسوله (ص) بالنبوه و للائمه عليهم السلام بالولايه، و كذلك المراد بالحق فى قوله (ع) (فجهلوا حقه) هو الحق اللازم على العباد من المعرفه و التوحيد كما يشهد به روايه معاذ بن جبل التى مضت فى ثانى التذنيبات من رابع فصول الخطبه، قال كنت رفقت النبى (ص)، فقال يا معاذ هل تدرى ما حق الله على العباد؟ يقولها ثلاثا، قلت:الله و رسوله اعلم، فقال رسول الله (ص) حق الله عز و جل على العباد ان لا يشركوا به شيئا الى آخر ما مر هناك، و يحتمل ان يكون المراد به الاعم مما ذكرنا و من الفروعات، و يشعر به ثالث الجملات المعطوفه من قوله:(و اتخذوا الانداد) اى الامثال (معه و اجتالتهم) اى ادارتهم و صرفتهم (الشياطين عن معرفته، و اقتطعتهم عن عبادته) اى اقطعتهم كما فى بعض النسخ كذلك، فهم قطاع طريق العباد عن عباده الله سبحانه و تعالى (و) لما كان الحال بهذا المنوال (بعث فيهم) اى ارسل اليهم (رسله،
و واتر اليهم انبيائه) اى ارسلهم متواترا و بين كل نبيين فتره، قال سبحانه:(ثم ارسلنا رسلنا تترى كلما جاء امه رسولها كذبوه فاتبعنا بعضهم بعضا و جعلناهم احاديث فبعدا لقوم لا يومنون) قال الطبرسى فى تفسير الايه اى متواتره تتبع بعضهم بعضا، عن ابن عباس و مجاهد، و قيل متقاربه الاوقات، و اصله الاتصال و منه الوتر لاتصاله بمكانه من القوس و منه الوتر، و هو الفرد عن الجمع المتصل، قال الاصمعى يقال:واترت الخبر اتبعت بعضه بعضا و بين الخبرين هنيهه انتهى، و قوله:(ليستادوهم ميثاق فطرته) الى قوله:و يروهم آيات المقدره اشاره الى الغايه من بعث الرسل و الثمره المترتبه على ذلك، و هى على ما ذكره (ع) خمس، و المراد من ميثاق الفطره هو ميثاق التوحيد و النبوه و الولايه. كما يشهد به ما رواه الصدوق فى التوحيد باسناده عن عبدالرحمان بن كثير مولى ابى جعفر (ع) عن ابى عبدالله (ع) فى قول الله عز و جل:(فطره الله التى فطر الناس عليها) قال:التوحيد و محمد رسول الله و على اميرالمومنين.و عن ابن مسكان عن زراره قال:قلت لابى جعفر (ع) اصلحك الله، قول الله عز و جل فى كتابه:(فطره الله التى فطر الناس عليها) قال:فطرهم على التوحيد عند الميثاق على معرفت
ه انه ربهم، قلت:و خاطبوه؟ قال:فطاطا راسه ثم قال:لو لا ذلك لم يعلموا من ربهم و لا من رازقهم.و عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (ع) قال:سالته عن قول الله عز و جل:فطره الله التى فطر الناس عليها، ما تلك الفطره؟ قال:هى الاسلام، فطرهم الله حين اخذ ميثاقهم على التوحيد فقال:الست بربكم و فيهم المومن و الكافر، و المراد بالنعمه فى قوله (ع):(و يذكروهم منسى نعمته) اما النعمه التى من بها على العباد فى عالم الذر و الميثاق حسبما مر، او جميع النعم المغفول عنها، و الاول هو الظاهر نظر الى ظاهر لفظ النسيان (و يحتجوا عليهم) اى فى يوم القيامه (بالتبليغ) اى تبليغ الاحكام و نشر الشرايع و الاديان:(ليهلك من هلك عن بينه و يحيى من حى عن بينه، و لئلا يكون للناس على الله حجه بعد الرسل، و كان الله عزيزا حكيما). (و يثيروا) اى يهيجوا (لهم دفائن العقول) من شواهد التوحيد و ادله الربوبيه كما قال سبحانه:(انى فى خلق السموات و الارض و اختلاف الليل و النهار و الفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس و ما انزل الله من السماء من ماء فاحيى به الارض بعد موتها و بث فيها من كل دابه و تصريف الرياح و السحاب المسخر بين السماء و الارض الايات لقوم
