خبر عدل التحكمي بالرحبة
كان عدل هذا مولى تحكم (1)، ثم صار مع ابنرائق و اصعد معه الى الموصل. و لما قتل ابنرائق صار في جملة ناصر الدولة بن حمدانفبعثه مع علي بن خلف بن طياب إلى ديار مضرفاستولى ابن طياب عليها، و قتل نائب ابنرائق و كان بالرحبة من ديار مضر رجل من قبلابن رائق يقال له مسافر بن الحسين فامتنعبها، و جبى خراجها و استولى على تلكالناحية، فأرسل إليه ابن طباب عدلاالتحكمي (2) فاستولى عليها، و فر مسافرعنها. و اجتمع التحكمية إلى عدل و استولىعلى طريق الفرات و بعض الخابور. ثم استنصرمسافر بجمع من بني نمير و سار إلى قرقيسياو ملكها و ارتجعها عدل من يده. ثم اعتزم عدلعلى ملك الخابور و انتصر أهله ببني نميرفأعرض عدل عن ذلك حينا حتى أمنوا. ثم أسرىإلى فسيح سمصاب و هي من أعظم قرى خابورفقاتلها و نقب السور و ملكها. ثم ملك غيرها.و أقام في الخابور ستة أشهر و جبى الأموالو قوي جمعه و اتسعت حاله. ثم طمع في ملك بنيحمدان، فسار يريد نصيبين لغيبة سيف الدولةعن الموصل و بلاد الجزيرة، و نكب عن الرحبةو حران لأن يأنس المؤنسي كان بها في عسكر،و معه جمع من بني نمير فحاد عنها إلى رأسعين، و منها إلى نصيبين، و بلغ الخبر إلىأبي عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان فجمعو سار إليه، فلما التقى الجمعان استأمنأصحاب عدل إلى ابن حمدان، و لم يبق معه إلاالقليل فقبض عليه و سمله، و بعث به مع ابنهإلى بغداد في آخر شعبان سنة إحدى(1) بجكم: ابن الأثير ج 8 ص 371 و قد مرّ معنامن قبل (2) البجكمي نسبة إلى بجكم كما عند الأثير ج8 ص 394