کنز الفوائد جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کنز الفوائد - جلد 1

ابو الفتح الکراجکی؛ مصحح: عبدالله نعمه

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين و آله الطاهرين .

الأدلة على أن الصانع واحد :


و بعد فمن الأدلة على أن صانع العالم واحد أما الذي يعتمده أكثرالمتكلمين فدليل التمانع و هو أنه لو كان لصانع العالم ثان لوجب أن يكون قديما و إذا كان كذلك ماثله و إذا ماثله صح أن يريد أحدهما ضد ما يريده الآخر فيقع التمانع كإرادة أن يحرك جسما في وقت و أراد الآخرأن يسكنه فيه. و إذا صح ذلك لم يخل الأمر من ثلاث خصال إما أن يصح وقوع مراديهما من غير تضاد و لا تمانع بينهما فيكون الجسم في وقت واحد ساكنا و متحركا و هذا محال و إما أن لا يصح وقوعهما و لا شي ء منهما فهذا هو التمانع المبطل لوقوع مراديهما و هو دليل على ضعفهما و إما أن يقع مراد أحدهما دون الآخر فهو دليل على أن من لم يقع مراده ممنوع ضعيف خارج من أن يكون قديما لأن من صفات القديمأن يكون قادرا لنفسه لا يتعذر عليه فعل اراده.

فإن قيل لم قلتم إنه إن كان معه ثان يصح أن يريد ضد مراده قلنا لأن من حق القادر أن يصح منه الشي ء و ضده لا سيما إذا كان قادرا لنفسه فإذا كانا قادرين لأنفسهما صح ما ذكر بينهما.

فإن قيل إن التمانع لا يقع منهما لأنهما عالمان فكل واحد منهما يعلم أن مراد صاحبه حكمة فلا يريد ضده قلنا إن الكلام مبني على صحة ذلك دون كونه فإن لم يكن واحد منهما يريد أن يمنع صاحبه فكونه قادرا يعطي أنه ممكن منه و إن لم يفعل و تصح إرادته و لا تستحيل منه و يحصل من ذلك تقدير التمانع بينهما و جوازه.

فإن قيل لم ذكرتم أنهما إذا لم يقع مرادهما جميعا إن ذلك لضعفهما قلنا لتساوي مقدورهما و عند تساويه لا يكون فعل أحدهما أحقبالوجود من فعل الآخر و في ذلك إبطال أفعالهما و هو معنى قول الله عز و جل لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فإن قيل فلم قلتم إن وجود مراد أحدهما دليل على ضعف الآخر قلنا لما في ذلك من رجحانه في قدرته على صاحبه فلو لا أنه أقدر منه لما وقع مراده دونه و هذا يوضح عن ضعف من لم يقع مراده.

دليل آخر :

و قد احتج أصحابنا بدليل التمانع على وجه آخر فقالوا إنهما لو كانا اثنين كان لا يخلو أحدهما من أن يكون يقدر على أن يكتم صاحبه شيئا أو لا يقدر على ذلك.

فإن كان يقدر فصاحبه يجوز عليه الجهل و من جاز عليه الجهلفليس بإله قديم و إن كان لا يقدر فهو نفسه عاجز و العاجز ليس بإله قديم.

دليل آخر :


و مما يدل على أن صانع العالم واحد أنه لو كان معه ثان كان لا يخلو أمرهما في فعلهما للعالم من أحد وجهين. إما أن أمرهما في فعلهما للعالم من أحد وجهين أما أن كل واحد منهما فعل جميعه حتى يكون الذي فعله أحدهما هو الذي فعله صاحبه أو يكون كل واحد منهما انفرد ببعض منه.

و في الوجه الأول إيجاب فعل واحد من فاعلين و هذا يبطل في فصل و في الوجه الثاني إيجاب تميز فعل كل واحد منهما عن فعل الآخر لأن القادر الحكيم إذا فعل فعلا حسنا لم يجز إلا ليجعله دالا عليه و موسوما به و مميزا عن فعل غيره لا سيما إذا كان داعيا إلى شكر نعمته و موجبا لمعرفته و لا طريق لأحد إلى معرفته إلا بفعله. فلما لم يكن فعل ما شاهدناه من السماء و الأرض و غيرهما مما يدلعلى أن بعضه لواحد و بعضه لآخر و إنما يدل على أن له فاعلا فقط علمنا أن الفاعل له واحد و هو الله تعالى ذكره.

