خطبه 017-داوران ناشايست
اللغه:(و كله) الى نفسه بالتخفيف يكله و كلا و وكولا تركه و نفسه و (الجائر) باعجام الاول او باعجامهما و فى بعض نسخ الكافى بالمهملتين و المعنى متقاربه اى عادل او متجاوز او حيران (عن قصد السبيل مشغوف) بالغين المعجمه و فى بعض النسخ بالمهمله و بهما قرء قوله تعالى:قد شغفا حبا و على الاول فهو ماخوذ من شغاف القلب اى حجابه او سويداه، و على الثانى من الشعف و هو شده الحب و احراقه القلب و (البدعه) اسم من ابتدع الامر اذا احدثه كالرفعه من الارتفاع و الخلفه من الاختلاف و (الهدى) بفتح الاول و سكون الثانى الطريقه و السيره جمع الشى ء من ههنا و ههنا و (موضوع) بضم الميم و كسر الضاد مسرع من وضع البعير اسرع و اوضعه راكبه فهو موضع به اى اسرع به و (غار) بالغين المعجمه و الراء المهمله المشدده اى غافل و فى بعض النسخ عاد بالعين و الدال المهملتين من العدو بمعنى السعى او من العدوان، و فى اكثر نسخ الكافى عان بالعين و النون من قولهم عنى فيهم اسيرا اى اقام فيهم على اساره و احتبس و عناه غير حبسه، و العانى الاسير او من عنى بالكسر بمعنى تعب او من عنى به فهو عان اشتغل و اهتم به، و (الاغباش) جمع غبش كسبب و اسباب و هو ظلمه آخر الليل، و فى بعض النسخ اغطاش الفتنه، و الغطش ايضا الظلمه. و عمى عما كرضى ذهب بصره كله فهو اعمى و (عم) و هى عمياء و عميه و العمى ايضا ذهاب بصر القلب و البكره و البكور هو الصباح و (بكر) و بكر بالتشديد و التخفيف اذا دخل فيه و كثيرا ما يستعملان فى المبادره و الاسرع الى شى ء فى اى وقت كان، و منه الحديث بكر وا بصلاه المغرب اى صلوها عند سقوط القرص و روى من الماء بالكسر و (ارتوى) امتلا من شربه و الماء (الاجن) المتغير الطعم و اللون و (اكتنز) من الاكتناز و هو الاجتماع و فى بعض النسخ و اكثر و هو الظاهر. و (التخليص) التبين و هو قريب من التخليص او هما واحد و (الحشو) فضل الكلام و (الرث) بفتح الراء و التشديد الخلق ضد الجديد و (عاش) خابط فى ظلام و (العشوه) بتثليت الاول الامر الملتبس الذى لا يعرف وجهه ماخوذه من عشوه الليل اى ظلمته (و ذرت) الريح الشى ء ذروا و اذرته اذ راء اطارته و قلبته و (الهشيم) النبت اليابس المنكسر و فى بعض الروايات يذر و الروايات ذرو الريح و فى بعضها يذرى الروايات ذرو الريح الهشيم، و توجيهه مع كون الذرو و مصدر يذر و لا يذرى هو كونهما بمعنى واحد حسبما عرفت فصح اقامه مصدر المجرد مقام مصدر المزيد (و الملى ء) بالهم
زه الثقه الغنى قال الجزرى:قد اولع الناس بحذف الهمزه و تشديد الياء و (يحسب) اما بكسر السين من الحسبان، و اما بالضم من الحساب و (العج) رفع الصوت و (السلعه) بالكسر المتاع و (ابور) افعل من البور و هو الفاسد و بار الشى ء فسد و بارت السلعه كسدت و لم ينفق، و هو المراد ههنا و اصله الفساد ايضا و (نفق) البيع اذا راج. الاعراب:قوله بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر روى من جمع منونا و بغير تنوين اما بالتنوين فيحتمل كونه بمعنى المفعول اى من مجموع و كونه على معناه الحقيقى المصدرى و على كل تقدير فما موصوله مبتداء و خير خبره و قل صلتها و فاعل قل ضمير مستكن عايد الى الاستكثار المفهوم من استكثر و ضمير منه عايد الى الموصول و الجمله مجروره المحل لكونها بدلا للجمع، و اما بدون التنوين فالموصوف محذوف و هو المضاف اليه اى من جمع شى ء الذى قل منه خير، فما على ذلك موصوله و يحتمل كونها مصدريه اى من جمع شى ء قلته خير من كثرته. و قيل ان جمع مضاف الى ما و المحذوف هوان المصدريه بعدها، و قل مبتداء بتقديرها على حد و تسمع بالمعيدى خير من ان تراه، اى من جمع ما ان اقل منه اى قلته خير، و فى روايه الكافى بكر فاستكثر ما قل منه خير، و قوله:و اكتنز من غير طائل اسناد اكتنز الى فاعله و هو الرجال الموصوف اما على سبيل المجاز او فى الكلام تقدير اى اكتنز له العلوم الباطله، على ما فى بعض النسخ من قوله:فاكثر من غير طائل لا يحتاج الى تكلف، و ضامنا اما صفه لقاضيا او حال بعد حال. المعنى:اعلم ان البعض كالحب الذى هو ضده لما كان من صفات النفس اعنى نفار النفس عن الشى ء و كان اسناده اليه سبحانه محالا لا جرم ينبغى ان يراد به حيثما اسند اليه