کنز الفوائد جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کنز الفوائد - جلد 1

ابو الفتح الکراجکی؛ مصحح: عبدالله نعمه

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





و قد روى الثقات عن الصادق جعفر بن محمد (ع) أنه قال لما بات علي (ع) علىالفراش أوحى الله تعالى إلى ملكين من ملائكته لم يكن في الملائكة أشد ائتلافا ومؤاخاه منهما فقال إني مميت أحدكما فاختارا قال فتدافعا الموت بينهما و آثر كل واحدمنهما البقاء فأوحى الله تعالى إليهما أين أنتما عن عبدي هذا الراضي بالموت البائتعلى فراش ابن عمه يقيه الردى بنفسه أما إني قد علمت من سريرته أن تلف نفسه أحبإليه من أن تؤخذ شعره من شعر ابن عمه انزلا إليه فاحفظاه و اكلآه إلى الصبح فلمتزل عين المشركين تلحظه و الملائكة الكرام تحفظه إلى أن كان وقت الصبح و هجمالمشركون عليه للقتل فألقى الله تعالى في قلوبهم لما أراده من حياته أن يوقظوه مننومه فقالوا ننبهه ليرى أنا ظفرنا به قبل قتله فلما فعلوا ذلك وثب إليهم أميرالمؤمنين (ع) و في يده سيفه فتولوا عنه هاربين فقال لهم أمير المؤمنين (ع) دخلتم و أنانائم فادخلوا و أنا منتبه فقالوا لا حاجة لنا فيك يا ابن أبي طالب .




فصل في روايات ابن شاذان رحمه الله :




حدثنا الشيخالفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان رضي الله عنه بمكة فيالمسجد الحرام



قال حدثني محمد بن سعيد المعروف بالدهقانقال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن منصور قال حدثنا أحمد بن عيسىالعلوي قال حدثنا حسين بن علوان عن أبي خلد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده الحسينبن علي عن أمير المؤمنين علي (ع) قال دخلت على النبي (ص) و هو في بعض حجراته فاستأذنتعليه فأذن لي فلما دخلت قال لي يا علي أ ما علمت أن بيتي بيتك فما لك تستأذن عليفقلت يا رسول الله أحببت أن أفعل ذلك قال يا علي أحببت ما أحب الله و أخذت بآدابالله فقال يا علي أ ما علمت أنك أخي أما أنه أبى خالقي و رازقي في أن يكون لي سردونك يا علي أنت وصيي من بعدي و أنت المظلوم المضطهد بعدي يا علي الثابت عليككالمقيم معي و مفارقك مفارقي يا علي كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأن الله تعالىخلقني و إياك من نور واحد .




و حدثنا الشيخ أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان قال حدثني أحمد بن محمد بن محمد رضيالله عنه قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن سنانقال حدثنا زياد بن المنذر قال حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء بعدي أفضل من علي بن أبي طالب و إنه إمام أمتيو أميرها و إنه لوصيي و خليفتي عليها من اقتدى به بعدي اهتدى و من اهتدى بغيره ضلو غوى إني أنا النبي المصطفى ما أنطق بفضل علي بن أبي طالب عن الهوى إن هو إلا وحييوحى نزل به الروح المجتبى عن الذي له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما وما تحت الثرى .




و حدثنا الشيخ أبو الحسن بن شاذان قال حدثنا محمد بن محمد بن مرة رحمهالله قال حدثنا الحسن بن علي العاصمي قال حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشواربقال حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي قال حدثنا سور بن طريف



عن الأصبغ قال سئل سلمان الفارسي رحمه الله عن علي بن أبي طالب قال سمعت رسول الله صيقول عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فأحبوه و كبيركم فاتبعوه و عالمكمفأكرموه و قائدكم إلى الجنة فعزروه و إذا دعاكم فأجيبوه و إذا أمركم فأطيعوه وأحبوه لحبي و أكرموه لكرامتي ما قلت لكم في علي إلا ما أمرني به ربي .