يعقلون) (و يروهم آيات المقدره) اى علامات القدره و شواهدها حتى ينظروا اليها بنظر الدقه و الاعتبار و الا فالامارات المذكوره مما هى بمرئى و مسمع من كل احد لا حاجه فيها الى الارائه كما هو ظاهر. ثم اشار (ع) الى ست آيات من تلك الايات و بينها بقوله:(من سقف فوقهم مرفوع، و مهاد تحتهم موضوع) كما قال سبحانه:(و السقف المرفوع) و قال:(الم نجعل الارض مهادا و الجبال اوتادا) الى ان قال:(و بنينا فوقكم سبعا شدادا) و قد مضى فى التذييل الثانى من تذييلات الفصل الثامن من فصول هذه الخطبه ما يوجب زياده البصيره فى المقام فتذكر (و معايش تحييهم، و آجال تفنيهم و اوصاب تهرمهم) نسبه الاحياء الى المعايش اى المطعومات و المشروبات التى بها قوام الحياه، و الافناء الى الاجال، و الاهرام الى الاوصاب و الامراض من قبيل الاسناد الى السبب مجازا على حد انبت الربيع البقل (و احداث) اى نوائب حادثه و مصائب متجدده (تتتابع عليهم) و فى كل واحده من الايات المذكوره دلاله على ان للعالم صانعا قادرا يفعل فيه ما يشاء و يحكم ما يريد، لاراد لقضائه و لا دافع عن بلائه. المعنى:اعلم انه (ع) بعد ما نبه بخلقه آدم (ع) و تفصيل ما جرى عليه من اسجاد الملائكه له و اسكانه
فى الجنه و اجتنائه من الثمره المنهيه و اهباطه الى الارض و اصطفاء الانبياء من ولده لارشاد الخلق و هدايه الانام، اشار (ع) الى العنايه الكامله لله سبحانه بالخلق من عدم اخلائه امه منهم من نبى هاد لهم الى المصالح و رادع لهم عن المفاسد، او كتاب مرشد الى الخيرات و الحسنات و مانع عن الشرور و السيئات، و ذلك كله لا كمال اللطف و اتمام العنايه فقال (ع):(و لم يخل الله سبحانه خلقه من نبى مرسل او كتاب منزل) و هذا مما لا ريب فيه، و لابد من بيان الحاجه الى بعث الرسل و اقامه البرهان على اضطرار الناس اليه و انه لابد فى كل زمان من حجه معصوم عالم بما يحتاج اليه الخلق، و قد دللوا على ذلك فى الكتب الكلامه بالبراهين العقليه و النقليه و نحن نذكر منها هنا وجها واحدا لاقتضاء المقام، و ذلك موقوف على رسم مقدمات. الاولى ان لنا خالقا صانعا قادر على كل شى ء. الثانيه انه سبحانه منزله عن التجسم و التعلق بالمواد و الاجسام و عن ان يكون مبصرا او محسوسا باحدى الحواس. الثاليه انه تعالى حكيم علام بوجوه الخير و المنفعه فى النظام و سبيل المصلحه للخلايق فى المعيشه و القوام و البقاء و الدوام. الرابعه ان الناس على كثرتهم محتاجون فى معاشهم و معادهم الى
