بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فخطب له سنة اثنتين و ستين بالموسم فقط، وكتب إلى المستنصر بمصر معتذرا، ثم بعثالقائم أبا الغنائم الزيني سنة ثلاث وستين أميرا على الركب العراقي، و معه عسكرضخم، و لأمير مكة من عند ألب أرسلان ثلاثوندينارا و توقيعا بعشرة آلاف دينار. و اجتمعوا بالموسم و خطب الأمير محمد بنجعفر و قال: الحمد للَّه الّذي هدانا إلىأهل بيته بالرأي المصيب، و عوّض بيتهبلبسة الشباب بعد لبسة المشيب، و أمالقلوبنا إلى الطاعة، و متابعة إمامالجماعة. فانحرف المستنصر عن الهواشم ومال إلى السليمانيّين. و كتب إلى عليّ بن محمد الصبيحي صاحبدعوتهم باليمن أن يعينهم على استرجاعملكهم، و ينهض معهم إلى مكّة، فنهض و انتهىإلى المهجم. و كان سعيد بن نجاح الأحوالموثور بني الصبيحي قد جاء من الهند و دخلصنعاء، فثار بها و اتبع الصبيحي في سبعينرجلا، و هو في خمسة آلاف فبيته بالمهجم وقتله. ثم جمع محمد ابن جعفر أجنادا منالترك و زحف بها إلى المدينة فأخرج منهابني حسن، و ملكها و جمع بين الحرمين. ثم ماتالقائم العبّاسي و انقطع ما كان يصل إلىمكّة فقطع محمد بن جعفر الخطبة للعباسيين.ثم جاء الزيني من قابل بالأموال فأعادها.ثم بعث المقتدي سنة سبعين منبرا إلى مكةصنيعا استجيد خشبة، و نقش عليه بالذهباسمه. و بعث على الحاج ختلع التركي و هو أوّلتركيّ تأمّر على الحاج، و كان واليابالكوفة. و قهر العرب مع جماعته فبعثه المقتديأميرا على الحاج فوقعت الفتنة بين الشيعة،و أهل السنّة و كسر المنبر و أحرق و تمالحج. ثم عاودوا الفتنة سنة ثلاث و سبعين وقطعت الخطبة للمستنصر و أعيدت للمقتدي، واتصلت إمارة ختلع على الحاج و بعده خمارتكين إلى أن مات ملك شاه، و وزيره نظامالملك فانقطعت الخطبة للعبّاسيّين و بطلالحاج من العراق باختلاف السلجوقيّة، وتغلّب العرب. و مات المقتدي خليفة بغداد وبويع ابنه المستظهر و مات المستنصر خليفةمصر و بويع ابنه المستعلي (1)-- من إمارته، وهو الّذي أظهر الخطبة العبّاسية بمكة، وبها ابتدئ أمره و كان يسقطها بعض الأحيان.و ولي بعده ابنه قاسم فكثر اضطرابه، و مهّدبنو مزيد أصحاب الحلة طريق الحاج منالعراق فاتصل حجّهم. و حجّ سنة اثنتي عشرةو خمسمائة نظر (1) هكذا بياض بالأصل و في الكامل لابنالأثير ج 10 ص 237: «و لما مات- المستنصر- وليبعده ابنه أبو القاسم أحمد المستعليباللَّه، و مولده في المحرّم سنة سبع وستين و اربعمائة، و كان قد عهد في حياتهبالخلافة لابنه نزار فخلعه الأفضل و بايعالمستعلي باللَّه.»