بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
شرطها كان منها هدم الحصون و الأبراجالقريبة من ثغور المسلمين. ثم بعث قومسالفرنجة برسل و منيرة أثناء سير ملكبرشلونة و طركونة و غيرها يسألان تجديدالعهد، و إقرارهما على ما كانا عليه، وبعثا بهدية و هي عشرون صبيا من الخصيانالصقالبة، و عشرون قنطارا من الصوفالسمور، و خمسة قناطير من الفرصدس (1)، وعشرة أذراع صقلبية، و مائتا سيف إفرنجية،فقبل هديتهم و عقد لهم على أن يهدما الحصونالتي بقرب الثغور، و على أن لا يظاهرواعليه أهل ملّتهم و أن ينذروه بما يكون منالنصارى في الإجلاب على المسلمين. ثم وصلترسل غرسية بن شانجة ملك البشكنس في جماعةمن الأساقفة و القواميس يسألون الصلح، بعدأن كان توقف فعقد لهم الحكم و رجعوا. و فيسنة خمس و ستين وردت أمّ لزريق بن بلاكشالقومس بالقرب من جلّيقة، و هو القومسالأكبر، فأخرج الحكم لتلقّيها، و احتفللقدومها في يوم مشهود فوصلها و أسعفها، وعقد السلم لابنها كما رغبت و أحبت، و دفعلها مالا تقسّمه بين وفدها، و حملت علىبغلة فارهة بسرج و لجام مثقلين بالذهب وملحفة ديباج. ثم عاودت مجلس الحكم للوداع فعاودهابالصلات لسفرها و انطلقت. ثم أوطأ عساكرهمن أرض العدوة من المغرب الأقصى و الأوسط وتلقى دعوته ملوك زناتة من مغراوة و مكناسةفبثوها في أعمالهم، و خطبوا بها علىمنابرهم، و زاحموا بها دعوة الشيعة فيمابينهم. و وفد عليه ملوكهم من آل خزر و بنيأبي العافية فأجزل صلتهم و أكرم وفادتهم وأحسن منصرفهم و استنزل بني إدريس من ملكهمبالعدوة في ناحية الريف، و أجازهم البحرإلى قرطبة، ثم أجلاهم إلى الإسكندريّةحسبما نشير إلى ذلك كله بعد. و كان محباللعلوم مكرّما لأهلها جمّاعة للكتب فيأنواعها ما لم يجمعه أحد من الملوك قبله.قال ابن حزم: أخبرني بكيّة الخصيّ و كانعلى خزانة العلوم و الكتب بدار بني مروان،أن عدد الفهارس التي فيها تسمية الكتبأربعة و أربعون فهرسة، في كل فهرسة عشرونورقة ليس فيها إلّا ذكر أسماء الدواوين لاغير. فأقام للعلم و العلماء سلطانا نفقتفيها بضائعه من كل قطر. و وفد عليه أبو عليالغالي صاحب كتاب الأمالي من بغداد فأكرممثواه و حسنت منزلته عنده، و أورث أهلالأندلس علمه، و اختص بالحكم المستنصر واستفاد علمه، و كان يبعث في الكتب (1) لعلها الفرصاد و هو التوت.