الجزء الحادي عشر
[تتمة ربع المهلكات]
كتاب ذمّ الكبر و العجب
(كتاب ذمّ الكبر و العجب) و هو الكتابالتاسع من ربع المهلكات من كتب إحياء علومالدين
(بسم الله الرحمن الرحيم) الحمد للَّهالخالق، البارئ، المصوّر، العزيز،الجبار، المتكبر، العلى الذي لا يضعه عنمجده واضع، الجبار الذي كل جبار له ذليلخاضع، و كل متكبر في جناب عزه مسكينمتواضع.
فهو القهار الذي لا يدفعه عن مراده دافع،الغنى الذي ليس له شريك و لا منازع، القادرالذي بهر أبصار الخلائق جلاله و بهاؤه، وقهر العرش المجيد استواؤه و استعلاؤه واستيلاؤه، و حصر ألسن الأنبياء وصفه وثناؤه، و ارتفع عن حد قدرتهم إحصاؤه واستقصاؤه. فاعترف بالعجز عن وصف كنه جلالهملائكته و أنبياؤه، و كسر ظهور الأكاسرةعزه و غلاؤه، و قصر أيدي القياصرة عظمته وكبرياؤه. فلعظمة إزاره و الكبرياء رداؤه،و من نازعه فيهما قصمه بداء الموت فأعجزهدواؤه. جل جلاله و تقدست أسماؤه. و الصلاةعلى محمد الذي أنزل عليه النور المنتشرضياؤه، حتى أشرقت بنوره أكناف العالم وأرجاؤه، و على آله و أصحابه الذين هم أحباءالله و أولياؤه، و خيرته و أصفياؤه، و سلمتسليما كثيرا أما بعد فقد قال رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم[1] «قال الله تعالىالكبرياء ردائي و العظمة إزاري فمن نازعنىفيهما قصمته» و قال صلّى الله عليهوسلّم[2] ثلاث مهلكات شحّ مطاع و هوىمتّبع و إعجاب المرء بنفسه» فالكبر والعجب داءان مهلكان. و المتكبر
_
((كتاب ذم الكبر و العجب))
[1] حديث قال الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعنى فيهما قصمته:الحاكم في المستدرك دون ذكر العظمة و قالصحيح على شرط مسلم و تقدم في العلم و سيأتيبعد حديثين بلفظ آخر
[2] حديث ثلاث مهلكات- الحديث: البزار والطبراني و البيهقي في الشعب من حديث أنسبسند ضعيف و تقدم فيه أيضا