الجزء الثّالث
[تتمة ربع العبادات]
[تتمة كتاب أسرار الزكاة]
[تتمة الفصل الثاني]
[تتمة بيان دقائق الآداب الباطنة فيالزكاة]
الوظيفة الثالثة: الإسرار
فان ذلك أبعد عن الرياء و السمعة قال صلّىالله عليه وسلّم:[1] «أفضل الصّدقة جهدالمقلّ إلى فقير في سرّ» و قال بعضالعلماء[2] «ثلاث من كنوز البرّ منها إخفاءالصّدقة» و قد روى أيضا مسندا و قال صلّىالله عليه وسلّم:[3] «إنّ العبد ليعمل عملافي السّرّ فيكتبه الله له سرّا، فإن أظهرهنقل من السّرّ و كتب في العلانية، فإنتحدّث به نقل من السّرّ و العلانية و كتبرياء» و في الحديث المشهور:[4] «سبعة يظلّهمالله يوم لا ظلّ إلّا ظلّه أحدهم رجل تصدّقبصدقة فلم تعلم شماله بما أعطت يمينه» و فيالخبر:[5] «صدقة السّرّ تطفئ غضب الرّبّ» وقال تعالى: (وَ إِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌلَكُمْ) و فائدة الإخفاء الخلاص من آفاتالرياء و السمعة، فقد قال صلّى الله عليهوسلّم[6]: «لا يقبل الله من مسمع و لا مراءو لا منّان» و المتحدث بصدقته يطلبالسمعة، و المعطى في ملأ من الناس يبغىالرياء، و الإخفاء و السكوت هو المخلص منه.
و قد بالغ في فضل الإخفاء جماعة حتىاجتهدوا أن لا يعرف القابض المعطى، فكانبعضهم يلقيه في يد أعمى، و بعضهم يلقيه فيطريق الفقير و في موضع جلوسه حيث يراه و لايرى المعطى، و بعضهم كان يضره في ثوبالفقير و هو نائم، و بعضهم كان يوصل إلى يدالفقير على يد غيره بحيث لا يعرف المعطى وكان يستكتم المتوسط شأنه و يوصيه بأن لايفشيه، كل ذلك توصلا إلى إطفاء غضب الربسبحانه، و احترازا من الرياء و السمعة
[1] حديث أفضل الصدقة جهد المقل إلى فقير فيسر: أحمد حب ك من حديث أبي ذر و لأبي داود منحديث أبي هريرة أي الصدقة أفضل قال جهدالمقل
[2] حديث ثلاث من كنوز البر فذكر منها إخفاءالصدقة: أبو نعيم في كتاب الايجاز و جوامعالكلم من حديث ابن عباس بسند ضعيف
[3] حديث ان العبد ليعمل عملا في السرفيكتبه الله سرا فان أظهره نقل من السر-الحديث: الخطيب في التأريخ من حديث أنسنحوه بإسناد ضعيف
[4] حديث سبعة يظلهم الله في ظله- الحديث:أخرجاه من حديث أبي هريرة
[5] حديث صدقة السر تطفئ غضب الرب: طب منحديث أبي أمامة و رواه أبو الشيخ في كتابالثواب و هق في الشعب من حديث أبي سعيدكلاهما ضعيف و الترمذي و حسنه من حديث أبيهريرة ان الصدقة لتطفئ غضب الرب و لابنحبان نحوه من حديث أنس و هو ضعيف أيضا
[6] حديث لا يقبل الله من مسمع و لا مراء ولا منان: لم أظفر به هكذا