مسير معز الدولة الى الموصل و حروبه معناصر الدولة
كان الصلح قد استقرّ بين ناصر الدولة ومعز الدولة على ألف ألف درهم في كل سنة. ثم طلب ناصر الدولة دخول ولده أبي ثعلبالمظفر (1) في اليمن على زيادة بذلها، وامتنع سيف الدولة من ذلك و سار إلى الموصلمنتصف سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة و لحقناصر الدولة بنصيبين و ملك معز الدولةالموصل، و سار عنها في اتباع ناصر الدولةبعد أن استخلف على الموصل في الجباية والحرب فلم يثبت ناصر الدولة، و فارقنصيبين و ملكها معز الدولة. و خالفه أبوثعلب إلى الموصل و عاث في نواحيها، و هزمهقوّاد معز الدولة بالموصل فسكنت نفس معزالدولة. و أقام ببر قعيد يترقب أخباره، وخالف ناصر الدولة إلى الموصل فأوقعبأصحابه و قتلهم، و أسر قواده و استولى علىمخلفه من المال و السلاح و حمل ذلك كله إلىقلعة كواشي. و بلغ الخبر إلى معز الدولةفلحق بالنواب، و أعيا معز الدولة أمرهم. ثمأرسلوا إليه في الصلح فأجاب، و عقد لناصرالدولة على الموصل و ديار ربيعة، و جميعأعماله بمقرّها المعلوم، و على أن يطلقالأسرى الذين عنده من أصحاب معز الدولة ورجع معز الدولة إلى بغداد.(1) أبي تغلب فضل الله الغصنفر ابن الأثير ج8 ص 553 و كذلك في مكان آخر من هذا الكتاب.