من يدبر امورهم و يعلمهم طريق المعيشه فى الدنيا و النجاه من العذاب فى العقبى، و ذلك لان من المعلوم ان نوع الانسان مدنى بالطبع، بمعنى انه لابد فى بقاء النوع الى اجتماع كل واحد من الافراد مع الاخر يستغنى به فيما يحتاج اليه من الماكل و المشارب و الملابس و المساكن و نحوها، فيكون هذا يطحن لهذا، و ذلك بينى لذلك، و ذلك يخيط لاخر، و هكذا، فمن ذلك احتاجوا الى بناء البلاد و اجتماع الاحاد، و اضطروا الى عقد المعاملات.و بالجمله لابد فى بقاء الانسان من الاجتماع و المعاونه، و التعاون لا يتم الا بالمعامله و لابد فى المعامله من قانون عدل، اذ لو ترك الناس و آراوهم فى ذلك لاختلقوا فيه، فيرى كل احد منهم ماله عدلا ما عليه ظلما و جورا نظرا الى ان كل احد بالذات و الطبع طالب لجلب المنفعه لنفسه و دفع المضره، عن نفسه كما هو واضح، فعلم وجه الحاجه فى المعاملات الى القانون العدل.و لابد لذلك القانون من مقنن و معدل و لا يجوز ان يكون ذلك المعدل ملكا، بل لابد و ان يكون بشرا، ضروره ان الملك لا يمكن رويه اكثر الناس له لان قواهم لا يقوى على رويه الملك على صورته الاصليه، و انما رآهم الافراد من الانبياء بقوتهم القدسيه، و لو فرض ان يتشكل بحيث يرا
ه جميع الخلق كان ملتبسا عليهم كالبشر كجبرئيل فى صوره دحيه، و لذلك قال سبحانه:(و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون) و لابد ان يكون المعدل له خصوصيه ليست لساير الناس حتى يستشعر الناس فيه امرا لا يوجد لهم فيتميز به منهم، فيكون له المعجزات التى اخبر نابها، و الحاجه الى هذا الانسان فى بقاء نوع البشر اشد من كثير من المنافع التى لا ضروره فيها للبقاء، كانبات الشعر على الحاجبين و تقعير الاخمص للقدمين و ما يجرى مجراهما من منافع الاعضاء التى بعضها للزينه و بعضها للسهوله فى الافعال و الحركات، و وجود هذا الانسان الصالح لان يشرع و يعدل ممكن، و تاييده بالمعجزات الموجبه لاذعان الخلق له ايضا ممكن، فلا يجوز ان تكون العنايه الاولى تقتضى تلك المنافع و لا تقتضى هذه التى هى اصلها و عمدتها. فاذا تمهدت هذه المقدمات فثبت و تبين انه واجب ان يوجد نبى و ان يكون انسانا و ان يكون له خصوصيه ليست لساير الناس، و هى الامور الخارقه للعادات، و يجب ان يسن للناس سننا باذن الله و امره و وحيه و انزال الملك اليه، و يكون الاصل الاول فيما يسنه تعريفه اياهم ان لهم صانعا قادرا واحدا لا شريك له، و ان النبى عبده و رسوله، و انه عالم با
لسر و العلانيه، و انه من حقه ان يطاع امره، و انه قد اعد للمطيعين الجنه و للعاصين النار حتى يتلقى الجمهور احكامه المنزله على لسانه من الله و الملائكه بالسمع و الطاعه.و الى هذا البرهان اشار الصادق (ع) فيما رواه فى الكافى باسناده عن هشام بن الحكم عنه (ع) انه قال للزنديق الذى ساله من اين اثبت الانبياء و الرسل؟ قال:انا لما اثبتنا ان لنا خالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق، و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز ان يشاهده خلقه و لا يلامسوه فيبا شرهم و يباشرونه و يحاجوهم و يحاجونه، ثبت ان له سفرا فى خلقه يعبرون عنه الى خلقه و عباده، و يدلونهم على مصالحهم و ما به بقاوهم، و فى تركه فناوهم، فثبت الامرون و الناهون عن الحكيم العليم فى خلقه، و المعبرون عنه جل و عز هم الانبياء و صفوته من خلقه حكما مودين بالحكمه مبعوثين بها غير مشاركين للناس على مشاركتهم لهم فى الخلق و التركيب فى شى ء من احوالهم، مويدين عند الحكيم العليم بالحكمه، ثم ثبت ذلك فى كل دهر و زمان مما اتت به الرسل و الانبياء من الدلائل و البراهين لكيلا يخلو ارض الله من حجه يكون معه علم يدل على صدق مقالته و جواز عدالته هذا.و قال بعض شراح الكافى فى شرح قوله
