صوم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

صوم - نسخه متنی

علی کاشف الغطاء

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الصوم

الشيخ علي كاشف الغطاء

بسم الله الرحمن الرحيم

أبنائي وبناتي في الوطن العربي من الخليج إلى المحيط كل عام وأنتمبخير..

الصوم: عبادة صامتة حيث ليس فيها كلام يسمع كالصلاة: ولا عمل ينظر كالزكاة: ولا حركات تبصر كالحج بل هو سر بين الله تعالى والعبد وعمل مستور بين الخالقوالمخلوق. ولهذا اشتهر إن الرياء لا يدخله والنفاق لا يمسه فهو أشبه ما يكون برحلة من عالم المادة إلى عالم الروح في كل عام. وسفرِ من الخلق إلى الحق في كل سنة. وسُلّمِيٌرتقى به نحو عالم الجلال ويٌسمى به نحو عالم الجمال ويَعرج به الإنسان في مدارج الشرف والسؤدد حيث يعطي للنفس سلطاناً على الهوى وروحانية ترفعها من تراب الأرض إلى نحوالسماء. ولهذا تطهر به النفوس عن رذائلها وتتخلص من شياطينها. ويحلق به الإنسان عن حبائل تيارات الرغبات الحيوانية وتنجو به من الزج في غمرات الشهوات البهيمية ويصبحلكلمة العقل الداخلية الخطاب الفصل ولوحي الوجدان نفوذ السلطان فتعدل بذلك النفس عن بذل قواها في الجرائم الاجتماعية إلى التوجه نحو الكمالات الإنسانية وتنصرف عنميولها الدنيئة إلى الفضائل النفسانية وقد أثبتت التجارب المتعددة والإستقراءات المتكررة إن تقليل الطعام يزداد به العقل إشراقاً ونوراً. والفهم حدة وذكاء، والضميرطيباً وارتياحا. والإرادة عزيمة ومضاء والصبر على مجابهة الحوادث قوة ونشاطاً، كما إن الإسراف في الطعام يولد البلادة في الفهم. والبلبلة في الفكر والعجزَ والجزعَ عنمجابهة الحوادث والشذوذ في الرأي والكسل في العمل حيث إن بالبطنة تطمس البصائر. وتُخفى الحقائق وتُغطى القلوب بحجب كثيفة. ففي المثل البطنة تذهب الفطنة وفي المأثور عنلقمان الحكيم إذا إمتلئت المعدة نامت الفكرة. وخرست الحكمة. وقعدت الأعضاء عن الحركة. هذا كله مع ما للصوم من أضعاف سلطان العادة. الذي طالما أصبحت النفس أسيرة لقوتهومستعبدة لأرادته فأنه بالصيام تترك العادة شطراً من الزمن فيضعف به نفوذها. ويسهل التخلص من قيودها. وفي ذلك فوائد عظيمة لا تنكر ونعم جسيمة لا تعد ولا تحصر. إذ يصيرالإنسان لزمام نفسه مالكاً. ولنداء ضميره ملبياً ولكلمات عقله وربه سامعاً واعياً. أضف إلى ذلك ما في الصوم من تقوية الإرادة بقهر النفس لشهواتها، وكبح رغباتها وصرعميولها وغلبة سلطانها والصمود أمام إندفاعاتها الفاسدة وشهواتها الدنيئة. هذا ما استطاع أن يتوصل إليه الفكر في فوائد الصوم الروحية بعد الاستقراء والتأمل. وادركهالعقل بعد التدبر والتفكر وإلا فله فوائد ومنافع تقصر دون إحصائها دقائق لطائف البصائر. ويحتجب دون إدراك أكثرها هواجس الأفكار والخواطر. وأما فوائده البدنية فقد ذكرعلماء الطب أنه بالصيام تصح الأجسام ويدفع به أكثر العلل والأدران وفي الحديث(صوموا تصحوا) وقد يتخيل المتخيلون إن الكثير من المرضى يضرهم الإمساك ويقضي عليهم الصومفيوجه البعض النقد اللاذع لهذا الحديث الشريف والبعض الآخر إلى المناقشة في صحة سنده. وما علموا إن المقصود منه إن من جمع شرائط التكليف بالصوم تكون النتيجة الحتمية لههي صحة بدنه وسلامة جسمه حيث يساعد الصوم على تخليص الجسم مما إختزن فيه من فضلات الطعام ويخرج ما تمركز فيه من المواد والأدهان بإذابته الشحوم وحرقه للدسوم وطرده للسموموتجفيفه البلاغم والرطوبات وشفائه للمعدة من المغص والإلتهابات وتقوية جهاز الهضم وتنقيته ما فسد من الدم وفي الحديث الشريف(المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء) والصوممن أجلى أفراد الحمية وأحسنها، أضف إلى ذلك ما يحصل به من استراحة غدد الإفراز والامتصاص ويبعث للخلايا الحياة والنشاط وذلك ما يوجب أن يتجدد الشباب في الجسد. ولا تسرعالشيخوخة لمن طال به الأمد فلا يستبق الهرم للصائمين ولا تخور قواهم قبل حين. ولعل التجارب تثبت إن اللذين يؤدون فريضة الصيام حسب ما أملاه الشرع الإسلامي لا يصابونبالضغط ولا بالسكر ولا بالسرطان. واتفق أغلب الأطباء في نجاح علاج الزهري بالصوم والإمساك هذه بعض الفوائد للصوم وهناك فوائد أخرى لعل العقل البشري يظفر بها بعد حين أوتظهر له بعد ممر السنين.

اسم المجلة: الجامعة مكان الإصدار: النجف الأشرف

العدد:1 تاريخ الإصدار: رمضان 1388هـ

الصفحة:2 سنة المجلة: السنة الأولى

/ 1