مسألة :




سألني رجل من أهل الخلاف فقال إنا نراكم معشر الشيعة تكثرون القولبأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر و عمر و عثمان و تناظرون علىذلك و ترددون هذا الكلام و إطلاق هذا اللفظ منكم يضاد مذهبكم و يناقض معتقدكم ولستم تعلمون أن التفضيل بين الشيئين لا يكون إلا و قد شمل الفضل لهما ثم زاد فيالفضل أحدهما على صاحبه و أن ذلك لا يجوز مع تعري أحدهما من خلال الفضل . على كل حال ،لم جهلتم ذلك من معنى الكلام ، فإن زعمتم أن لأبي بكر و عمر و عثمان قسطا من الفضليشملهم به يصح به القول إن أمير المؤمنين (ع) أفضلهم تركتم مذهبكم و خالفتم سلفكم ، وإن مضيتم على أصلكم و نفيتم عنهم جميع خلال الفضل على ما عهد من قولكم لم يصحالقول بأن أمير المؤمنين (ع) أفضل منهم.




الجواب :




فقلت له ليس في إطلاق أن القول بأنأمير المؤمنين (ع) أفضل من أبي بكر و عمر و عثمان ما يوجب على قائله ما ذكرتم فيالسؤال و الشيعة أعرف من خصومهم بمواقع الألفاظ و معاني الكلام و ذلك أن التفضيل وإن كان كما وصفت يكون بين الشيئين إذا اشتركا في الفضل و زاد أحدهما على الآخر فيهفقد يصح أيضا فيهما إذا اختص بالفضل أحدهما و عرى الآخر منه و يكون معنى قول القائلهذا أفضل من هذا أنه الفاضل دونه و أن الآخر لا فضل له و ليس في هذا خروج عن لسانالعرب و لا



مخالفة لكلامها و كتاب الله تعالى يشهد به و إنأشعار المتقدمين يتضمنه . قال الله جل اسمه أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلًا
يعني أنهم خير من أصحاب النار و قد علم أنأصحاب النار أصحاب شر و لا خير فيهم. و وصف النار في آية أخرى فقال
بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً إِذا رَأَتْهُمْمِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً إلى قوله وَ ادْعُوا ثُبُوراً
ثم قال
قُلْ أَ ذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَالْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَ مَصِيراً.

فذكر سبحانه أن الجنة و ما أعدفيها خير من النار و نحن نعلم أنه لا خير في النار. و قال تعالى في آية أخرى قُلْ أَ فَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ و قال وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ.
و المعنى في ذلكهين لأن شيئا لا يكون أهون على الله من شي ء فكذلك قولنا هذا أفضل يكون المراد به هذا الفاضل.




و ليس بعد إيراد هذه الآيات لبس في السؤال يعترض العاقل و قد قال حسانبن ثابت في رجل هجا سيدنا رسول الله (ص) من المشركين .







  • هجوت محمدا برا تقيا
    أ تهجوه و لست له بكفؤ
    و قد علمنا أنه لا شر في
    النبي (ع) و لا خير فيمن هجاه.



  • و عند الله في ذاك الجزاء
    فشركما لخيركما فداء
    النبي (ع) و لا خير فيمن هجاه.
    النبي (ع) و لا خير فيمن هجاه.









و قال غيره من الجاهلية :







  • خالي بنو أنس و خال سراتهم
    أوس فأيهما أدق و ألأم



  • أوس فأيهما أدق و ألأم
    أوس فأيهما أدق و ألأم




يريد فأيهما الدقيق و اللئيم و ليس المعنى فيه أن الدقة و اللؤم قداشتملا عليهما ثم زاد أحدهما على صاحبه فيهما.




و على هذا المعنى فسر عثمان بن الجني قول المتنبئ :




أعق خليليه الصفيين لائمه .




