واقعة الخصيان و عمارة
و لما استقام الأمر لصلاح الدين بمصر غصّبه الشيعة و أولياؤهم، و اجتمع منهمالعوريش، و قاضي القضاة ابن كامل و الأميرالمعروف و الكاتب عبد الصمد، و كان فصيحا،و عمارة اليمني الشاعر الزبيدي، و كانمتولي كبرها فاتفقوا على استدعاء الفرنجلإخراج الغزّ من مصر، و جعلوا لهم نصيباوافرا من ارتفاعها، و عمدوا إلى شيعي منخصيان القصر اسمه نجاح و لقبه مؤتمنالدولة، و كان قد ربى العاضد و صهره فأغروهبذلك، و رغبوا على أن يجمع رسول الفرنجبالعاضد فجمعه معه في بيته ملبسا بذلك، ولم يكن العاضد الّذي حضر و أوهموه أنه عقدمعه. ثم اتصل الخبر بنجم الدين بن مضيال منأولياء الشيعة، و كان نجم الدين قد اختصّهصلاح الدين و ولّاه الإسكندرية، و استغضبهبهاء الدين قراقوش ببعض النزغات فظنوا أنهغضب فأطلعوه على شأنهم، و أن يكون وزيرا وعمارة كاتب الدست و صاحب ديوان الإنشاء والمكاتبات مكان الفاضل بن كامل قاضيالقضاة داعي الدعاة، و عبد الصمد جابيالأموال و العوريش ناظرا عليه، فوافقهمابن مضيال و وشى بهم إلى صلاح الدين، فقبضعليهم و على رسول الفرنج، و قرّرهم في عدّةمجالس. و أحضر زمام القصر و هو مختص بالغزّو نكر عليه خروج العاضد إلى بيت نجاح فحلفعلى نفسه و على العاضد أنّ هذا لم يقع، وأخبر العاضد بطلب حضور نجاح مع مختص، فحضرو اعترف بالحق أنّ العاضد لم يحضر، فتحقّقصلاح الدين براءته. و كان عمارة(1) المعنى غير واضح و في الكامل ج 11 ص 353: واما نجم الدين أيّوب فإنه وصل الى مصرسالما هو و من معه، و خرج العاضد الخليفةفالتقاه إكراما له.