بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
إلى الأقطار رجالا من التجّار و يسرّبإليهم الأموال لشرائها، حتى جلب منها إلىالأندلس ما لم يعهدوه و بعث في كتابالأغاني إلى مصنّفه أبي الفرج الأصفهاني،و كان نسبه في بني أمية، و أرسل إليه فيهألف دينار من الذهب العين، فبعث إليهبنسخة منه، قبل أن يخرجه بالعراق. و كذلكفعل مع القاضي أبي بكر الأبهريّ المالكيّفي شرحه لمختصر ابن عبد الحكم، و أمثالذلك. و جمع بداره الحذّاق في صناعة النسخ والمهرة في الضبط و الإجادة في التجليد،فأوعى من ذلك كلّه، و اجتمعت بالأندلسخزائن من الكتب لم تكن لأحد من قبله و لا منبعده، إلا ما يذكر عن الناصر العبّاسي ابنالمستضيء. و لم تزل هذه الكتب بقصر قرطبةإلى أن بيع أكثرها في حصار البربر، أمربإخراجها و بيعها الحاجب واضح من مواليالمنصور ابن أبي عامر. و نهب ما بقي منهاعند دخول البربر قرطبة، و اقتحامهم إيّاهاعنوة كما نشير إليه بعد. و اتصلت أيامالحكم المستنصر، و أوطأ العساكر أرضالعدوة من المغرب الأقصى و الأوسط، و تلقىدعوته ملوك زناتة و مغراوة و مكناسةفبثّها في أعمالهم، و خطبوا بها علىمنابرهم، و زاحموا بها دعوة الشيعة فيمايليهم، و وفد عليه ملوكهم من آل خزر و بنيأبي العافية، فأجزل صلتهم و أكرم وفادتهم.
وفاة الحكم المستنصر و بيعة ابنه هشامالمؤيد
ثم أصابت الحكم العلّة، فلزم الفراش إلىأن هلك سنة ست و ستين و ثلاثمائة لست عشرةسنة من خلافته، و ولي من بعده ابنه هشامصغيرا مناهز الحلم، و كان الحكم قد استوزرله محمد بن أبي عامر، نقله من خطة القضاءإلى وزارته، و فوّض إليه في أموره فاستقل وحسنت حاله عند الحكم، فلما توفي الحكمبويع هشام و لقب المؤيد بعد أن قتل ليلتئذأخو الحكم المرشّح لأمره، تناول الفتك بهمحمد بن أبي عامر هذا بممالأة جعفر بنعثمان المصحفي حاجب أبيه، و غالب مولىالحكم صاحب مدينة سالم، و من خصيان القصر ورؤسائهم فائق و جودر، فقتل محمد بن أبيعامر المغيرة و بايع لهشام