و أنهما لم يشتركا في العقوق ثم زاد أحدهما على الآخر صاحبه فيه معكونهما خليلين صفيين و إنما المراد أن الذي يستحيل منهما عن الصفا فيصير عاقالائمه. و الشواهد في ذلك كثيرة و فيما أوردته منها كفاية في إبطال ما ألزمت ودلالة على أن الشيعة في قولها إن أمير المؤمنين (ع) أفضل من أبي بكر و عمر و عثمانلم تناقض لها مذهبا و لا خالفت معتقدا و إن المراد بذلك أنه الفاضل دونهم و المختصبهذا الوصف عنهم فتأمل ذلك تجده صحيحا و الحمد لله على أن من الشيعة من امتنع منإطلاق هذا المقال عند تحقيق الكلام و يقول في الجملة إنه (ع) بعد رسول الله (ص) أفضلالناس فسؤالك ساقط عنه إذ كان لا يلفظ بما ذكرته إلا على المجاز. فلما سمع السائلالجواب اعترف بأنه الصواب و لم يزد حرفا في هذا الباب و الحمد لله على خيرته منخلقه سيدنا محمد رسوله و آله الطيبين الطاهرين و سلامه و بركاته .








فصل في الرؤيا في المنام .




وجدت لشيخنا المفيد رضي الله عنه في بعض كتبه أن الكلام في باب رؤياالمنامات عزيز و تهاون أهل النظر به شديد و البلية بذلك عظيمة و صدق القول فيه أصلجليل. و الرؤيا في المنام تكون من أربع جهات :




أحدها :




حديث النفس بالشي ء و الفكر فيهحتى يحصل كالمنطبع في النفس فيخيل إلى النائم ذلك بعينه و أشكاله و نتائجه و هذامعروف بالاعتبار.




الجهة الثانية :




من الطبائع و ما يكون من قهر بعضها لبعض فيضطربالمزاج و يتخيل لصاحبه ما يلائم ذلك الطبع الغالب من مأكول و مشروب و مرئي و ملبوسو مبهج و مزعج و قد نرى تأثير الطبع الغالب في اليقظة و الشاهد حتى أن من غلب عليهالصفراء يصعب عليه الصعود إلى المكان العالي بما يتخيل له من وقوعه و يناله منالهلع و الزمع ما لا ينال غيره. و من غلبت عليه السوداء يتخيل أنه قد صعد في الهواءو ناجته الملائكة و يظن صحة ذلك حتى أنه ربما اعتقد في نفسه النبوة و أن الوحييأتيه من السماء و ما أشبه ذلك .




الجهة الثالثة :




ألطاف من الله عز و جل لبعض خلقه منتنبيه و تيسير و أعذار و إنذار فيلقى في روعة ما ينتج له تخيلات أمور تدعوه إلىالطاعة و الشكر على النعمة و تزجره عن المعصية و تخوفه الآخرة و يحصل له بها مصلحةو زيادة فائدة و فكر يحدث له معرفة.








و الجهة الرابعة :




أسباب من الشيطان و وسوسة يفعلها للإنسان و يذكره بها أمورا تحزنه و أسبابا تغمه و تطمعهفيها لا يناله أو يدعوه إلى ارتكاب محظور يكون فيه عطبه أو تخيل شبهة في دينه يكونفيها هلاكه و ذلك مختص بمن عدم التوفيق لعصيانه و كثرة تفريطه في طاعات اللهسبحانه و لن ينجو من باطل المنامات و أحلامها إلا الأنبياء و الأئمة (ع) و من رسخ فيالعلم من الصالحين .




و قد كان شيخي رضي الله عنه قال لي إن كل من كثر علمه و اتسعفهمه قلت مناماته فإن رأى مع ذلك مناما و كان جسمه من العوارض سليما فلا يكونمنامه إلا حقا يريد بسلامة الجسم عدم الأمراض المهيجة و غلبة بعضها على ما تقدم بهالبيان. و السكران أيضا لا يصح له منام و كذلك الممتلئ من الطعام لأنه كالسكران ولذلك قيل إن المنامات قلما تصح في ليالي شهر رمضان. فأما منامات الأنبياء (ص) فلاتكون إلا صادقة و هي وحي في الحقيقة و منامات الأئمة (ع) جارية مجرى الوحي و إن لمتسم وحيا و لا تكون قط إلا حقا و صدقا و إذا صح منام المؤمن لأنه من قبل اللهتعالى كما ذكرناه .