فإن قيل فإنا نجد العالم على قسمين جواهر و أعراض و كل واحد من الجنسين مميز عن الآخر فألا دل هذا على الصانعين قلنا لو كان صانع الجواهر غير صانع الأعراض لكانا محتاجين بل عاجزين لأن أحدهما لا يقدر أن يفعله بانفراده و هويفتقر إلى صاحبه لاستحالة وجود الجوهر بغير عرض و العرض بغير جوهر إلا ما انفرد به قوم من إرادة القديم و فناء العالم.

دليل آخر :


و هو أن العالم لو كان صانعه اثنينلكانا غيرين و حقيقة الغيرين هما اللذان يجوز وجود أحدهما و عدم الآخر إما من الزمان أو المكان أو على وجه من الوجوه أو كان يجوز ذلك. و لسنا نجد أحدا من ذوي العقول الصحيحة السليمة التي لم تعترضها الشبهة الحادثة تعرف غيرين إلا و هو يعرف أنها هكذا و لا يعلم شيئين هكذا إلا و هو يعلم أنهما غيران. و هذا يمنع من أن يكونصانع العالم اثنين لما في ذلك من جواز عدم أحدهما و من جاز عدمه فليس بقديم و في بطلان قدم أحدهما دليل على أنه داخل في جملة المحدثين و أن صانع العالم هو الواحد القديم و من خالفنا في حد الغيرين فليوجد لنا شيئين متفقين على وجودهما ليس هذاحكمهما.

دليل آخر :


و قد اعتمد البلخي دليلا مفردا على أن صانع العالم واحد لم يحتج أن يذكر فيه تقدير وجود الاثنين فقال الذي يدل على ذلك أناوجدنا العالم محدثا و لا بد له من محدث و وجدنا من تجاوز هذا القول بأن المحدث له واحد فزعم أنه اثنان لا نجد فرقا بينه و بين من زعم أنه ثلاثة و كذلك لا نجد فرقا بينه و بين من زعم أنه أربعة و كل عدة تجاوزت الواحد لا يقدر القائل بها على فرق بينه و بين من زاد فيها و لا نجد حجة توجب قوله دون قول خصمه فيها.

فلما فسد قولكل من ادعى الزيادة على الواحد و ليس مع أحدهم رجحان بحجته و تكافأت أقوالهم في دعوى الزيادة دل على أن الصانع واحد لا أكثر من ذلك و لأن الدليل ثبت على وجود الصانع و لم يثبت على ما يزيد على واحد ثم عارض نفسه فقال إذا قال قائل إنكم قد تجدون دارا مبنية يدل بناؤها على أن لها بانيا ثم لا يجدون فرقا بين من زاد على واحد فقال إن بانيها اثنان و بين من قال ثلاثة و كذلك كل عدة حتى لا يتميز بعض الأقوال على بعض حجة أ فتقطعون على أن صانع الدار واحد و انفصل عن هذه المعارضة بأن قال إن المثبت للدار صانعا واحدا أو صانعين فقد نجد فرقا بينه و بين من زاد عليه و دليلا على قوله دون قول من خالفه و ذلك أن صناع الدار يجوز أن يشاهدهم من شاهدها و يجوز أن يرد الخبر إليه بعددهم ممن شاهدهم يبنونها و ليس كذلك صانعالعالم و هذا فرق واضح بين الموضعين و لوضوحه يعلم بطلان مذهب الثنوية على اختلافهم و النصارى في التثليث و من جرى مجراهم و الحمد لله .

فصل من كلام رسول الله (ص) :


في الخصال من واحد إلىعشرة .

و روي عن رسولالله (ص) أنه قال خصلة من لزمها أطاعته الدنيا و الآخرة و ربح الفوز بالجنة قيل ماهي يا رسول الله قال التقوى من أراد أن يكون أعز الناس فليتق الله عز و جل ثم تلا وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لايَحْتَسِبُ . و قال : المؤمن بين مخافتين بين عاجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه و بين آجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه .

و قال (ص) : و من وقي شر ثلاث فقد وقي الشر كله لقلقه و قبقبه و ذبذبه .

فلقلقه لسانه و قبقبه بطنه و ذبذبه فرجه :

و قال (ص) : أربع خصال من الشقاء جمود العين و قساوة القلب و الإصرار على الذنب و الحرص على الدنيا .

