انتقاض جمان بالرحبة و مهلكه
كان جمان هذا من أصحاب توزون و سار إلىناصر الدولة بن حمدان، فلما كان في محاربةمعز الدولة ببغداد، استراب بمن معه منالديلم و جمعهم على جمان هذا و أخرجه إلىالرحبة واليا فعظم أمره. و انتقض سنة ست وثلاثين و ثلاثمائة على ناصر الدولة، وحدثته نفسه بالتغلب على ديار مضر، فسارإلى الرقة و حاصرها سبعة عشر يوما، و انهزمعنها. و وثب أهل الرحبة بأصحابه و عمالهفقتلوهم لسوء سيرتهم، و جاء من الرقةفأثخن فيهم و بعث ناصر الدولة بن حمدانحاجبه باروخ (1) مع عسكر فاقتتلوا علىالفرات و انهزم جمان فغرق في الفرات واستأمن أصحابه إلى باروخ فأمنهم و رجع إلىناصر الدولة.فتنة ناصر الدولة مع معز الدولة
ثم وقعت الفتنة بين ناصر الدولة بن حمدانو معز الدولة ابن بويه و سار إليه معزالدولة من بغداد سنة سبع و ثلاثين وثلاثمائة فسار هو من الموصل الى نصيبين وملك معز الدولة الموصل فظلم الرعايا و أخذأموالهم، و أجمع الاستيلاء على بلاد ابنحمدان كلها، فجاءه الخبر بأنّ عساكرخراسان قصدت جرجان و الريّ. و بعث أخوه ركنالدولة يستمده فصالح ناصر الدولة عنالموصل و الجزيرة و الشام على ثمانية آلافألف درهم كل سنة، و على أن يخطب له و لأخويهعماد الدولة و ركن الدولة، و عاد إلى بغدادفي ذي الحجة آخر سبع و ثلاثين و ثلاثمائة.غزوات سيف الدولة
كان أمر الثغور راجعا إلى سيف الدولة بنحمدان و وقع الفداء سنة خمس و ثلاثين(1) ياروخ: ابن الأثير ج 8 ص 475.