معناه المجازى اعنى سلب الفيض و الاحسان و هذا المعنى هو المراد بقوله عليه السلام:(ان ابغض الخلائق الى الله رجلان) مما زجان بين الحق و الباطل متشبثان بذيل الشبهات و الجهالات يحسبان انها من علوم الدين و مراتب اليقين. و انما كانا ابغض الخلايق باعتبار ان ضررهما الناشى من جهالتهما بامر الدين لم يكن راجعا الى انفسها فقط، بل متعديا الى الغير و ساريا الى الاتباع و باقيا فى الاعقاب الى يوم القيامه فكانا مع ضلالتهما فى نفسهما مضلين لغيرهما عن سلوك جاده اليقين و تحصيل معارف الدين، فلذلك كانا ابغض الخلائق. و كيف كان فاحمد الرجلين (رجل وكله الله الى نفسه) اى فوض اليه امره و خلاه و نفسه و جعل و كوله و اعتماده عليها لظنه الاستقلال فى نفس
ه على القيام بمصالحه و زعمه القدره على تحصيل المراد و الوصول اليه بالراى و القياس و الاستحسانات الفاسده التى لا اصل لها، و الروايات التى لم توخذ من ماخذها فلا جرم افاض الله عليه صوره الاعتماد على نفسه فيما يريده من امور الدين و قوانين الشرع المبين فلم يدر انه هلك فى اى واد:(و من يضلل الله فما له من هاد) و حيث انه كان اعتماده عليه (فهو جائر عن قصد السبيل) و مائل عن طريق الحق و ضال عن الصراط المستقيم و واقع فى طرف الافراط من فضيله العدل قريب من الشر بعيد عن الخير كما ورد فى بعض الادعيه:و لا تكلنى الى نفسى طرفه عين، فانك ان وكلتنى الى نفسى تقربنى من الشر بعيد عن الخير و سر ذلك ان النفس بالذات مايله الى الشر فاذا سلبت عنها اسباب التوفيق و الهدايه تاهت فى طريق الضلاله و الغوايه (مشغوف بكلام بدعه و دعاه ضلاله) اى دخل حب كلام البدعه و دعوته الناس الى الضلاله شغاف قلبه اى حجابه او سويداه و على كونه بالعين المهمله فالمعنى انه غشى حبها قلبه من فوقه اذا الشعفه من القلب راسه عند معلق النياط، و هو عرق علق به القلب اذا انقطع مات صاحبه، و على اى تقدير فالمقصود به كونه اشد حبا و افرط ميلا الى كلامه الذى لا اصل له فى الدين
و دعوته المضلمه عن نهج اليقين، فهو من الاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم فى الحيوه الدنيا فهم يحسبون انهم بحسنون صنعا. كما قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:كل بدعه ضلاله و كل ضلاله فى النار و عنه صلى الله عليه و آله و سلم ايضا فى روايه الكافى:ابى الله لصاحب البدعه بالتوبه، قيل:يا رسول الله و كيف ذلك؟ قال:انه قد اشرب قلبه حبها و لا باس بتحقيق الكلام فى معنى البدعه و قد عرفت معناها اللغوى و غلبت فى العرف على ما هو زياده فى الدين او نقصان منه، و قيل:كل ما لم يكن فى زمن النبى صلى الله عليه و آله و سلم فهو بدعه. ورده الاردبيلى بمنع الشرطيه و قال:البدعه هى كل عباده لم تكن مشروعه ثم احدثت بغير دليل شرعى اودل دليل شرعى على نفيها فلو صلى اودعى او فعل غيرذلك من العبادات مع عدم وجودها فى زمانه صلى الله عليه و آله و سلم فانه ليس بحرام لان الاصل كونها عباده و لغير ذلك مثل الصلاه خير موضوع و الدعاء حسن انتهى، و انت خبير بما فى تخصيصها بالعبادات لظهور عموما لها و لغيرها. و التحقيق فيها ما ذكره الشهيد قده فى القواعد قال فى محكى كلامه:و محدثات الامور بعد عهد النبى عليه السلام تنقسم اقساما لا يطلق اسم البداعه عندنا
الا ما هو محرم عندنا او لها الواجب كتدوين القرآن و السنه اذا خفيف عليها التفلت من الصدور فان التبليغ للقرون الاتيه واجب اجماعا ولايتم الا بالحفظ، و هذا فى زمن الغيبه واجب، و اما فى زمان ظهور الامام عليه السلام لانه الحافظ لها حفظا لا يطرق اليه خلل و ثانيها المحرم، و هو كل بدعه تناولها قواعد التحريم و ادلته من الشريعه كتقديم غير المعصومين عليهم و اخذهم مناصبهم و استيثار ولاه الجور بالاموال و منعها مستحقا و قتال اهل الحق و تشريدهم و ابعادهم و القتل على الظنه و الالزم ببيعه الفساق و المقام عليها و تحريم مخالفتها و الغسل فى المسح و المسح على غير القدم، و شرب كثير من الاشربه، و الجماعه فى النوافل و الاذن الثانى يوم الجمعه، و تحريم المتعتين، و البغى على الامام و توريث الاباعد و منع الارقاب، و منع الخمس اهله و الافطار فى غير وقته الى غيرذلك من المحدثات المشهورات، و منها توليه المناصب غير الصالح لها ببذل او ارث او غيرذلك. و ثالثها المستحب و هو ما تناولته ادله الندب كبناء المدارس و الربط، و ليس منه اتخاذ الملوك الاهيه ليعظموا فى النفوس اللهم الا ان يكون مرهبا للعدو و رابعهما المكروه، و هو ما شملته ادله الكراهه كالزياد