و قال (ص) خمس لا يجتمعن إلا في مؤمن حقا يوجب الله له بهن الجنة النور في القلب و الفقه في الإسلام و الورع في الدين و المودة في الناس و حسن السمت في الوجه .

و قال (ص) اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم و أدوا إذا اؤتمنتم و احفظوا فروجكم و غضوا أبصاركم و كفوا أيديكم .

و قال (ص) أوصانيربي بسبع أوصاني بالإخلاص في السر و العلانية و أن أعفو عمن ظلمني و أعطي من حرمني و أصل من قطعني و أن يكون صمتي فكرا و نظري عبرا .

و حفظ عنه (ص) ثمان قال أ لا أخبركم بأشبهكم بي خلقا قالوا بلى يا رسول الله قال أحسنكم خلقا و أعظمكم حلما و أبركم بقرابته و أشدكم حبا لإخوانه في دينه و أصبركم على الحق و أكظمكم للغيظ و أحسنكم عفوا و أشدكم من نفسه إنصافا .

و قال (ص) الكبائرتسع أعظمهن الإشراك بالله عز و جل و قتل النفس المؤمنة و أكل الربا و أكل مال اليتيم و قذف المحصنة و الفرار من الزحف و عقوق الوالدين و استحلال البيت الحرام والسحر فمن لقي الله عز و جل و هو بري ء منهن كان معي في جنة مصاريعها من ذهب و قال الإيمان في عشرة المعرفة و الطاعة و العلم و العمل و الورع والاجتهاد و الصبر و اليقين و الرضا و التسليم فأيها فقد صاحبه بطل نظامه .

فصل من فضائل أمير المؤمنين (ع) و النصوص عليه من رسول الله (ص) :


من جملة ما رواهلنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان القمي رحمه الله بمكة في المسجدالحرام قال حدثني نوح بن أحمد بن أيمن رحمه الله قال حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبيحصين قال حدثني جدي قال حدثني يحيى بن عبد الحميد قال حدثني قيس بن الربيع قالحدثني سليمان الأعمش عن جعفر بن محمد قال حدثني أبي قال حدثني علي بن الحسين عنأبيه قال أبي أمير المؤمنين علي (ع) قال قال رسول الله (ص) يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المتقين يا علي أنت سيد الوصيين و وارث علم النبيين و خير الصديقين و أفضلالسابقين يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين و خليفة خير المرسلين يا علي أنت مولىالمؤمنين و الحجة بعدي على الناس أجمعين استوجب الجنة من تولاك و استوجب دخولالنار من عاداك يا علي و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني على جميع البرية لو أن عبداعبد الله تعالى ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك و ولاية الأئمة من ولدك وأن ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائك و أعداء الأئمة من ولدك بذلك أخبرنيجبرئيل (ع) فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر .

و حدثنا الشيخ أبو الحسن بن شاذان قال حدثني أبو الحسن علي بن أحمد بنمتويه المقري قال حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا محمد بن علي قال حدثنا علي بنعثمان قال حدثنا محمد بن فرات عن محمد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أبيهقال قال رسول الله علي بن أبي طالب خليفة الله و خليفتي حجة الله و حجتي وباب الله و بابي و صفي الله و صفيي و حبيب الله و حبيبي و خليل الله و خليلي و سيفالله و سيفي و هو أخي و صاحبي و وزيري و وصيي حجته حجتي و مبغضه مبغضي و وليه ولييو عدوه عدوي و زوجته ابنتي و ولده ولدي و حربه حربي و قوله قولي و أمره أمري و هوسيد الوصيين و خير أمتي .

و حدثنا الشيخأبو الحسن بن شاذان قال حدثني خال أمي أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمهالله قال حدثنا علي بن الحسين قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه قال حدثني أحمد بنمحمد قال حدثني محمد بن الفضيل عن ثابت بن أبي صفية عن أبي حمزة قال حدثني علي بنالحسين عن أبيه قال حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال قال رسول اللهص إن الله فرض عليكم طاعتي و نهاكم عن معصيتي و أوجب عليكم اتباع أمري و فرض عليكممن طاعته طاعة علي بن أبي طالب بعدي كما فرض عليكم من طاعتي و نهاكم عن معصيته كمانهاكم عن معصيتي و جعله أخي و وزيري و وصيي و وارثي و هو مني و أنا منه حبه إيمانو بغضه كفر محبه محبي و مبغضه مبغضي و هو مولى من أنا مولاه و أنا مولى كل مسلم ومسلمة و أنا و هو أبوا هذه الأمة .

