بيان عفوه صلّى الله عليه وسلّم مع القدرة
[1] كان صلّى الله عليه وسلّم أحلم الناس وأرغبهم في العفو مع القدرة حتى[2] أتىبقلائد من ذهب و فضة فقسمها بين أصحابه،فقام رجل من أهل البادية، فقال يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك تعدل،فقال «ويحك فمن يعدل عليك بعدي» فلما ولى،قال:
«ردّوه علىّ رويدا» و روى جابر أنه صلّىالله عليه وسلّم[3] كان يقبض للناس يومخيبر من فضة، في ثوب بلال، فقال له رجل يارسول الله اعدل، فقال له رسول الله صلّىالله عليه وسلّم «ويحك فمن يعدل إذا لمأعدل فقد خبت إذا و خسرت إن كنت لا أعدل»فقام عمر فقال ألا أضرب عنقه فإنه منافق،فقال «معاذ الله أن يتحدّث النّاس أنّيأقتل أصحابي» و كان رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم[4] في حرب، فرأوا من المسلمينغرة، فجاء رجل حتى قام على رأس رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم بالسيف، فقال منيمنعك منى؟ فقال: «الله» قال فسقط السيف منيده، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّمالسيف و قال «من يمنعك منّى» فقال: كن خيرآخذ، قال «قل أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّى رسول الله» فقال: لا غير أنى لاأقاتلك، و لا أكون معك، و لا أكون مع قوميقاتلونك، فخلي سبيله، فجاء أصحابه فقال:جئتكم من عند خير الناس
((بيان عفوه مع القدرة))
[1] حديث كان أحلم الناس: تقدم
[2] حديث أتى بقلائد من ذهب و فضة فقسمه بينأصحابه- الحديث: أبو الشيخ من حديث ابن عمربإسناد جيد
[3] حديث جابر أنه كان يقبض للناس يوم حنينمن فضة في ثوب بلال فقال له رجل يا نبي اللهأعدل- الحديث: رواه م
[4] حديث كان في حرب فرئي في المسلمين غرةفجاء رجل حتى قام على رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم بالسيف- الحديث: متفق عليه منحديث جابر بنحوه و هو في مسند أحمد أقربإلى لفظ المصنف و سمى الرجل غورث بنالحارث