ه فى تسبيح الزهراء عليهاالسلام و ساير الموظفات او النقيصه منها و التنعم فى الملابس و الماكل بحيث يبلغ الاسراف بالنسبه الى الفاعل و ربما ادى الى التحريم اذا استضربه هو و عياله و خامسها المباح، و هو الداخل تحت الادله المباحه كنخل الدقيق فقد ورد اول شى ء احدثه الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اتخاذ المناحل لان لين العيش و الرفاهيه من المباحات فوسيله مباحه انتهى كلامه رفع مقامه و قد تحصل من ذلك ان البدعه عباره عن محدثات الامور المحرمه و ان الرجل الموكل الى نفسه الجائر عن قصد السبيل قد شغف بها و بدعوته الى الضلاله و من اجل ذلك كان سببا لضلاله من اجاب دعوته (فهو فتنه لمن افتتن به) و بلاء لمن اتبع له (ضال عن هدى من كان قبله) اى عن سيره ائمه الدين و طريقه اعلام اليقين الذين اخذوا العلوم الحقيقه و المعرف اليقينه بالهام الهى و ارشاد نبوى، و ذلك من حيث اغتراه بنفسه و اعجابه بكلامه و استقلاله برايه و استغنائه بما اخترعه فهما و ما ابتدعه و همه عن الرجوع اليهم و العكوف عليهم. كما قال ابوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام )1( لعن الله اباحنيفه كان يقول:قال على و قلت انا، و قالت الصحابه و قلت هذا و على كون هدى فى
كلامه عليه السلام بضم الهاء و الالف المقصوره فالمراد به كونه ضالا عن الصراط المستقيم مع وجود هدى قبله مامور باتباعه و هو كتاب الله و سنه رسوله و اعلام هداه الحاملون لدينه، لما اشرنا اليه من استبداده برايه الفاسد و نظره الكاسد نظير ما صدر عن ابى حنيفه و نظرائه كما حكاه الزمخشرى فى ربيع الابرار قال:قال يوسف بن اسباط:رد ابوحنيفه على النبى صلى الله عليه و آله و سلم اربعماه حديث او اكثر قيل:مثل ماذا؟ قال:قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:للفرس سهمان، و قال ابوحنيفه:لا اجعل سهم بهيمه اكثر من سهم المومن و اشعر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و اصحابه البدن، و قال ابوحنيفه:الاشعار مثله، و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:البيعان بالخيار ما لم بفترقا، و قال ابوحنيفه اذا وجب البيع فقد لزم، و كان صلى الله عليه و آله و سلم يقرع بين نسائه اذا اراد سفرا، و قال ابوحنيفه:القرعه قمار انتهى (مضل لمن اقتدى به فى حياته و بعد موته) و ذلك لان من كان ضالا فى نفسه و مشغولا بكلامه البدعه و دعاته الضلاله لابد ان يكون مضلا و سببا لا ضلال غيره فى حال حياته و هو ظاهر، و بعد مماته ايضا من حيث بقاء العقايد الباطه
و المذاهب الفاسده المكتسبه عنه بعده، الا ترى كيف بقى مذهب ابى حنيفه و الشافعى و احمد بن حنبل و مالك و غيرها من المذاهب المبتدعه و الا راه المخترعه المضله الى الان؟ و تبقى الى ظهور صاحب الزمان فتبعها جمع كثير و تضل بها جم غفير و لذلك صار هذا الرجل المضل (حمال خطايا غيره) كحمله خطايا نفسه حيث كان سببا لضلالته فهو (رهن بخطيئه) كما انه رهين بخطيئه غيره ماخوذ بها و معاقب عليها كما قال سبحانه:(ليحملوا اوزارهم كامله يوم القيامه و من اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون) قال الفخر الرازى:انه يحصل للروسا مثل اوزار الاتباع، و السبب فيه ما روى عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم انه قال:ايما داع دعا الى الهدى فاتبع كان له مثل اجر من اتبعه لا ينقض من اجورهم شى ء و ايما داع دعا الى ضلاله فاتبع كان عليه مثل وزر من اتبعه لا ينقص من آثامهم شى ء. و اعلم انه ليس المراد انه تعالى يوصل العقاب الذى يستحقه الاتباع الى الى الروساء، لان هذا لا يليق بعدل الله و الدليل عليه قوله تعالى:(و ان ليس للانسان الا ما سعى) و قوله:(و لا تزر وازره وزر اخرى) بل المعنى ان الرئيس اذا وضع سنه قبيحه عظم عقابه حتى ان ذلك العقاب يكون