فصل من كلام أمير المؤمنين (ع) و آدابه في فضل الصمت و كف اللسان :


من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه .

من كثر كلامه كثر خطؤه و من كثر خطؤه قل حياؤه و من قل حياؤه قل ورعه و من قل ورعه مات قلبه و من مات قلبه دخل النار .

إذا فاتك الأدب فالزم الصمت .

العافية في عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا عن ذكر الله عز و جل .

كم نظرة جلبت حسرة و كم من كلمة سلبت نعمة .

من غلب لسانه أمره قومه .

المرء يعثر برجله فيبرأ و يعثر بلسانه فيقطع رأسه و لسانه احفظ لسانك فإن الكلمة أسيرة فيوثاق الرجل فإن أطلقها صار أسيرا في وثاقها .

عاقبة الكذب شر عاقبة .

خير القول الصدق .

و في الصدق السلامة و السلامة مع الاستقامة .

لا حافظ أحفظ من الصمت .

إياكم و النمائم فإنها تورث الضغائن .

هانت عليه نفسه من أمر عليه لسانه .

الصمت نور إن الله عز و جل جعل صورة المرأة في وجهها و صورة الرجل في منطقه .

مختصر التذكرة بأصول الفقه :


استخرجته من كتاب شيخنا المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمانرضي الله عنه و قدس سره بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله أهل الحمد و مستحقه وصلاته على خيرته المصطفين من خلقه سيدنا محمد رسوله الدال بآياته على صدقه و علىأهل بيته الأئمة القائمين من بعده بحقه.

سألت أدام الله عزك أن أثبت لك جملا منالقول في أصول الفقه مختصرة لنكون لك تذكرة بالمعتقد في ذلك ميسرة و أنا أسير إلىمحبوبك و أنتهي إلى مرادك و مطلوبك بعون الله و حسن توفيقه.

اعلم أن أصول أحكامالشريعة ثلاثة أشياء كتاب الله سبحانه و سنة نبيه (ص) و أقوال الأئمة الطاهرين منبعده صلوات الله عليهم و سلامه.

و الطرق الموصلة إلى علم المشروع في هذه الأصولثلاثة أحدها العقل و هو سبيل إلى معرفة حجية القرآن و دلائل الأخبار و الثاني اللسانو هو السبيل إلى المعرفة بمعاني الكلام و ثالثها الأخبار و هي السبيل إلى إثباتأعيان الأصول من الكتاب و السنة و أقوال الأئمة ع.

و الأخبار الموصلة إلى العلمبما ذكرناه ثلاثة أخبار خبر متواتر و خبر واحد معه قرينة تشهد بصدقه و خبر مرسل فيالإسناد يعمل به أهل الحق على الاتفاق.

و معاني القرآن علىضربين ظاهر و باطن. و الظاهر هو المطابق لخاص العبارة عنه تحقيقا على عادات أهلاللسان كقوله سبحانه
إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَ لكِنَّالنَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

فالعقلاء العارفون باللسان يفهمون من ظاهر هذااللفظ المراد. و الباطن هو ما خرج عن خاص العبارة و حقيقتها إلى وجوه الاتساعفيحتاج العاقل في معرفة المراد من ذلك إلى الأدلة الزائدة على ظاهر الألفاظ كقولهسبحانه أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ.
فالصلاة في ظاهر اللفظ هي الدعاءحسب المعهود بين أهل الفقه و هي في الحقيقة لا يصح منها القيام و الزكاة هي النموعندهم بلا خلاف و لا يصح أيضا فيها الإتيان و ليس المراد في الآية ظاهرها و إنماهو أمر مشروع فالصلاة المأمور بها فيها هي أفعال مخصوصة مشتملة على قيام و ركوع وسجود و جلوس.

و الزكاة المأمور بها فيها هي إخراج مقدار من المال على وجه أيضامخصوص و ليس يفهم هذا من ظاهر القول فهو الباطن المقصود.

و أنواع أصول معانيالقرآن أربعة أحدها الأمر و ما استعير له لفظه و ثانيها النهي و ما استعمل فيهلفظه و ثالثها الخبر مع ما يستوعبه لفظه و رابعها التقرير و ما وقع عليه لفظه.