(ع):ثم ثبت ذلك فى كل دهر و زمان مما اتت به الرسل و الانبياء من الدلائل و البراهين:يعنى انه ثبت وجود النبى فى كل وقت من جهه ما اتوابه من المعجزات و خوارق العادات، كان قائلا يقول:ان الذى ذكرته من البرهان قد دل على حاجه الناس فى كل زمان بوجود النبى و انه يحب من الله بعثه الرسل و الانبياء و ارسالهم، و لكن من اى سبيل تعلم الناس النبى و يصدق بنبوته و رسالته، فاجيب بانه ثبت ذلك عليهم بمشاهده ما اتت به الرسل و النبيون من الدلائل و البراهين، عين المعجزات الظاهره منهم، و هى المراد هيهنا بالدلائل و البراهين اذ الناس لا يذعنون الا بما يشاهدونه و قوله (ع):لكيلا يخلو ارض الله من حجه يكون معه علم يدل على صدق مقالته و جواز عدالته تعليل متعلق بقوله:ثم ثبت ذلك فيكل دهر، و وجه التعليل ان ما دامت الارض باقيه و الناس موجودون فيها فلابد لهم من حجه لله عليهم يقوم بامرهم و يهديهم الى سبيل الرشاد و حسن المعاد، و هو الحجه الظاهره و لابد ان يكون معه علم بالله و آياته يدل على صدق مقالته و دعوته اللناس و على جريان حكمه عليهم و جواز عدالته فيهم، و هو الحجه الباطنه انتهى.و به ظهر الوجه فى عدم اخلائه سبحانه خلقه من نبى مرسل على ما صرح
به الامام (ع)، كما ظهر وجه قوله (ع):(او حجه لازمه) اى لازمه على الخلق (او محجه قائمه) اى طريقه عدل يقفون و لا يميلون عنها يمينا و يسارا، و المراد بها هنا هى الشريعه كما قال سبحانه:(و لكل جعلنا منكم شرعه و منهاجا) و قال:(و شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) ثم ان الحجه قد تطلق و يراد بها الكتاب، و قد تطلق على الامام المعصوم الذى يكون مقتدى للخلائق ياتمون به و يتعلمون منه سبيل الهدى و طريق التقوى، نبيا كان او وصيا، و هو المراد منها فيما رواه فى الكافى باسناده عن ابى اسحاق عمن يثق به من اصحاب اميرالمومنين، ان اميرالمومنين (ع) قال:اللهم انك لا تخلى ارضك من حجه لك عليهم ليهتدوا به سبيلك، و يسلكوا به سبيل قربك و رحمتك و ينجوبه عن معصيتك و عقابك.و قد تطلق و يراد بها العقل، فانه حجه لله على الناس فى الباطن كما ان النبى و الامام حجه فى الظاهر، و قد وردت به الاخبار المستفيضه عن ائمتنا عليهم السلام. اذا عرفت ذلك فنقول، الظاهر بل المتعين ان المراد بها هنا هو الامام المعصوم اعنى الوصى بخصوصه، لعدم امكان اراده النبى و الكتاب لسبق ذكرهما و عدم امكان اراده العقل لان حجيته منحصره فى المستقلات العقليه لا مجال له فى غيرها،
فلا يعرف الحق من الباطل فى الامور التى عجزت عن ادراكها عقول البشر بافكارها، و انما يعرفها الامام بنور الالهام فلا يتم اللطف منه تعالى على خلقه بعد النبى (ص) الا بوجوده (ع) فيهم.و بذلك ظهر فساد ما توهمه الشارح المعتزلى من جعله الحجه فى العباره حجه العقل حيث قال:و منها ان يقال الى ماذا يشير (ع) بقوله او حجه لازمه، هل هو اشاره الى ما يقوله الاماميه من انه لابد فى كل زمان من وجود امام معصوم، الجواب انهم يفسرون هذه اللفظه بذلك، و يمكن ان يكون المراد بها حجه العقل انتهى.