مساويا لكل ما يستحقه كل واحد من الاتباع. قال الواحدى:لفظه من قوله:و من اوزار الذين يظلونهم، ليست للتبعيض لانها لو كانت للتبعيض لخفف عن الاتباع بعض اوزارهم و ذلك غير جايز لقوله عليه السلام من غير ان ينقص من اوزارهم شى ء، و لكنها للجنس اى ليحملوا من جنس اوزار الاتباع هذا. و لما فرغ من اوصاف اول الرجلين اشار الى ثانيهما و ذكر له احدا و عشرين و صفا. الاول ما اشار اليه بقوله:(و رجل قمش جهلا) اى جمعه من افواه الرجال او من الروايات الغير الثابته عن الحجه او مما اخترعه و همه بالقياس و الاستحسان و استعار لفظ الجمع المحسوس للمعقول بقصد الايضاح. الثانى انه (موضع فى جهال الامه) يعنى انه مسرع بين الجهال او انه مطرح فيهم و ضيع ليس من اشراف الناس على ما ذكره البحرانى من كون وضع بفتح الضاد، و قال انه يفهم منه انه خرج فى حق شخص معين و ان عمه و غيره. الثالث انه (غار فى اغباش الفتنه) اى غافل فس ظلمات الخصومات لا يهتدى الى قطعها سبيلا، و قد مر فيه وجوه اخر فى بيان اللغه. الرابع انه (عم بما فى عقد الهدنه) يعنى انه عميت بصيرته عن ادراك مصالح المصالحه بين الناس فهو جاهل بالمصالح مثير للفتن. الخامس انه (قد سماه اشباه الناس عالما
و ليس به) و المراد باسباه الناس العوام و الجهال لخلوهم عن معنى الانسانيه و حقيقتها و هم يشبهون الناس فى الصوره الظاهر الحسيه التى بها يقطع التمايز على ساير الصور البهيميه، و لا يشبهون فى الصور الباطنيه العقليه التى هى معيار المعارف اليقينيه و العلوم الحقيقيه، فهولاء الاشباه لفقد بصائرهم و نقصان كمالاتهم ينخدعون بتمويه ذلك الرجل و يزعمون من تلبسه بزى العلماء انه عالم مع انه ليس بعالم. السادس انه (بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر) يعنى انه اسرع و بادر فى كل صباح، و هو كنايه من شده اهتمامه و طلبه فى كل يوم او فى اول العمر الى جمع شى ء اما زهرات )1( الدنيا و اسبابها، و يويده مناسبته لما قبله يعنى انه لم يطلب العلم و لكن طلب اسباب الدنيا التى قليلها خير من كثيرها، هذا ان كلن جمعها على وجه الحلال و الا فلا خير فيه اصلا، و اما الشبهات المضلمه و الاراء الفاسده و العقايد الباطله و يويده زياده ارتباط ذلك بما بعده، و على التقديرين فيه تنبيه على غايه بعده عن الحق و العلم لرسوخ الباطل فى طبعه و ثبوته فى ذهنه. السابع ما يترتب على بكوره و استكثاره من جمع الشبهات، و هو ما اشار اليه بقوله:(حتى اذا ارتوى من آجن) يعنى
خصل له الامتلاء من شرب الماء الاجن المتعفن (و اكتنز) اى اجتمع له العلوم الباطله و العلوم الحاصله له من الاستحسانات و الاقيسه، كما يستعار عن العلوم الحقيقه و المعارف اليقينه بالماء الصافى الزلال، ثم و شح تلك الاستعاره بذكر الارتواء و جعل غايته المشار اليها من ذلك الاستكثار جلوسه بين الناس قاضيا الثامن كونه (ضامنا لتخليص ما التبس على غيره) لوثوقه من نفسه بفضل ما بين الناس من الخصومات و المرافات و ظنه القابليه لقطع المنازعات، و منشا ذلك الوثوق و الاطمينان هو زعمه ان العلوم الحاصله له من آرائه الفاسده و اقيسته الباطله علوم كامله كافيه فى تخليص الملتبسات و تلخيص المشكلات مع انها الباطله علوم كامله كافيه فى تخليص الملتبسات و تخليصات المشكلات مع انها ليست بذلك. التاسع ما اشار اليه بقوله:(فان نزلت به احدى المبهمات هيالها حشوا رثا من رايه ثم جزم به) يعنى انه اذا نزلت به احدى المسائل المبهمه المشكله الملتبس عليه وجه فصلها و طريق حلها هيا لها كلاما لا طائل تحته و لا غناء فيه و اعد لحلها وجها ضعيفا من رايه ثم قطع به كما هو شان اصحاب الجهل المركب العاشر ما نبه عليه بقوله:(فهو من لبس الشبهات فى مثل نسج العنكبوت) نسج الع