و للأمر صورة محققة في اللسان يتميز بها عن غيره في الكلام و هي قولك افعل إذا وردمرسلا على الإطلاق و إن كانت هذه اللفظة تستعمل في غير الأمر على سبيل الاتساع والمجاز كالسؤال و الإباحة و الخلق و المسخ و التهديد.

والأمر المطلق يقتضي الوجوب و لا يعلم الندب إلا بدليل و إذا علق الأمر بوقت وجبالفعل في أول الوقت و كذلك إطلاقه يقتضي المبادرة بالفعل و التعجيل و لا يجب ذلكأكثر من مرة ما لم يشهد بوجوب التكرار الدليل فإن تكرر الأمر وجب تكرار الفعل مالم تثبت حجة بأن المراد بتكراره التأكيد. فأما الأمران إذا عطف أحدهما على الآخرفالواجب أن يراعى فيهما الاتفاق في الصورة و الاختلاف فإن اتفقا دل ذلك علىالتأكيد و إن اختلفا كان لهما حكمان و القول في الخبرين إذا تساويا في الصورةكالقول في الأمرين.

و امتثال الأمر مجز لصاحبه و مسقط عنه فرض ما كان وجب من الفعلعليه و إذا ورد لفظ الأمر معاقبا لذكر الحظر أفاد الإباحة دون الإيجاب كقول اللهتعالى فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ بعد قوله إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ
و إذاورد الأمر بفعل أشياء على طريق التخيير كوروده في كفارة اليمين فكل واحد من تلكالأشياء واجب بشرط اختيار المأمور و ليست واجبة على الاجتماع و لا بالإطلاق و مالا يتم الفعل إلا به واجب كوجوب الفعل المأمور به و كذلك الأمر بالمسبب دليل علىوجوب فعل السبب.

و الأمر بالمراد دليل على فعل الإرادة و ليس الأمر بالشي ء هوبنفسه نهي عن ضده و لكنه يدل على النهي عنه بحسب دلالته على حظره .

و باستحالة اجتماع الفعل و تركه يقتضي صحة النهيالعقلي عن ضد ما أمر به.

و إذا ورد الأمر بلفظ المذكر مثل قوله يا أيها الذينآمنوا و يا أيها المؤمنون و المسلمون و شبهه فهو متوجه بظاهره إلى الرجال دونالنساء و لا يدخل تحته بشي ء من الإناث إلا بدليل سواه فأما تغليب المذكر علىالمؤنث فإنما يكون بعد جمعها بلفظهما على التصريح ثم يعبر عنهما من بعده بلفظالمذكر.

و متى لم يجر للمؤنث بما يخصه من اللفظ فليس يقع العلم عند ورود لفظالمذكر بأن فيه تغليبا إلا أن يثبت أن المتكلم قصد الإناث و الذكور معا بدليل فأماالناس فكلمة تعم الذكور و الإناث و أما القوم فكلمة تعم الذكور دون الإناث. و إذاورد الأمر مقيدا بصفة يخص بها بعض المكلفين فهو مقصور على ذي الصفة غير متعدية إلىغيره إلا بدليل كقوله تعالى يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ
و إذا وردبصفة تتعدى المذكور إلى غيره من المكلفين كان متوجها إلى سائرهم على العموم إلا ماخصه الدليل كقوله عز و جل
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَفَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ.

و الأمر بالشي ء لا يكون إلا قبله لاستحالة تعلقالأمر بالموجود و الأمر متوجه إلى الطفل بشرط البلوغ و كذلك الأمر للمعدوم بشرطوجوده و عقله الخطاب و يصح أيضا توجه إلى من يعلم من حاله أنه يعجز في المستقبلعما أمر به أو يحال بينه و بينه أو يخترم دونه كما يجوز في ذلك من مصلحة المأمورفي اعتقاده فعل ما أمر به و اللطف له في استحقاقه الثوابعلى نيته و إمكان استصلاح غيره من المكلفين بأمره.

فأما خطاب المعدوم و الجمادات والأموات فمحال و الأمر أمر بعينه و نفسه فأما النهي فله صورة في اللسان محققةيتميز بها عن غيره و هي قولك لا تفعل إذا ورد مطلقا و النهي في الحقيقة لا يكونمنك إلا لمن دونك كالأمر و النهي موجب للترك المستدام ما لم يكن شرط يخصه بحال أوزمان. فأما الخبر فهو ما أمكن فيه الصدق و الكذب و له صيغة مبنية يتفصل بها ممايخالفه في معناه و قد يستعار صيغته فيما ليس بخبر كما يستعار غيرها من صيغ الحقائقفيما سواه على وجه الاتساع و المجاز قال الله عز و جل وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً
هو من الآية 97- من آل عمرانفهو لفظ بصيغة الخبر و المراد به الأمر بأن يؤمن من دخله.