و قد جاء في الحديث عن رسول الله (ص) أنه قال :

رؤيا المؤمن جزء من سبعة و سبعين جزءا من النبوة



.




و روي عن علي عقال رؤيا المؤمن تجري مجرى كلام تكلم به الرب عنده .




فأما وسوسة شياطين الجن فقد ورد السمع بذكرها قال الله تعالى مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ.




و قال
وَ إِنَّ الشَّياطِينَلَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ
و قال شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً
فأما كيفية وسوسة الجني للإنسي فهو أن الجن أجسام رقاق لطاف فيصح أن يتوصل أحدهم برقة جسمه ولطافته إلى سمع الإنسان و نهايته فيوقر فيه كلاما يلبس عليه إذا سمعه و يشبه عليهبخواطره لأنه لا يرد عليه ورود المحسوسات من ظاهر جوارحه و يصح أن يفعل هذابالنائم و اليقظان جميعا و ليس هو في العقل مستحيلا .




و روى جابر بن عبد الله أنه قال بينما رسول الله (ص) يخطب إذ قام إليه رجلفقال يا رسول الله إني رأيت كان رأسي قد قطع و هو يتدحرج و أنا أتبعه فقال رسولالله (ص) لا تحدث بلعب الشيطان بك ثم قال إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدثن به أحدا .




و أما رؤية الإنسان للنبي (ص) أو لأحد الأئمة (ع) في المنام فإن ذلك عنديعلى ثلاثة أقسام قسم أقطع على صحته و قسم أقطع على بطلانه و قسم أجوز فيه الصحة والبطلان فلا أقطع فيه على حال. فأما الذي أقطع على صحته فهو كل منام رأى فيه النبي (ص) أو أحد الأئمة (ع) و هو فاعل لطاعة أو آمر بها وناه عن معصية أو مبين لقبحها و قائل بالحق أو داع إليه أو زاجر عن باطل أو ذام لماهو عليه. و أما الذي أقطع على بطلانه فهو كل ما كان على ضد ذلك لعلمنا أن النبي والإمام (ع) صاحبا حق و صاحب الحق بعيد عن الباطل و أما الذي أجوز فيه الصحة والبطلان فهو المنام الذي يرى فيه النبي أو



الإمام (ع) و ليسهو آمرا و لا ناهيا و لا على حال يختص بالديانات مثل أن يراه راكبا أو ماشيا أوجالسا و نحو ذلك. فأما الخبر الذي يروى عن النبي (ص) من قوله :




من رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يتشبه بي .





فإنه إذا كان المراد به المنام يحمل على التخصيص دون أن يكون في حالو يكون المراد به القسم الأول من الثلاثة الأقسام لأن الشيطان لا يتشبه بالنبي صفي شي ء من الحق و الطاعات و أما ما روي عنه (ص) من قوله :




من رآني نائما فكأنما رآني يقظان .





فإنه يحتمل أحد وجهين أحدهما أن يكون المراد به رؤية المنام و يكونخاصا كالخبر الأول على القسم الذي قدمناه. و الثاني أن يكون أراد به رؤية اليقظةدون المنام و يكون قوله نائما حالا للنبي (ص) و ليست حالا لمن رآه فكأنه قال من رآنيو أنا نائم فكأنما رآني و أنا منتبه و الفائدة في هذا المقام أن يعلمهم بأنه يدركفي الحالتين إدراكا واحدا فيمنعهم ذلك إذا حضروا عنده و هو نائم أن يفيضوا فيما لا يحسن ذكره بحضرته و هو منتبه .




و قد روي عنه (ص) أنه غفا ثم قام يصلي من غير تجديد الوضوء فسئل عن ذلك فقالإني لست كأحدكم تنام عيني و لا ينام قلبي .








