الخبر عن ثوّار الأندلس آخر الدولةاللمتونية و استبداد بني مردنيش ببلنسية ومزاحمتهم لدولة بني عبد المؤمن من أوّلهاإلى آخرها و مصاير أحوالهم و تصاريفها - تاریخ ابن خلدون جلد 4
بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فاستبد مبشر بميورقة، و الفتنة يومئذتموج بين ملوك الطوائف. و بعث إلى دانية فيتسليم أهل سيده، فبعثوا إليه بهم و أولاهمجميلا. و لم يزل يردّد الغزو إلى أرضالعدوّ إلى أن جمع طاغية برشلونة الجموع ونازلة بميورقة عشرة أشهر. ثم افتتحها واستباحها (1) سنة من ولايته. و كان بعثبالصريخ إلى عليّ بن يوسف صاحب المغرب منلمتونة فلم يوافهم الأسطول بالمدد إلا بعداستيلاء العدوّ. فلما وصل الأسطول دفعواالعدوّ عنها و ولّى علي بن يوسف من قبلهأنور بن أبي بكر اللمتوني فعسف بهم وأرادهم على بناء مدينة أخرى بعيدة منالبحر فثاروا به و صفدوه، و بعثوا إلى عليّبن يوسف فردّهم إلى ولاية محمد بن علي بنإسحاق بن غانية المستولي صاحب غربالأندلس، فبعث إليها أخاه محمد بن علي منقرطبة، كان واليا عليها فوصل إلى ميورقةفصغد أنور و بعث به إلى مراكش، و أقام فيولايتها عشر سنين إلى أن هلك أخوه يحيى وسلطانهم عليّ بن يوسف. و استقرّت ميورقة فيملك بني غانية هؤلاء و سلطانهم. و كانت لهمفي زمن علي بن يوسف بها دولة، و خرج منهاعلي و يحيى إلى بجاية و ملكوها منالموحّدين، و كانت لهم معهم حروب بإفريقيةكما نذكر في أخبارهم بعد أخبار لمتونة. وملك الإفرنج ميورقة من أيدي الموحّدين آخردولتهم. و البقاء للَّه و الملك يؤتيه منيشاء و هو العزيز الحكيم.
الخبر عن ثوّار الأندلس آخر الدولةاللمتونية و استبداد بني مردنيش ببلنسية ومزاحمتهم لدولة بني عبد المؤمن من أوّلهاإلى آخرها و مصاير أحوالهم و تصاريفها
لما شغل لمتونة بالعدوّ، و بحربالموحّدين بعد عليهم الأندلس، و عادت إلىالفرقة بعض الشيء فثار ببلنسية سنة سبع وثلاثين و خمسمائة القاضي مروان بن عبدالله بن مروان بن حضاب، و خلعوه لثلاثةأشهر من ملكه، و نزل بالمريّة. ثم حمل إلىابن غانية بميورقة فسجن بها، و ثار بمرسيةأبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن ظاهر. (1) كذا بياض بالأصل و الواقع ان مكانالبياض مدة الزمن التي سبقت افتتاحالمدينة. و لم نستطع تحديد مقدار السنين منالمراجع التي بين أيدينا.