نكبوت مثل للامور الواهيه كما قال سبحانه:(و ان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) قال الشارح البحرانى:و وجه هذا التمثيل ان الشبهات التى تقع عى ذهن مثل هذا الموصوف اذا قصد حل قضيه تكثر فيلتبس على ذهنه وجه الحق منها فلا يهتدى له لضعف ذهنه، فتلك الشبهات فى الوها تشبه نسج العنكبوت، و ذهنه فيها يشبه ذهن الذباب الوقع فيه، فكما لا يتمكن الذباب من خلاص نفسه من شباك العنكبوت نضعفه، فكذا ذهن هذا الرجل لا يقدر على التخلص من تلك الشبهات، و قال المحدث المجلسى بعد نقله كلام البحرانى هذا:اقول:و يحتمل ايضا ان يكون المراد تشبيه ما يلبس على الناس من الشبهات بنسج العنكبوت لضعفها و ظهور بطلانها لكن تقع فيها ضعفاء العقول فلا يقدرون على التخلص منها لجهلهم و ضعف يقينهم، و الاول انسب بما بعده. الحادى عشر انه (لا يدرى اصاب) فيما حكم به (ام اخطا فان اصاب خاف ان يكون قد اخطا و ان اخطا رجا ان يكون قد اصاب) و خوف الخطاء مع الاصابه و رجاء الاصابه مع الخطاء من لوازم عدم الدرايه فى الحكم و الاقتاء. الثانيعشر انه (جاهل خباط جهالات) ارادبه انه جاهل بالاحكام كثيرا لخبط فى جهالته، كنى به عن كثره اغلاطه التى يقع فيها فى القضايا و الاح
كام فيمشى فيها على غير طريق الحق من القوانين، و ذلك معنى خطبه ماخوذ من خطبه العشواء و هى الناقه التى فى بصرها ضعف تخبط بيدها كل شى ء اذا مشت الثالث عشر انه (عاش ركاب عشوات) يعنى ان به عشاوه و سوء بصر بالليل و النهار و انه كثير الركوب على الامور الملتبسه المظلمه، قال الشارح البحرانى ره و هى اشاره الى انه لا يستنتج نور الحق فى ظلمات الشبهات الا على ضعف و نقصان فى نور بصيرته، فهو يمشى فيها على ما يتخيله دون ما يتحققه من الصفه هذه، اى و كثيرا ما يكون حاله كذلك و لما كان من شان العاشى الى الضوء فى الطرق المظلمه تاره يلوح له فيمشى عليه و تاره يخفى عنه فيضل عن القصد و يمشى على الوهم و الخيال كذلك حال السالك فى طرق الدين من غير ان يستكمل نور بصيرته بقواعد الدين و يعلم كيفيه سلوك طرقه، فانه تاره يكون نور الحق فى المساله ظاهرا فيدركه و تاره يغلب عليه ظلمات الشبهات فتعمى عليه الموارد و المصادر فيبقى فى الظلمه خابطا و عن المقصد جائرا الرابع عشر انه (لم يعض على العلم بضرس قاطع) و هو كنايه عن عدم نفاذ بصيرته فى العلوم و عدم اتقانه للقوانين الشرعيه لينتفع بها انتفاعا تاما، يقال فلان لم يعض على العلم بضرس قاطع اذا لم يحكمها
و لم يتقنها، و اصله ان الانسان يمضغ الطعام الذى هو غذاوه ثم لا يجيد مضغه لينتفع به البدن انتفاعا تاما فمثل به من لم يحكم و لم يتقن ما يدخل فيه من المعقولات التى هو غذاء الروح لينتفع به الروح انتفاعا كاملا. الخامس عشر انه (يذرى الروايات اذراء الريح الهشيم) اليابس من النبات المنكسر و فيه تشبيه تمثيلى و وجه الشبه صدور فعل بلا رويه من غير ان يعود الى الفاعل نفع و فائده، فان هذا الرجل المتصفح للروايات ليس له بصيره بها و لا شعور بوجه العمل عليها بل هو يمر على روايه بعد اخرى و يمشى عليها من غير فائده، كما ان الريح التى تذرى الهشيم لا شعور لها بفعلها و لا يعود من ذلك نفع. السادس عشر انه (لا ملى ء و الله باصدار ما ورد عليه) اى ليس له من العلم و الثقه قدر ما يمكنه ان يصدر عنه انحلال ما ورد عليه من الشبهات و الاشكالات. السابع عشر ما فى بعض نسخ الكتاب من قوله:(و لا هو اهل لما فوض اليه) اى ليس هو باهل لما فوضه اليه الناس من امور دينهم، و اكثر النسخ خال من ذكر هذا الوصف و فى روايه الكافى الاتيه و لا هو اهل لما منه فرط بالتخفيف بمعنى سبق و تقدم اى ليس هو اهل لما ادعاه من علم الحق الذى من اجله سبق الناس و تقدم اى ليس هو اه
ل لما ادعاه من علم الحق الذى من اجله الناس و تقدم عليهم بالرياسه و الحكومه، و ربما يقرء بالتشديد اى ليس هو من اهل العلم كما يد عنه لما فرط فيه و قصر عنه، و عن الارشاد و لا يندم على ما منه فرط، و قال الشارح المعتزلى:و فى كتاب ابن قتيبه و لا اهل لما فرط به قال:اى ليس بمستحق للمدح الذى مدح به الثامن عشر انه (لا يحسب العلم فى شى ء مما انكره) و لم يعرفه يعنى ان ذلك الرجل يعتقد ان ماله من العلم المغشوش المدلس بالشبهات الذى يكون الجهل خيرا منه بمراتب هو العم و لا يظن لغايه جهله وجود العالم لاحد فى شى ء مما جهله لاعتقاده انه اعلم العلماء و ان كل ما هو مجهول له مجهول لغيره بالطريق الاولى، و على احتمال كون يحسب من الحساب على ما مرت اليه الاشاره فامعنى انه لا يعد ما ينكره علما و لا يدخله انه لوفور جهله يظن انه بلغ غايه العلم فليس بعد ما بلغ اليه فكره لاحد موضع تفكر و مذهب صحيح. العشرون ما نبه عليه بقوله:(و ان اظلم عليه امرا كتتم به) اى ان صار عليه امر من امور الدين مظلما مشتبها لا يدرى وجه الحق فيه و لا وجه الشبهه ايضا اكتتم به و ستره من غيره من اهل العلم و غيرهم و ذلك (لما يعلم من جهل نفسه) بذلك الامر و عدم معرفته ب