وجه الفساد ما ذكرنا، و نزيد توضيحا و نقول:ان الله سبحانه حجتين:داخليه و خارجيه، و الناس اما اهل بصيره عقليه ام اهل حجاب، فالحجه على اهل البصيره انما هى عقولهم الكليه العارفين بها بالمصالح و المفاسد الكامنه الواقعيه، فلا حاجه لهم الى اتباع الحجه الخارجيه، بل حجه الله عليهم بصيرتهم و نور عقلهم و هداهم، و اما اهل الحجاب و ذو العقول الناقصه فالحجه عليهم انما هى الخارجيه، لعدم احاطه عقولهم بالجهات المحسنه و المقبحه، فلا يكمل اللطف فى حقهم الا بقائد خارجى يتبعون به، اذا الاعمى يحتاج فى قطع السبيل الى قائد خارجى يتبعه تقليدا فى كل قدم و هو واضح. فقد
تحصل مما ذكرنا ان المراد بالحجه فى كلامه (ع) هو الامام المعصوم كما قد ظهر مما بيناه هنا و فيما سبق فى شرح قوله من نبى مرسل:لزوم وجود الحجه فى الخلق، لمكان الحاجه.و مخلص ما ذكرناه هنا و سابقا ان نظام الدنيا و الدين لا يحصل الا بوجود امام يقتدى به الناس و ياتمون به و يتعلمون منه سبيل هداهم و تقواهم، و الحاجه اليه فى كل عصر و زمان اعظم و اهم من الحاجه الى غذاهم و كساهم و ما يجرى مجراهما من المنافع و الضرورات، فوجب فى العنايه الربانيه ان لا يترك الارض و لا يدع الخلق بغير امام نبيا كان اوصيا، و الا لزم احد الامور الثلاثه:اما الجهل و عدم العلم بتلك الجاجه، او النقص و عدم القدره عغلى خلقه، او البخل و الضنه بوجوده و الكل محال على الله سبحانه هذا.و يطابق كلام الامام (ع) ما رواه فى الكافى عن على بن ابراهيم عن محمد ابن عيسى عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزه عن ابى جعفر (ع) قال:قال:و الله ما ترك الله ارضا منذ قبض الله آدم الا فيها امام يهتدى به الى الله، و هو حجه على عباده و لا تبقى الارض بغير امام حجه لله على عباده.و عن ابى بصير عن ابى عبدالله (ع)، قال:ان الله اجل و اعظم من ان يترك الارض بغير امام عادل. و ايضا عنا
ابى بصير عن احدهما (ع)، قال:قال:ان الله لم يدع الارض بغير عالم، و لو لا ذلك لم يعرف الحق من الباطل، يعنى فى الامور التى تعجز عن اداركها العقول حسبما مر سابقا.و فى الاخبار الكثيره المستفيضه بل القريبه من التواتر المعنوى المرويه فى الكافى و علل الشرايع و اكمال الدين و رجال الكشى و غيرها ان الارض لو بقيت بغير امام لساخت، يقال:ساخت الارض بهم انخسفت، و المراد به فى الاخبار اما غوصها فى الماء حقيقه او كنايه عن هلاك البشر و ذهاب نظامها كما نبه عليه المحدث المجلسى طاب ثراه فى مراه العقول ثم انه (ع) وصف المرسلين بانهم رسل (لا يقصر بهم قله عددهم) اى عن نشر التكليف و حمل اعباء الرساله (و لا كثره المكذبين لهم) اى عن تبليغ الاحكام و اداء الامانه، و هذا الكلام صريح فى عدم جواز التقيه على الانبياء.و منه يظهر فساد ما نسبه الفخر الرازى الى الاماميه من تجويزهم الكفر على الانبياء تقيه حسبما مر فى تذييلات الفصل الثانى عشر فى باب عصمه الانبياء عليهم السلام، ضروره ان اقتداء الاماميه رضوان الله عليهم انما هو على امامهم (ع)، و مع تصريحه (ع) بما ذكر كيف يمكن لهم المصير الى خلاف قوله (ع) هذا. مضافا الى ما اوردناه عليه سابقا بل و