و جميع هذه الروايات أخبار آحاد فإن سلمت فعلى هذا المنهاج و قد كان شيخيرحمه الله يقول إذا جاز من بشر أن يدعي في اليقظة أنه إله كفرعون و من جرى مجراهمع قلة حيلة البشر و زوال اللبس في اليقظة فما المانع من أن يدعي إبليس عند النائمبوسوسته له أنه نبي مع تمكن إبليس بما لا يتمكن منه البشر و كثرة اللبس المعترض فيالمنام. و مما يوضح لك أن من المنامات التي يتخيل للإنسان أنه قد رأى فيها رسولالله و الأئمة (ص) منها ما هو حق و منها ما هو باطل.




إنك ترى الشيعي يقول رأيت فيالمنام رسول الله (ص) و معه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يأمرني بالاقتداء بهدون غيره و يعلمني أنه خليفته من بعده. ثم ترى الناصبي يقول رأيت رسول الله (ص) فيالنوم و معه أبو بكر و عمر و عثمان و هو يأمرني بمحبتهم و ينهاني عن بغضهم ويعلمني أنهم أصحابه في الدنيا و الآخرة و أنهم معه في الجنة و نحو ذلك. فتعلم لامحالة أن أحد المنامين حق و الآخر باطل فأولى الأشياء أن يكون الحق منهما ما ثبتبالدليل في اليقظة على صحة ما تضمنه و الباطل ما أوضحت الحجة عن فساده و بطلانه. وليس يمكن للشيعي أن يقول للناصبي إنك كذبت في قولك رأيت رسول الله (ص) لأنه يقدر أنيقول له مثل هذا بعينه.




و قد شاهدنا ناصبيا تشيع و أخبرنا في حال تشيعه بأنه يرىمنامات بالضد مما كان يراه في حال نصبه. فبان بذلك أن أحد المنامين باطل و أنه مننتيجة حديث النفس أو من وسوسة إبليس و نحو ذلك و أن المنام الصحيح هو لطف من اللهتعالى بعيدة على المعنى المتقدم وصفه.




و قولنا في المنام الصحيح إن الإنسان إذارأى في نومه النبي (ص) إنما معناه



أنه كان قد رآه و ليسالمراد به التحقيق في اتصال شعاع بصره بجسد النبي و أي بصر يدرك به حال نومه. وإنما هي معان تصورت في نفسه تخيل له فيها أمر لطف الله تعالى له به قام مقامالعلم. و ليس هذا بمناف للخبر الذي روي من قوله

من رآني فقد رآني لأن معناه فكأنما رآني. و ليس بغلط في هذا المكان إلاعند من ليس له من عقله اعتبار. تأويل آية إن سأل سائل عن قول الله عز و جل وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً
فقال إذا كان السبات هو النوم فكأنه قال و جعلنانومكم نوما فما الفائدة في هذا.





الجواب :




قلنا في هذه الآية وجوه منها أن السبات أحدأقسام النوم و هو النوم الممتد الطويل و لهذا يقال فيمن كثر نومه إنه مسبوت و بهسبات و لا يقال في كل نائم و الوجه في الامتنان علينا بأن جعل نومنا ممتدا طويلاظاهر. و هو لما لنا في ذلك من المنفعة بالراحة لأن التهويم و النوم الغرار لايكسبنا شيئا من الراحة بل يصحبهما في الأكثر الانزعاج و القلق و الهموم التي هيتقلل النوم و رخاء البال و فراغ القلب يكون معهما كثرته و امتداده.




و منها أن يكونالمراد بذلك أنا جعلنا نومكم سباتا ليس موتا لأن النائم قد يفقد من علومه و قصودهو أحواله فيسمى بالسبت للفراغ الذي كان فيه و لأن الله تعالى أمر بني إسرائيلبالاستراحة من الأعمال.








و قد قيل إن أصل السبات التمدد ويقال سبتت المرأة شعرها إذا حلته من العقص. و منها أن يكون المراد بالسبت القطع فيكون نومنا قطعا لأعمالنا و متصرفاتنا و هو راجع إلى معنى الراحة .




