النوبي في منتصف ذي الحجة. و لحق دبيسبالبطيحة و معه زعيم الملك أبو الحسن عبدالرحيم، و كان هذا البساسيري من مماليكبهاء الدولة بن عضد الدولة اسمه أرسلان وكنيته أبو الحرث و نسبه في الترك. و هذهالنسبة المعروفة له نسبة إلى مدينة بفارسحرفها الأوّل متوسّط بين الفاء و الباء، والنسبة إليها فسوي، و منها أبو عليالفارسيّ صاحب الإيضاح. و كان أوّلا ينسبإليها فلذلك قيل فيه هو بساسيري (1).
مسير السلطان الى واسط و طاعة دبيس
ثم انحدر السلطان الى واسط أول سنة اثنتينو خمسين و حضر عنده هزارشب بن شكر منالأهواز، و أصلح حال دبيس بن مزيد و صدقةبن منصور بن الحسين، أحضرهما عند السلطانو ضمن واسط أبو علي بن فضلان بمائتي ألفدينار، و ضمن البصرة الأغر أبو سعد سابوربن المظفّر، و أصعد السلطان إلى بغداد، واجتمع بالخليفة، ثم سار إلى بلد الجبل فيربيع سنة اثنتين و خمسين. و أنزل ببغدادالأمير برسو شحنة، و ضمن أبو الفتحالمظفّر بن الحسين في ثلاث سنين بأربعمائةألف دينار، و ردّ إلى محمود الأخرم إمارةبني خفاجة، و ولّاه الكوفة و سقى الفرات وخواصّ السلطان بأربعة آلاف دينار في كلسنة.
وزارة القائم
و لما عاد القائم إلى بغداد ولّى أبا ترابالأشيري على الأنهار و حضور المراكب، ولقّبه حاجب الحجّاب، و كان خدمه بالحديثةثم سعى الشيخ أبو منصور في وزارة أبي الفتحبن أحمد بن دارست على أن يحمل مالا فأجيب وأحضر من الأهواز في منتصف ربيع من سنة ثلاثو خمسين فاستوزره و كان من قبل تاجرا لأبيكاليجار، ثم ظهر عجزه في استيفاء الأموالفعزله، و عاد إلى الأهواز. و قدّم أثر ذلكأبو نصر بن جهير وزير نصير الدولة بن مرواننازعا منه إلى الخليفة القائم فقبله واستوزره، و لقّبه فخر الدولة.
(1) عبارة أبي الفداء بسا، و هي بالعربيةفسا من اللباب. بفتح الباء الموحدة و السينالمهملة، ثم ألف.
و مدينة فسا عن ابن حوقل أكبر مدينة فيكورة دارابجرد، و تقارب في الكبر شيراز. وفي اللباب ينسب إليها بالعربية فسوي، وأهل فارس ينسبون اليها البساسيري، و سيدأرسلان التركي من فسا فنسب الغلام اليه، واشتهر بالبساسيري، و البساسيري المذكورله ذكر مشهور في التواريخ و هو الّذي خطبلخلفاء مصر في بغداد، و طرد القائمالعباسي عن بغداد، أ ه. باختصار.