أخبار بني حمدان ببغداد
و لما قتل ابن رائق و أبو الحسن البريديعلى بغداد، و قد سخطه العامة و الخاصة فهربجحجح (1) إلى المتقي، و أجمع توزون و أصحابهإلى الموصل، و استحثوا المتقي و ناصرالدولة فأنجدوهم إلى بغداد، و ولى علىالخراج و الضياع بديار مضر و هي الرها وحران و الرقة أبا الحسن علي بن خلف بنطياب، و كان عليها أبو الحسن علي بن أحمدبن مقاتل من قبل ابن رائق، فقاتله ابن طيابو قتله. و لما قرب المتقي و ناصر الدولة منبغداد هرب أبو الحسن بن البريدي إلى واسطبعد مقامه مائة يوم و عشرة أيام، و دخلالمتقي بغداد و معه بنو حمدان، و قلد توزونشرطة جانبي بغداد و ذلك في شوال من السنة.ثم سار بنو حمدان إلى واسط فنزل ناصرالدولة بالمدائن، و بعث أخاه سيف الدولةإلى قتال البريدي، و قد سار من واسط إليهمفقاتلوه تحت المدائن و معهم توزون و جحجح والأتراك فانهزموا أولا. ثم أمدهم ناصرالدولة بمن كان معه من المدائن فانهزمالبريدي إلى واسط، و عاد ناصر الدولة إلىبغداد منتصف ذي الحجة و بين يديه الأسرى منأصحاب البريدي. و أقام سيف الدولة بموضعالمعركة حتى اندملت جراحة و ذهب وهنه. ثمسار إلى واسط فلحق البريدي بالبصرة، واستولى على واسط فأقام بها معتزما علىاتباع البريدي إلى البصرة، و استمد أخاهناصر الدولة في المال فلم يمده، و كانللأتراك عليه استطالة و خصوصا توزون وجحجح ثم جاء أبو عبد الله الكوفي بالمال منقبل ناصر الدولة ليفرقه في الأتراكفاعترضه توزون و جحجح. و أراد البطش بهفأخفاه سيف الدولة عنهما و ردّه إلى أخيه.ثم ثار الأتراك بسيف الدولة سلخ شعبانفهرب من معسكره الى بغداد و نهب سواده قتلجماعة من أصحابه و كان أبو عبد الله الكوفيلما وصل إلى ناصر الدولة و أخبره خبر أخيه،أراد أن يسير إلى الموصل فركب المتقي إليهو استمهله، و عاد إلى قصره فأغذ السير إلىالموصل بعد ثلاثة عشر شهرا من إمارته. وثار الديلم و الأتراك(1) خجخج: ابن الأثير ج 8 ص 396.