نشأ في بلاد الجهل و الصحاري، في فقر، و فيرعاية الغنم، يتيما لا أب له و لا أم،فعلمه الله تعالى جميع محاسن الأخلاق، والطرق الحميدة، و أخبار الأولين والآخرين، و ما فيه النجاة و الفوز فيالآخرة، و الغبطة و الخلاص في الدنيا، ولزوم الواجب و ترك الفضول، وفقنا اللهلطاعته في أمره، و التأسى به في فعله، آمينيا رب العالمين
بيان جملة أخرى من آدابه و أخلاقه
مما رواه أبو البختري، قالوا[1] ما شتمرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحدا منالمؤمنين بشتيمة إلا جعل لها كفارة ورحمة،[2] و ما لعن امرأة قط و لا خادمابلعنة، و قيل له و هو في القتال لو لعنتهميا رسول الله، فقال[3] «إنّما بعثت رحمة ولم أبعث لعّانا» و كان[4] إذا سئل أن يدعوعلى أحد مسلم أو كافر، عام أو خاص، عدل عنالدعاء عليه إلى الدعاء له[5] و ما ضرببيده أحدا قط إلا أن يضرب بها في سبيل اللهتعالى، و ما انتقم من شيء صنع إليه قط،إلا أن تنتهك حرمة الله، و ما خير بينأمرين قط الا اختار أيسرهما، إلا أن يكونفيه إثم
[1] حديث ما شتم أحدا من المؤمنين الا جعلهاالله كفارة و رحمة: متفق عليه من حديث أبيهريرة في أثناء حديث فيه فأي المؤمنينلعنته شتمته جلدته فاجعلها له صلاة و زكاةو قربة و في رواية فاجعلها زكاة و رحمة و فيرواية فاجعلها له كفارة و قربة و في روايةفاجعل ذلك كفارة له يوم القيامة
[2] حديث ما لعن امرأة و لا خادما قطالمعروف ما ضرب مكان لعن كما هو متفق عليهمن حديث عائشة و للبخاري من حديث أنس لميكن فحاشا و لا لعانا و سيأتي الحديث الذيبعده فيه هذا المعنى
[3] حديث انما بعثت رحمة و لم أبعث لعانا: ممن حديث أبي هريرة
[4] حديث كان إذا سئل أن يدعو على أحد مسلمأو كافر عام أو خاص عدل عن الدعاء عليه ودعا له الشيخان من حديث أبي هريرة قالوا يارسول الله إن دوسا قد كفرت و أبت فادععليهم فقيل هلكت دوس فقال اللهم اهد دوسا وائت بهم
[5] حديث ما ضرب بيده أحدا قط الا أن يضرب فيسبيل الله و ما انتقم في شيء صنع إليه الاأن تنتهك حرمة الله- الحديث: متفق عليه و عنحديث عائشة مع اختلاف و قد تقدم في البابالثالث من آداب الصحبة