جليقة فسار إلى الوزير هاشم بن عبد الرحمنفي عساكر الأندلس سنة ثلاث و ستين فهزمهعبد الرحمن و حصل هاشم في أسره. ثم وقعتالمراودة في الصلح على أن ينزل عبد الرحمنبطليوس (1) و يطلق الوزير هاشما فتم ذلك سنةخمس و ستين، و نزل عبد الرحمن بطليوس وكانت خربة فشيّدها و أطلق هاشما بعد سنتينو نصف من أمره. ثم تغيّر أذفونش لعبدالرحمن بن مروان و فارقه، و خرج من دارالحرب بعد أن قاتله و نزل مدينة أنطانيةبجهات ماردة و هي خراب فحصّنها، و ملك ماإليها من بلاد أليون و غيرها من بلادالجلالقة، و استضافها إلى بطليوس، و كانمظفر بن موسى بن ذي النون الهواري عاملابشنت بريّة فانتقض و أغار على أهل طليطلةفخرجوا إليه في عشرين ألفا، و لقيهمفهزمهم و انهزم معهم مطرّف بن عبد الرحمن،و قتل من أهل طليطلة خلق، و كان مطرّف بنموسى فردا في الشجاعة و محلا من النسب ولقي شنجة صاحب ينبلونة أمير البشكنس فهزمهشنجة و أسره، و فرّ من الأسر و رجع إلىشنتبريّة فلم يزل بها قويم الطاعة إلى أنمات آخر دولة الأمير محمد. و في سنة إحدى وستين انتقض أسد بن الحرث بن بديع بتاكرنا(2) و هي رندة فبعث إليهم الأمير محمدالعساكر و حاصروهم حتى استقاموا علىالطاعة. و في سنة ثلاث و ستين أغزى الأميرمحمد ابنه المنذر إلى دار الحرب و جعلطريقه على ماردة، و كان بها ابن مروانالجليقي، و مرّت طائفة من عسكر المنذربماردة فخرج عليهم ابن مروان و معه جمع منالمشركين استظهر بهم، فقتل تلك الطائفة عنآخرهم. و في سنة أربع و ستين بعث ابنهالمنذر ثانية إلى بلد ينبلونة، و مربسرقسطة فقاتل أهلها، ثم تقدّم إلى تطيلةو عاث في نواحيها و خرّب بلاد بني موسى. ثممضى لوجهه إلى ينبلونة فدوّخها و رجع. و فيسنة ست و ستين أمر الأمير محمد بإنشاءالمراكب بنهر قرطبة ليدخل بها إلى البحرالمحيط، و يأتي جليقة من ورائها، فلما تمّإنشاؤها و جرت في البحر، أصابها الريح وتقطّعت فلم يسلم منها إلا القليل. و في سنةسبع و ستين و مائتين انتقض عمر بن حفصونبحصن يشتر من جبال مالقة و زحف إليه عساكرتلك الناحية فهزمهم، و قوى أمره و جاءتعساكر الأمير محمد فصالحهم ابن حفصون واستقام أمر الناحية. و في سنة ثمان و ستينبعث الأمير محمد ابنه المنذر لقتال أهلالخلاف (1) مدينة كبيرة بالأندلس من اعمال ماردةعلى نهر آنة غربي قرطبة. (2) هي تاكرني: و هي كورة كبيرة بالأندلسذات جبال حصينة، يخرج منها عدة انهار و لاتدخلها، و فيها معقل رندة.