حصار قرطبة و اقتحامها عنوة و مقتل هشام
و استمرّ البرابرة على حصار قرطبة والمستعين بينهم، و لم يفرّ عن أهل قرطبة،تبعه هشام المؤيد و البرابرة يتردّدونإليها ذاهبين و جائين بأنواع النهب والفتك، إلى أن هلكت القرى و البسائط، وعدمت المرافق و صافت أحوال أهل قرطبة وجهدهم الحصار. و بعث المستعين و البرابرةإلى ابن أدفونش يستقدمونه لمظاهرتهم،فبعث إليه هشام المؤيد و حاجبه واضحايكفونه عن ذلك، بأن نزلوا له عن ثغورقشتالة التي كان المنصور اقتحمها فسكنعزمه، و سكن عن مظاهرتهم، ثم اتصل الحصاربمخنق البلد، و صدق البرابرة القتالفاقتحموها عنوة سنة ثلاث و أربعمائة، وفتكوا بهشام المؤيد، و دخل المستعين و لحقبأهل قرطبة من البرابرة في نسائهم ورجالهم و بناتهم و أبنائهم و منازلهم. و ظنالمستعين أن قد استحكم أمره، و توثّبتالبرابرة و العبيد على الأعمال فولواالمدن العظيمة، و تقلدوا الأعمال الواسعةمثل باديس بن حبوس في غرناطة و محمد بن عبدالله البرزالي في قرمونة و أبو ثور بن أبيشبل (1) بالأندلس، و صار الملك طوائف فيآخرين من أهل الدولة مثل ابن عبادبإشبيليّة، و ابن الأفطس ببطليوس و ابن ذيالنون بطليطلة، و ابن أبي عامر ببلنسية ومرسية، و ابن هود بسرقسطة و مجاهد العامريبدانية و الجزائر منذ عهد هذه الفتنة، كمانذكر في أخبارهم.(1) هكذا بياض بالأصل. و لم نعثر على اسمالولاية التي اختص بها ابو ثور بن أبي شبلفي المراجع التي بين أيدينا.