ه حتى من وجه الشبهه و الراى فيستره و يخفيه و لا يساله من غيره و لا يصغى الى غيره حتى يستفيده، و ذلك لئلا يقال:انه لا يعلمه فيحفظ بذلك علو منزلته بين الناس كما المشاهد من قضاه السوء، فانهم كثيرا ما يشكل عليهم الامر فى القضايا و الاحكام فيكتمثون ما اشكل عليهم و لا يسالون اهل العلم عنه لئلا يظهر جهلم بين اهل الفضل مراعاه لحفظ المنزله و المناصب الحادى و العشرون انه (تصرخ من جور قضائه الدماء و تعج منه المواريث) و يستحل بقضائه الفرج الحرام و يحرم بقضائه الفرج الحلال، كما فى روايه الكافى الاتيه و نسبه الصراخ الى الدماء و العجيج الى المواريث، او من قبيل المجاز فى الاسناد على نحو صام نهاره مبالغه على سبيل التمثيل و التخييل بتشبيه الدماء بالانسان الباكى من جهه الظلم و الجور و اثبات الصراخ و العجيج لهما، او من قبيل الاستعاره التحقيقه التبعيه باستعاره لفظ الصراخ و العجيج لنطق الدماء و المواريث بلسان حالها المفصح عن مقالها، و وجه المشابهه ان الصراخ و العج لما كانا يصدران من ظلم و جور و كانت الدماء المهرقه و المواريث المستباحه بالاحكام الباطله ناطقه بلسان حالها مفصحه بالتظلم و الشكايه، لا جرم حسن تشبيه نطقها بالصراخ و ال
عج و استعارتهما له، فالمعنى انه تنطق الدماء و المواريث بالشكايه و التظلم من جور قضاياه و احكامه. و اما استحلال الفرج الحرام بقضائه و تحريم الفرج الحلال فاما من اجل جهله بالحكم او لخطائه و سهوه فى موضع الحكم لعدم مراعاه الاحتياط او لوقع ذلك منه عمدا لغرض دنيوى كالتقرب بالجاير او اخذ الرشوه او نحو ذلك. ثم انه عليه السلام بعد ان خص الرجلين المذكورين بما ذكر فيهما من الاوصاف المنفره على سبيل التفضيل، اردف ذلك بالتنفير عنهما على الاجمال بما يعمهما و غير هما من ساير الجهال و الضلال فقال:(الى الله اشكو من معشر يعيشون جهالا و يموتون ضلالا) و الثانى مسبب عن الاول اذا العيش على الجهاله يودى الى الموت على الضلاله (ليس فيهم سلعه) و متاع (ابور من الكتاب اذا تلى حق تلاوته) يعنى اذا فسر الكتاب و حمل على الوجه الذى انزل عليه و على المعنى الذى اريد منه اعتقدوه فاسدا و طرحوه لمنافاه ذلك الوجه و المعنى لاغراضهم (و لا سلعه انفق بيعا) اى اكثر رواجا (و لا اغلى ثمنا اذا حرف عن مواضعه) و مقاصد الاصليه و نزل على حسب اغراضهم و مقاصدهم و منشا كل ذلك و اصله هو الجهل (و لا عندهم انكر من المعروف و لا اعراف من المنكر) و ذلك لان المعروف لم
ا خالف اغراضهم و مقاصدهم طرحوه حتى صار منكرا بينهم يستقبحون فعله و المنكر لما وافق دواعيهم و لائم طباعهم لزموه حتى صار معروفا بينهم يستحسنون اتيانه هذا و ينبغى الاشاره الى الفرق بين الرجلين الموصوفين فاقول:قال الشارح المعتزلى:فان قيل:بينوا الفرق بين الرجلين اللذين احدهما و كله الله الى نفسه و الاخر رجل قمش جهلا؟ قيل:اما الرجل الاول فهو الضال فى اصول العقايد كالمشبه و المجبر و نحوهما، الا تراه كيف قال:مشغوف بكلام بدعه و دعاء ضلاله، و هذا يشعر بما قلناه من ان مراده به المتكلم فى اصول الدين و هو ضال عن الحق، و لهذا قال:انه فتنه لمن افتتن به ضال عن هدى من قبله مضل لمن يجى ء بعده، و اما الرجل فهو المتفقه فى فروع الشرعيات و ليس باهل لذلك كفقهاء السوء الا تراه كيف يقول:جالس بين الناس قاضيا، و قال ايضا:تصرخ من جور قضائه الدماء و تعج منه المواريث. و قال المحدث المجلسى قده فى كتاب مراه العقول بعد حكايه كلام الشارح على ما حكيناه:اقول:و يمكن الفرق بان يكون المراد بالاول من نصب نفسه لمناصب الافاده و الاشاره، و بالثانى من تعرض للقضاء و الحكم بين الناس و لعله اظهر و يحتمل ايضا ان يكون المراد بالاول العباد المبتدع