فصل :




مما روي عنلقمان من حكمته و وصيته لابنه يا بني أقم الصلاة فإنما مثلها في دين الله كمثل عمدفسطاط فإن العمود إذا استقام نفعت الأطناب و الأوتاد و الظلال و إن لم يستقم لمينفع وتد و لا طنب و لا ظلال أي بني صاحب العلماء و جالسهم و زرهم في بيوتهم لعلكأن تشبههم فتكون منهم اعلم يا بني إني ذقت الصبر و أنواع المر فلم أر أمر من الفقرفإن افتقرت يوما فاجعل فقرك بينك و بين الله و لا تحدث الناس بفقرك فتهون عليهم ثمسل في الناس هل من أحد دعا الله فلم يجبه أو سأله فلم يعطه يا بني ثق بالله عز وجل ثم سل في الناس هل من أحد وثق بالله فلم ينجه يا بني توكل على الله ثم سل فيالناس من ذا الذي توكل على الله فلم يكفه يا بني أحسن الظن بالله ثم سل في الناسمن ذا الذي أحسن الظن بالله فلم يكن عند حسن ظنه به يا بني من يرد رضوان الله يسخطنفسه كثيرا و من لا يسخط نفسه لا يرض ربه و من لا يكتم غيظه يشمت عدوه يا بني تعلمالحكمة تشرف فإن الحكمة تدل على الدين و تشرف العبد على الحر و ترفع المسكين علىالغني و تقدم الصغير على الكبير و تجلس المسكين مجالس الملوك و تزيد الشريف شرفا والسيد سوددا و الغني مجدا



و كيف يتهيأ له أمر دينه ومعيشته بغير حكمة و لن يهيئ الله عز و جل أمر الدنيا و الآخرة إلا بالحكمة و مثلالحكمة بغير طاعة مثل الجسد بلا نفس أو مثل الصعيد بلا ماء و لا صلاح للجسد بلانفس و لا للصعيد بغير ماء و لا للحكمة بغير طاعة .




أحاديث عن أبي ذر الغفاري :




أخبرني الشريفأبو منصور أحمد بن حمزة الحسيني العريضي بالرملة و أبو العباس أحمد بني إسماعيل بنعنان بحلب و أبو المرجى محمد بن علي بن طالب البلدي بالقاهرة رحمهم الله قالواجميعا أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني الكوفي قال حدثناأحمد بن عبد الله بن محمد بن عمار الثقفي قال حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار قالحدثنا موسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالبقال حدثنا عبد المهيمن بن عباس الأنصاري الساعدي عن أبيه العباس بن سهل عن أبيهسهل بن سعيد قال بينا أبو ذر قاعد مع جماعة من أصحاب رسول الله (ص) و كنت يومئذ فيهمإذ طلع علينا علي بن أبي طالب (ع) فرماه أبو ذر بنظره ثم أقبل على القوم يوجهه فقالمن لكم برجل محبته تساقط الذنوب عن محبيه كما يساقط الريح العاصف الهشيم من الورقعن الشجر سمعت نبيكم (ص) يقول ذلك له قالوا من هو يا أبا ذر قال هو الرجل المقبلإليكم ابن عم نبيكم (ص) يحتاج أصحاب محمد (ص) إليه و لا يحتاج إليهم سمعت رسول الله صيقول علي باب علمي و مبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي حبه إيمان و بغضه نفاق والنظر إليه برأفة و مودة عبادة و سمعت رسول الله (ص) نبيكم يقول



مثل أهل بيتي في أمتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من رغب عنها هلك و مثل بابحطة في بني إسرائيل من دخله كان آمنا مؤمنا و من تركه كفر ثم إن عليا (ع) جاء فوقففسلم ثم قال يا أبا ذر من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه و آخرته و من أحسن فيمابينه و بين الله كفاه الله الذي بينه و بين عباده و من أحسن سريرته أحسن اللهعلانيته إن لقمان الحكيم قال لابنه و هو يعظه يا بني من الذي ابتغى الله عز و جل فلميجده و من ذا الذي لجأ إلى الله فلم يدافع عنه أمن ذا الذي توكل على الله فلم يكفهثم مضى يعني عليا (ع) فقال أبو ذر رحمه الله و الذي نفس أبي ذر بيده ما من أمة ائتمتأو قال اتبعت رجلا و فيهم من هو أعلم بالله و دينه منه إلا ذهب أمرهم سفالا .