مع الغض عن تصريحه (ع)، بذلك ايضا نقول:كيف يمكن ان يتفوه ذو عقل بصدور كلمه الكفر عن نبى مع ان بعث النبى ليس الا لحسم ماده الكفر، نعوذ بالله همن هذه الفريه البينه و ذلك البهتان العظيم، ثم انه (ع) بين الرسل و ميزهم بقوله:(من سابق سمى له من بعده او غابر) اى لا حق (عرفه من قبله) يعنى انهم بين سابق سمى لنفسه من بعده، بمعنى انه عين من يقوم مقامه من بعده، او ان السابق سمى الله له من ياتى بعده و اطلعه عليه، و بين لا حق عرفه من قبله و بشربه، كتعريف عيسى (ع) و بشارته بالنبى (ص) كما قال سبحانه حكايته عنه:(و مبشرا برسول ياتى من بعدى اسمه احمد).و قد مر فى حديث الكافى عند شرح قوله:و اصطفى من ولده انبياء اه، تفصيل بشاره الانبياء السلف للخلف سلام الله عليهم اجمعين فتذكر. الترجمه:پس فرو فرستاد او را بسراى محنت و امتحان و بخانه ى تناسل نسل و زائيدن اولاد، و برگزيد او سبحانه از اولاد او پيغمبران را در حالتى كه اخذ فرمود بر ابلاغ وحى عهد و پيمان ايشان را، و بر رساندن رسالت امانت آنها را در حينى كه تبديل كردند بيشتر خلايق پيمان خدا را كه بسوى ايشان است، پس جاهل و نادان شدند حق او را و فرا گرفتند شريكان و امثال مر او را، و
برگردانيدند ايشان را شياطين از شناخت او، و بريدند ايشان را از پرستش او، پس مبعوث و برانگيخته فرمود در ميان ايشان فرستادگان خود را، و پى درپى فرستاد بسوى ايشان پيغمبران خود را، تا طلب ادا كنند از ايشان عهد فطرت و پيمان خلقت خود را كه مخلوق شده بودند بر آن كه عبارتست از توحيد و معرفت، و تا اينكه يادآورى نمايند ايشان را نعمتهاى فراموش شده ى او را و اتمام حجت بكنند بر ايشان با تبليغ و رساندن احكام، و برانگيزانند از براى ايشان دفينه هاى عقلها و خزاين فهمها، و بنمايند ايشان را علامات قدرت خداوندى را كه آن امارات قدرت عبارتست از آسمانى كه در بالاى ايشان برافراشته و فراشى است كه در زير آنها نگاه داشته، و معيشتهائى است كه زنده ميدارد ايشان را، و اجلهائى كه فانى مى سازد ايشان را، و بيماريهائى كه پير فانى مى گرداند ايشان را، و مصيبتهائيكه پى درپى مى آيد بر ايشان. الترجمه:و خالى نگذاشت حق سبحانه و تعالى مخلوقان خود را از پيغمبر مرسلى يا از كتاب منزلى يا برهانى لازم كه عبارتست از امام معصوم يا طريقه ى مستقيمه ى كه عبارتست از شريعت قويمه آنها، رسولانى هستند كه قاصر نمى كند يا مقصر نمى كند آنها را كمى عدد ايشان از تبليغ ر
سالت، و نه بسيارى تكذيب كنندگان ايشان از اداء وحى و امانت، طايفه از ايشان سابق بودند كه نام ميبردند بجهت خود آن كسى را كه بعد از اوست، يا اينكه خداوند عالم نام برد آن كسى را كه بعد از او بود، و طايفه ديگر لاحق بودند كه تعريف كرده بود او را آن كسى كه پيش از او بود.