ابنه أبو العباس عبد الله بن إبراهيم أخيمحمد أبي الغرانيق
و لما هلك إبراهيم سنة تسع و ثمانين كماقدمناه، قدم حافده زيادة الله بالجيوش علىأبيه أبي العباس عبد الله فقام بأمرإفريقية، و عظم غناؤه، و كتب إلى العمالكتابا يقرأ على الناس بالوعد الجميل والعدل و الرّفق و الجهاد، و اعتقل ابنهزيادة الله هذا لما بلغه عنه من اعتكافهعلى اللذات و اللهو، و أنه يروم التوثبعليه، و ولى على صقلّيّة مكانه محمد بنالسرقوسي، و كان أبو العباس حسن السيرةعادلا بصيرا بالحروب، و كانت أيامه صالحة،و كان نزوله بتونس. و لما توفي استولى أبوعبد الله الشيعي على كتامة و دخلوا في أمرهكافة، و زحف إلى ميلة فافتتحها، و قتل موسىبن عياش. و كان فتح بن يحيى أمير مسالة من كتامةحارب أبا عبد الله طويلا، ثم غلبه و استولىعلى قومه، فنزع فتح إلى أبي العباس و حرضهعلى قتال يكزاخول، و إنما كان يكرّ علىجفنة إذا نظر، و زحف إليه من تونس سنة تسع وثمانين و مائتين و دخل سطيف (1) ثم بلزمة (2)،و قتل من دخل في دعوتهم و لقيه أبو عبد اللهالشيعي فانهزم و هرب من تاوزرت إلىأنكجان، و هدم أبو خول قصر الشيعي، ثمقاتلهم يوما إلى الليل، فانهزم عسكر أبيخول و لحق بتونس، و رجع بكتامة إلىمواضعهم. و لما دخل أبو خول بأبيه جدّد لهالعسكر و أعاده ثانية، و انتظمت إليهالقبائل، و سار حتى نزل سطيف. ثم ارتحلمنها إلى لقائهم، و زحف إليه أبو عبد اللهفهزمه، و رجع إلى سطيف. ثم ارتحل منها إلىلقائهم، و في أثناء ذلك صانع زيادة اللهبعض الخدم على قتل أبيه أبي العباس فقتلنائما في شعبان سنة تسعين و مائتين، و أطلقزيادة الله من اعتقاله.(1) سطيف: مدينة في جبال كتامة بين تاهرت والقيروان من أرض البربر ببلاد المغرب، وهي صغيرة إلا انها ذات مزارع و عشب عظيم، ومنها خرج ابو عبد الله الشيعي داعية عبيدالله المسمى بالمهديّ (معجم البلدان). (2) و في نسخة أخرى بلزمة، و لم نجد لها مادةفي معجم البلدان.