و العام في معنى الكلامما أفاد لفظه اثنين فما زاد و الخاص ما أفاد واحدا دون سواه لأن أصل الخصوصالتوحيد و أصل العموم الاجتماع و قد يعبر عن كل منها بلفظ الآخر تشبها و تجوزا قالالله تعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ
فعبرعن نفسه سبحانه و هو واحد بلفظ الجمع و قال سبحانه
الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُإِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ.

و كان سبب نزول هذه الآية أن رجلا قاللأمير المؤمنين (ع) قبل وقعة أحد إن أبا سفيان قد جمع لكم الجموع فقال أمير المؤمنينع حسبنا الله و نعم الوكيل فأما اللفظ المعبر به عن العام فهو كقوله عز و جلوَ الْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها و إنما أراد به الملائكة و قوله يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
يريد يا أيها الناس. و كل لفظ أفادمن الجمع ما دون استيعاب الجنس فهو عام في الحقيقة خاص بالإضافة كقوله عز و جل فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ ءٍ
و لم يفتح لهم أبواب الجنات و لاأبواب النار و قوله ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً
و إنما أراد بعض الجبال و كقول القائل جاءنا فلان بكل عجيبة و الأمثال في ذلك كثيرة و هوكله عام في اللفظ خاص مقصور عن الاستيعاب. فأما العموم المستوعب للجنس فهو ما أفاد من القول نهاية ما دخل تحته و صح للعبارة عنه في اللسان قال الله عز و جل
وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَ يَبْقى وَجْهُرَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ

فأما الألفاظ المنسوبة إلى الاشتراك فهي علىأنحاء. فمنها ما هو مبني لمعنى سائغ في أنواع مختلفات كاسم شي ء على التنكير فهو وإن كان في اللغة موضوعا للموجود دون المعدوم فهو يعم الجواهر و الأجسام و الأعراضغير أن لكل ما شمله مما عددناه أسماء على التفصيل مبينات يخص كل اسم نوعه دون ماسواه و منها رجل و إنسان و بهيمة و نحو ذلك فإنه يقع علىكل اسم من هذه الأسماء على أنواع في الصور و الهيئات و هو موضوع في الأصل لمعنىيعم جميع ما في معناه. و من الألفاظ المشتركة ضرب آخر و هو قولهم عين و وقوع هذهاللفظة على جارحة البصر و على الماء و الذهب و جيد الأشياء و صاحب الخير و ميلالميزان و غير ذلك فهذه اللفظة بمجردها غير مبنية لشي ء مما عددناه و إنما هي بعضالمسمى و تمامه وجود الإضافة أو ما يقوم مقامها من الصفة المخصوصة.

و إذا ورداللفظ و كان مخصوصا بدليل فهو على العموم فيما بقي تحته مما عدا المخصوص و يقالإنه عام على المجاز لأنه منقول عما بني له من الاستيعاب إلى ما دونه من المخصوص وحقيقة المجاز هي وضع اللفظ على غير ما بني له في اللسان فلذلك قلنا إنه مجاز.

و إذا ورد لفظان عامان كل منهما يرفع حكم صاحبه و لم يعرف المتقدم منهما من المتأخرفيقال إن أحدهما منسوخ و الآخر ناسخ وجب فيها الوقف و لم يجز القضاء بأحدهما علىالآخر إلا أن يحضر دليل. و ذلك كقوله سبحانه
وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَإِخْراجٍ
و هذا عموم في جميع الأزواج المختلفات بعد الوفاة و قوله
وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً

و هذا أيضا عام و حكمهما متنافيان فلو لا أن العلمقد أحاط بتقديم إحداهما فوجب القضاء بالمتأخرة الثانية منهما لكان الصواب هو الوقفدون الحكم بشي ء منهما.

و كذلك إذا ورد حكمان في قضية واحدة أحدهما خاص و الآخرعام و لم عرف المتقدم من المتأخر منهما و لم يمكن الجمعبينهما وجب التوقف فيهما مثل ما روي عن النبي (ص) أنه قال لا نكاح إلا بولي و الرواية عنه من قولهليس للولي مع البنت أمر .

/ 16