مسائل في المواريث :




مسألة :




إخوان لأب و أم ورث أحدهما المال كله و لم يرث الآخر شيئا وليس بينهما خلاف في ملة.




الجواب:




كان الميت ابن أحدهما فورثه الأب خاصة دون أخيهالذي هو عم الميت.




مسألة أخرى :




إخوان لأب و أم ورثا ميراثا كان لأحدهما ثلاثة أرباعالمال و للآخر الربع.




جواب :



الموروث امرأة تركت ابني عمها أحدهما زوجها فورث منها النصف بحق زوجته و ورث مع أخيه نصف الباقي و هو الربع من جميع المال.








مسألة أخرى :



رجل و ابنه ورثا مالا فكان بينهما نصفان بالسوية.




جواب :




هذاتزوج بابنة عمه فماتت و خلفته و أباه الذي هو عمها فكان بحق الزوجية النصف و لعمهاالذي هو أبو زوجها النصف الباقي .




قضية مستطرفة لأمير المؤمنين (ع) :



لم يسبقه إليها أحد من الناس .




روي أن رجلينجلسا للغداء فأخرج أحدهما خمسة أرغفة و أخرج الآخر ثلاثة أرغفة فعبر بهما في الحالرجل ثالث فعزما عليه فنزل فأكل معهما حتى استوفوا جميع ذلك فلما أراد الانصراف دفعإليهما فضة و قال هذه لكما عوض ما أكلت من طعامكما فوزناها فصادفاها ثمانية دراهمفقال صاحب الخمسة الأرغفة لي منها خمسة و لك ثلاثة بحساب ما كان لنا و قال الآخربل هي مقسومة نصفين بيننا و تشاحا فارتفعا إلى شريح القاضي في أيام أمير المؤمنينع فعرفاه أمرهما فحار في قضيتهما و لم يدر ما يحكم به بينهما فحملهما إلى أميرالمؤمنين (ع) فقصا عليه قصتهما فاستطرف أمرهما و قال إن هذا أمر فيه دناءة و الخصومةفيه غير جميلة فعليكما بالصلح فهو أجمل بكما فقال صاحب الثلاثة أرغفة لست أرضى إلابمر الحق و واجب الحكم فقال أمير المؤمنين (ع) فإذا أبيت الصلح و لم ترد إلا القضاءفلك درهم واحد و لرفيقك سبعة دراهم فقال و قد عجب هو و جميع من حضر يا أميرالمؤمنين بين لي وجه ذلك لأكون على بصيرة من أمري فقال أنا أعلمك أ لم يكن جميع مالكما ثمانية أرغفة أكل كل واحد منكما بحساب الثلث رغيفين و ثلثين قال بلى قال فقدحصل لكل واحد منكم ثمانية أثلاث فصاحب الخمسة



الأرغفة لهخمسة عشر ثلثا أكل منها ثمانية بقي له سبعة و أنت لك ثلاثة أرغفة و هي تسعة أثلاثأكلت منها ثمانية بقي لك ثلث واحد فلصاحبك سبعة دراهم و لك درهم واحد فانصرفا علىبينة من أمرهما .




شبهات للملاحدة :




مسألة :




للملحدة قال الملحدون إذا كان الله جوادا رحيما و لم يخلق خلقهإلا لنفعهم و ليس له حاجة إلى عذابهم فهلا خلقهم كلهم في الجنة و ابتدأهم بالنعمةو خلدهم في دائم اللذة و أراحهم من الدنيا و مشاقها و صعوبة التكليف فيها .




/ 16