ين فى العمل و العباده كالمتصوفه و المرتاضين بالرياضيات الغير المشروعه، و بالثانى علماء المخالفين و من يحذو حذوهم حيث يفتون الناس بالقياسات الفاسده و الاراء الواهيه و فى الارشاده و ان ابغض الخلق عندالله عز و جل رجل و كله الله الى نفسه الى قوله:رهن بخطيئه و قد قمش جهلا، فالكل صفه لصنف واحد تكلمه استبصاريه اعلم انك قد عرفت الاشاره الى ان هذا الكلام له عليه السلام مما رواه ثقه الاسلام الكلينى فى الكافى و صاحب الاحتجاج عطر الله مضجعهما فاحببت ان اذكر ما فى الكتابين اعتضادا لما اورده الرضى (ره) فى الكتاب و معرفه لك بمواقع الاختلاف بين الروايات فاقول:روى فى الكافى عن محمد بن يحيى عن بعض اصحابه و على بن ابراهيم عن هارون ابن مسلم عن مسعده بن صدقه عن ابى عبدالله عليه السلام و على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب رفعه عن اميرالمونين عليه السلام انه قال:من ابغض الخلق الى الله تعالى لرجلين:رجل و كله الله تعالى الى نفسه و جائر عن قصد السبيل مشعوف بكلام بدعه عدولهج )1( بالصوم و الصلاه فهو فتنه لمن افتتن به، ضال عن هدى من كان قبله، مضل لمن اقتدى به فى حياته و بعد موته حمال خطايا غيره رهن بخطيئه. و رجل قمش جهلا فى جهال ال
ناس عان باغباش الفتنه قد سماه اشباه الناس عالما و لم يغن )2( فيه يوما سالما، بكر فاستكثر ما قل منه خير مما كثر حتى اذا ارتوى من آجن و اكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص (لتخليص خ) ما التبس على غيره، و ان خالف قاضيا سبقه لم يامن ان ينقص حكمه من ياتى بعده كفعله بمن كان قبله، و ان نزلت به احدى المبهات المعضلات هيالها حشوا من رايه قم قطع )3( فهو من لبس الشبهات فى مثل غزل العنكبوت لا يدرى اصاب ام اخطا لا يحسب العلم فى شى ء مما انكر و لا يرى ان وراء ما بلغ فيه مذهبا، ان قاس شيئا بشى ء لم يكذب نظره، و ان اظلم عليه امر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له:لا يعلم، ثم جسر فقضى فهو مفاتيح )4( (مفتاح خ ل) عشوات ركاب شبهات خباط جهالات لا يغتدر مما لا يعلم فيسلم، و لا يعض فى العلم بضرس قاطع فيغنم يذرى الروايات ذرو الريح الهشيم تبكى منه المواريث و تصرخ منه الدماء و يستحل بقضائه الفرج الحرام، و يحرم بقضائه الفرج الحلال لا ملى ء باصدار ما عليه ورد، و لا هو اهل لما منه فرط، من ادعائه الحق و فى الاحتجاج و روى انه عليه السلام قال:ان ابغض الخلائق الى الله رجلان:رجل و كله الله الى نفسه فهو جاير عن قصد ا
لسبيل، ساير بغير علم و لا دليل، مشعوف بكلام بدعه و دعاء ضلاله، فهو فتنه لمن افتتن به ضال عن هدى من كان قبله، مضل لمن اقتدى به فى حياته و بعد وفاته، حمال خطايا غيره، رهن بخطيئه و رجل قمش جهلا فوضع فى جهله الامه، عان باغباش فتنه، قد لهج منها بالصوم و الصلاه، عم بما فى عقد الهدانه قد سماه الله عاريا منسلخا و قد سماه اشباه الناس (الرجلان خ ل) عالما، و لما يغن فى العلم يوما سالما، بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر حتى اذا ارتوى من آجن، و اكثر من غير طائل جلس بين الناس مفتيا قاضيا ضامنا لتخليص (تلخيص خ ل) ما التبس على غيره ان خالف من سبقه لم يامن من نقض حكمه من ياتى من بعده كفعله بمن كان قبله، فان نزلت به احدى المبهمات (المعضلات خ ل) هيالها حشوا من رايه ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات فى مثل نسج العنكبوت خباط جهالات، و ركاب عشوات، و مفتاح شبهات، فهو من رايه مثل نسج (غزل خ ل) العنكبوت الذى اذا امرت به النار لم يعلم بها، لم يعض على العلم بضرس قاطع فيغنم، يذرى الروايات اذ الريح الهشيم لا ملى ء و الله باصدار ما ورد عليه، لا يحسب العلم فى شى ء مما انكره، و لا يرى ان من وراء ما ذهب فيه مذهب ناطق، و ان قاس شيئا بشى ء
لم يكذب رايه كيلا يقال له لا يعلم شيئا و ان خالف قاضيا سبقه لم يامن فى صحته حين خالفه و ان اظلم عليه امر اكتتم به لما يعلم. من معشر )1( يعيشون جهالا و يموتون ضلالا لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، تصرخ منه الدماء، و تولول منه الفتياء و تبكى منه المواريث، و يحلل بقضائه الفرج الحرام، و يحرم بقضائه الفرج الحلال و ياخذ المال من اهله فيدفعه الى غير اهله. و روى الطبرسى و المفيد فى الارشاد بعد روايه هذا الكلام نحوا مما تقدم انه عليه السلام قال بعد ذلك:ايها الناس عليكم بالطاعه و المعرفه بمن لا تعذرون بجهاله، فان العلم الذى هبط به آدم عليه السلام و جميع ما فضلت به النبيون الى الخاتم النبيين فى عتره نبيكم محمد صلى الله عليه و آله و سلم، فانى يتاه بكم بل اين تذهبون يا من نسخ من اصلاب اصحاب السفينه هذه مثلها فيكم فاركبوها، فكما نجا فى هاتيك من نجا فكذلك ينجو فى هذه من دخلها انارهين بذلك قسما حقا و ما انا من المتكلفين، و الويل لمن تخلف ثم الويل لمن تخلف. اما بلغكم ما قال فيكم نبيئكم؟ حيث يقول فى حجه الوداع:انى تاركم فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى، كتاب الله و عترتى اهل بيتى و انهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض
، فانظروا كيف تخلفونى فيهما، الا هذا عذب فرات فاشربوا، و هذا ملح اجاج فاجتنبوا. الترجمه:از جمله ى كلام آن عالى مقام است در صفت كسبكه متصدى شود به حكم كردن ميان امه محمديه و حال اينكه اهليت نداشته باشد، به تحقيق كه دشمن ترين خلق به سوى دو مردند يكى از اين دو نفر مردى است كه باز گذاشته باشد حقتعالى او را به نفس خودش، و الطاف خفيه ى خود را از او سلب نموده باشد پس آن بد روزگار تبه كار ميل كننده است از ميانه راه راست بميان دل او رسانيده شده است سخنان بدعه و جهالت با اينكه دلسوخته شده است از فرط محبت به اين كلام بدعه، و به خواندن مردم به گمراهى و ضلالت، پس آن مرد فتنه و بلا است مر آنكسى را كه در فتنه و بلا افتاده باشد بواسطه او گمراه است از راه راست و طريقه مستقيم آنكسيكه بوده است پيش او گمراه است از راه راست و طريقه مستقيم آنكسيكه بوده است پيش او گمراه كننده است هر كسى را كه اقتدا نمايد او را در حال حيات او و بعد از وفات او، بردارنده است بار گناهان غير خود را، در گرو است به گناه خود و گرفتار است بكار تباه خود. و دومى از اين دو نفر مردى است كه جمع كرده جهالت را سرعه كننده است باينكه وضيع و پست گردانيده شده در ميا
ن جاهلان امه، غافل است در ظلمات خصومات بى بصيرت است به آنچه در عقد صلحست از مصالح مصالحه، به تحقيق كه نام نهاده اند او را جهال مردمان كه در صورت انسان و در معنى حيوان ميباشند عالم بعلوم شريعت و حال آنكه عالم نيست، بامداد كرد پس بسيار نمود از جمع آوردن چيزى كه اندكى آن از او بهتر است از آنچه بسيار است، يا آنكه از جمع آوردن چيزيكه كمى او بهتر است از زياده آن مراد فكرهاى فاسده و رايهاى باطله است تا اينكه چون سيراب شد از آب متعفن گنديده، و پر شد از مسايل بى فايده ناپسنديده نشست در ميان مردم در حالتيكه حكم كننده است ميان ايشان، ضامن است از براى خالص كردن آن چيزى كه مشتبه است حل آن بر غير او، پس اگر نازل بشود بر او يكى از قضاياى مشكله مهيا ميكند از براى آن سخنان بى فايده ضعيف و سست از راى باطله ى خود، پس از ان جزم و قطع كند به آن كلام، پس او از پوشيدگى و التباس شبه ها افتاده است در امور واهيه كه مثل تار عنكبوت است، نميداند بصواب حكم ميكند يا به خطاء حكم نمايد اميد ميدارد كه صواب گفته باشد نادانست بسيار خبط كننده در نادانيها ضعيف البصر است در ظلمات جهل سواره ى شبهات، نگزيده علم و دانش بدندان برنده و اين كنايه است از
عدم ايقان بر قوانين شرعيه و عدم اتقان مسائل دينيه، منتشر ميسازد و مى پراند روايات را مثل پراندن و منتشر كردن باد گياه خشك را، به خدا سوگند كه نيست قادر و توانا بباز گردانيدن و جواب دادن وارد شده است بر او مسائل، گمان نميبرد كه علمى كه وراى اعتقاد اوست فضيلتى داشته باشد، و گمان نميكند اينكه از وراى آنچه رسيده است به او مذهبى بوده باشد مر غير او را و اگر پوشيده و پنهان باشد بر او كارى پنهان ميكند آنرا بجهه آنكه ميداند از جهل نفس خود به مسائل و ميخواهد كه آشكار نشود حال او بارباب فضائل فرياد ميكند از جور حكم او خونهاى ناحق ريخته، و مينالد از ستم او ميراثهاى ماخوذ با حكمهاى باطله به سوى خداوند شكايت مى كنم از جماعتى كه زندگانى مى كنند در حالتى كه جاهلانند، و ميميرند در حالتيكه گمراهانند، نيست در ميان ايشان هيچ متاعى كه كاسدتر باشد از كتاب الله وقتى كه خوانده شود حق خواندن بدون تحريف و تغيير، و نيست هيچ متاعى كه رواج تر باشد از روى فروختن و نه پربها باشد از كتاب خدا وقتى كه تحريف و تغيير داده شود از مواضع خود، و نيست نزد ايشان زشت تر از معروف و نه نيكوتر از منكر، و الله العالم