المجلد الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم
تتمة الكتاب الثاني
تتمة القول في أجيال العرب
تتمة الطبقة الثالثة من العرب
أخبار الدولة العلوية المزاحمة لدولةبني العبّاس
و نبدأ منهم بدولة الأدارسة بالمغربالأقصى. قد تقدّم لنا ذكر شيعة أهل البيتلعليّ ابن أبي طالب و بنيه رضي الله عنهم،و ما كان من شأنهم بالكوفة، و موجدتهم علىالحسن في تسليم الأمر لغيره، و اضطرابالأمر على زياد بالكوفة من أجلهم، حتى قتلالمتولون كبر (1) ذلك منهم حجر بن عديّ وأصحابه، ثم استدعوا الحسين بعد وفاةمعاوية فكان من قتله بكربلاء ما هو معروف،ثم ندم الشيعة على قعودهم عن مناصرته،فخرجوا بعد وفاة يزيد و بيعة مروان، و خرجعبيد الله بن زياد عن الكوفة، و سمّواأنفسهم التوّابين، و ولّوا عليه سليمان بنصرد و لقيتهم جيوش ابن زياد بأطراف الشامفاستلحموهم. ثم خرج المختار بن أبي عبيدبالكوفة طالبا بدم الحسين رضي الله عنه وداعيا لمحمد بن الحنفيّة و تبعه على ذلكجموعه من الشيعة، و سمّاهم شرطة الله، وزحف إليه عبيد الله بن زياد فهزمه المختارو قتله، و بلغ محمد بن الحنفيّة من
(1) الظاهر من سياق الجملة انها تعنيالجزاء و لم نجد في الكتب اللغوية ما يشيرالى هذا المعنى و قد جاء «الإثم الكبير» منجملة معانيها. و في لسان العرب: و قولهتعالى: وَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُمِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ، 24: 11 قالثعلب: يعني معظم الإفك.