الخبر عن مجاهد العامري صاحب دانية والجزائر الشرقية و أخبار بنيه و مواليهممن بعدهم و مصاير أمورهم
كان فتح ميورقة سنة تسعين و مائتين على يدعصام الخولانيّ، و ذلك أنه خرج حاجّا فيسفينة اتخذها لنفسه فعصفت بهم الريحفأرسوا بجزيرة ميورقة، و طال مقامهم هنالكو اختبروا من أحوالهم ما أطمعهم في فتحها،فلما رجع بعد فرضه أخبر الأمير بما رأىفيها، و كان من أهل الغناء عنده في مثلها،فبعث معه القطائع في البحر، و نفر الناسمعه إلى الجهاد، فحاصرها أياما و فتحوهاحصنا حصنا إلى أن كمل فتحها. و كتب عصامبالفتح إلى الأمير عبد الله، فكتب لهبولايتها فوليها عشر سنين، و بنى فيهاالمساجد و الفنادق و الحمامات. و لما هلكقدّم أهل الجزيرة عليهم ابنه عبد الله، وكتب له الأمير بالولاية. ثم زهد و ترهّب وركب إلى الشرق حاجّا و انقطع خبره، و ذلكسنة خمسين و ثلاثمائة. و بعث الناصرالمرواني إليها الموفّق من(1) روطة: بضم اوله، و سكون ثانيه، و طاءمهملة: حصن من اعمال سرقسطة بالأندلس و هوحصين جدا على وادي شلون. (معجم البلدان). (2) طرطوشة: بالفتح ثم السكون ثم طاء أخرى ومضمومة، واو ساكنة و شين معجمة: مدينةبالأندلس تتصل بكورة بلنسية و هي شرقيبلنسية و قرطبة، قريبة من البحر متقنةالعمارة مبنية على نهر أبره و لها ولايةواسعة و بلاد كثيرة تعد في جملتها. (معجمالبلدان).