اللغه:(نسل) نسلا من باب ضرب كثر نسله، و يتعدى الى مفعول يقال:نسلته اى ولدته و نسل الماشى ينسل بالضم و بالكسر نسلا و نسلا و نسلانا اسرع، و نسلت القرون اى ولدت او اسرعت و (سلف) سلوفا من باب قعد مضى و انقضى و (خلفته) جئت بعده، و الخلف بالتحريك الولد الصالح، فاذا كان فاسدا اسكنت اللام و ربما استعمل كل منهما مكان الاخر و (الميثاق) و الموثق كمجلس العهد و (السمات) جمع السمه و هى العلامه و (الميلاد) كالمولد وقت الولاده و لم يستعمل فى الموضع كما توهمه الشارح البحرانى بل مختص بالزمان، و المولد يطلق على الوقت و الموضع كما صرح به الفيومى (و الملل) جمع المله و هى الشريعه و الدين (و الاهواء) جمع هوا بالقصر اراده النفس (و طرائق متشتته) اى متفرقه و (الملحد) من الالحاد يقال الحد و لحد اذحاد عن الطريق و عدل عنه و (الانقاذ) كالنقذ و الاستنقاذ التخليص و (المكان) مصدر بمعنى الكون. الاعراب:قوله (ع):على ذلك متعلق بالفعل الذى يليه، و اللام فى قله لانجاز عدته تعليل للبعث متعلق به، و ماخوذا و مشهوره و كريما منصوبات على الحاليه من محمد (ص)، كما ان محل الجمله اعنى قوله (ع):و اهل الارض اه، كذلك، و ملل و اهواء و طرائق م
رفوعات على الخبريه من اهل الارض، و اسنادها اليه من باب التوسع، و الاصل ذو ملل متفرقه، و قيل:ان المبتداء محذوف اى مللهم ملل متفرقه، و اهواوهم اهواء منتشره، و طرائقهم طرائق متشتته، و بين ظرف متعلق بقوله:متشتته، و هو من الظروف المبهمه لا يتبين معناه الا بالاضافه الى اثنين فصاعدا او ما يقوم مقامه كقوله تعالى:عوان بين ذلك. قال الفيومى فى المصباح:و المشهور فى العطف بعدها ان يكون بالواو، لانها للجمع المطلق، نحو المال بين زيد و عمرو، و اجاز بعضهم بالفاء مستدلا بقول امرء القيس:بين الدخول فحومل، و اجيب بان الدخول اسم لمواضع شتى، فهو بمنزله قولك المال بين القوم و بها يتم المعنى انتهى. اذا عرفت ذلك فاقول:الظاهر ان كلمه او فى قوله:او ملحد، او مشير، بعنى الواو اجرا للفظ بين على ما هو الاصل فيه، مضافا الى عدم معنى الانفصال هيهنا، و قول الشارح البحرانى، ان الانفصال هنا لمنع الخلو فاسد، ضروه ان بعض اهل الارض عند بعثه النبى (ص) كان من اهل التوحيد حسبما تعرفه و هولاء ليس داخلا فى احد الاصناف الثلاثه فافهم جيدا، و الباء فى بمكانه سببيه، اى انقذهم بسبب كونه و وجوده (ع) من الجهاله. المعنى:اعلم انه (ع) ساق هذه الخطبه بما ا
قتضاه الترتيب الطبيعى، اى من لدن آدم (ع) الى بعث محمد (ص) و هدايه الخلق به و اقتباسهم من انوار وجوده الذى هو المقصود العمده فى باب البعثه، فقال (ع) (على ذلك) يعنى على هذا الاسلوب الذى ذكرناه من عدم اخلاء الارض و الخلق من الانبياء و الحجج (نسلت القرون) و ولدت او اسرعت، و هو كنايه عن انقضائها (و مضت الدهور، و سلفت الاباء) اى تقدموا و انقضوا (و خلفت الابناء) اى جائوا بعد آبائهم و صاروا خليفه لهم (الى ان بعث الله) النبى الامى العربى القرشى الهاشمى الا بطحى التهامى المضطفى من دوحه الرساله، و المرتضى من شجره الولايه (محمدا (ص) لانجاز عدته) التى وعدها لخلقه على السنه رسله السابقين بوجوده (ع) (و لا تمام نبوته) الظاهر رجوع الضمير فيه الى الله سبحانه، و قيل:برجوعه الى محمد (ص) و لا يخلو عن بعد.و ينبغى الاشاره الى الحجج الذين لم يخل الله سبحانه خلقه منهم من لدن آدم (ع) الى بعث نبينا صلوات الله عليهم اجمعين فنقول:روى الصدوق فى الامالى عن ابن المتوكل عن الحميرى عن ابن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان عن ابى عبدالله الصادق (ع)، قال:قال رسول الله (ص):