حاشيته، و انتقلت المخطوبة إليها و جلستعلى سرير ملبّس بالذهب، و دخل السلطانفقبّل الأرض، و حمل لها مالا كثيرا منالجواهر و أولم أياما، و خلع على جميعأمرائه و أصحابه، و عقد ضمان بغداد على أبيسعد الفارسيّ بمائة و خمسين ألف دينار، وأعاد ما كان أطلقه رئيس العراقين منالمواريث و المكوس، و قبض على الأعرابيسعد ضامن البصرة، و عقد ضمان واسط على أبيجعفر بن فضلان بمائتي ألف.
وفاة السلطان طغرلبك و ملك ابن أخيه داود
ثم سار السلطان طغرلبك من بغداد في ربيعالآخر إلى بلد الجبل، فلمّا وصل الريّأصابه المرض و توفي ثامن رمضان من سنة خمسو خمسين، و بلغ خبر وفاته إلى بغدادفاضطربت، و استقدم القائم مسلم بن قريشصاحب الموصل و دبيس بن مزيد و هزارشب صاحبالأهواز و بني ورّام و بدر بن مهلهلفقدموا، و أقام أبو سعد الفارسيّ ضامنبغداد سورا على قصر عيسى، و جمع الغلال، وخرج مسلم بن قريش من بغداد فنهب النواحي، وسار دبيس بن مزيد و بنو خفاجة و بنو ورّام والأكراد لقتاله. ثم استتيب و رجع إلىالطاعة و توفي أبو الفتح بن ورّام مقدّمالأكراد و الجاوانيّة، و حمل العامّةالسلاح لقتال الأعراب فكانت سببا لكثرةالذعّار. و لما مات طغرلبك بايع عميدالدولة الكندريّ بالسلطنة لسليمان بنداود، و جعفر بك، و كان ربيب السلطانطغرلبك خلّف أخاه جعفر بك داود على أمّه، وعهد إليه بالملك، فلما خطب له اختلف عليهالأمر و سار باغي سيان و أرذم إلى قزوينفخطب لأخيه ألب أرسلان و هو محمد بن داود،و هو يومئذ صاحب خراسان و وزيره نظام الملكسار إلى المذكور، و سأل الناس إليه و شعرالكندري باختلال أمره فخطب بالريّللسلطان ألب أرسلان و بعده لأخيه سليمان. وزحف ألب أرسلان في العساكر من خراسان إلىالريّ فلقيه الناس جميعا و دخلوا فيطاعته، و جاء عميد الملك الكندريّ إلىوزيره نظام الملك فخدمه و هاداه فلم يغنعنه، و خشي السلطان غائلته فقبض عليه سنةست و خمسين و حبسه بمروالروذ. ثم بعث بعدسنة من محبسه بقتله في ذي الحجة من سنة سبعو خمسين، و كان من أهل نيسابور كاتبابليغا. فلمّا ملك طغرلبك نيسابور، و طلبكاتبا فدلّه عليه الموفّق والد أبي سهلفاستكتبه