خبر قرامطة البحرين و دولة بني الجنابيمنها
و في سنة إحدى و ثمانين و مائتين جاء إلىالقطيعي (1) من البحرين رجل تسمى بيحيى بنالمهدي و زعم أنه رسول من المهدي، و أنه قدقرب خروجه و قصد من أهل القطيف علي بنالمعلّى بن أحمد الدباديّ، و كان متغاليافي التشيّع فجمع الشيعة و أقرأهم كتابالمهدي، و شنّع الخبر في سائر قرى البحرينفأجابوا كلّهم، و فيهم أبو سعيد الجنابي واسمه الحسن بن بهرام و كان من عظمائهم. ثمغاب عنهم يحيى بن المهدي مدّة و رجع بكتابالمهدي يشكرهم على إجابتهم و يأمرهم أنيدفعوا ليحيى ستة دنانير و ثلاثين (2) عن كلرجل فدفعوها. ثم غاب و جاء بكتاب آخريدفعوا إليه خمس أموالهم فدفعوا، و قاميتردّد في قبائل قيس. ثم أظهر أبو سعيدالجنابي الدعوة بالبحرين سنة ثلاث وثمانين، و اجتمع إليه القرامطة و الأعراب،و سار إلى القطيف طالبا البصرة و كان عليهاأحمد بن محمد بن يحيى الواثقي فأدار السورعلى البصرة، و بعث المعتمد عليّ بن عمرالغنويّ، و كان على فارس فاقطعه اليمامة والبحرين، و ضمّ إليه ألفين من المقاتلة وسيّره إلى البصرة فاحتشد و خرج للقاءالجنابيّ و من معه، و رجع عنه عند اللقاءبنو ضبّة فانهزم و أسره الجنابيّ و احتوىعلى(1) لم نجد لها اسم في معجم البلدان و لعلهاالقطيف كما في الكامل ج 7 ص 493. (2) هكذا بالأصل و في الكامل ج 7 ص 494:«فليدفع إليه كل رجل منكم ستة دنانير وثلاثين».