وصول ورد المنازع لملك الروم الى دياربكر مستجيرا
كان ملك الروم أرمانوس لما توفي خلف ولدينصغيرين و هما بسيل و قسطنطين، و نصب أحدهماللملك و عاد حينئذ الدمشق يعفور (1) من بلادالإسلام بعد أن عاث في نواحيها و بالغ فيالنكاية، فاجتمع إليه الروم و نصبوهللنيابة عن ابني أرمانوس فداخلت أمهما ابنالشميشق (2) على الدمشقية، و قبض على لاوونأخي دمشق و على ابنه ورديس بن لاوون واعتقلهما في بعض القلاع. و سار إلى بلادالشام و أعظم فيها النكاية. و مرّ بطرابلسفحاصرها، و كان لوالده الملك أخ خصي و هويومئذ وزير، فوضع على ابن الشميشق من سقاهالسم، و أحس به من نفسه فأغذ السير إلىالقسطنطينية فمات في طريقه. و كان ورد بنمنير من عظماء البطارقة في الأمر، و صاهرأبا ثعلب بن حمدان و استجاش بالمسلمين منالثغور، و قصد الروم و والى عليهم الهزائمفخافه الملكان، و أطلقا ورديس بن لاوون وبعثاه على الجيوش لقتال الورد فقاتلهفانهزم إلى ديار بكر سنة تسع و ستين وثلاثمائة، و نزل بظاهر ميافارقين، و بعثأخاه إلى عضد الدولة مستنصرا به. و بعثملكا الروم بالقسطنطينية إلى عضد الدولةفاستمالاه فرجح جانبهما، و أمر بالقبض علىورد و أصحابه فقبض عليه أبو علي التميميعامل ديار بكر، و على ولده و أخيه و أصحابهو أردعهم السجن بميافارقين. ثم بعثهم إلىبغداد فحبسوا بها إلى أن أطلقهم بهاءالدولة بن عضد الدولة سنة خمس و سبعين وثلاثمائة و شرط عليه إطلاق عدد منالمسلمين و إسلام سبعة من الحصونبرساتيقها، و أن لا يتعرّض لبلاد المسلمينما عاش. و جهزه فسار و ملك في طريقه ملطية وقوي بما فيه و صالحه ورديس بن لاوون على أنيكون قسطنطينية و جانب الشمال من الخليجله و حاصر قسطنطينية، و بها الملكان ابناأرمانوس و هما بسيل(1) اسمه الصحيح الدمستق نقفور. (2) اسمه ابن الشمشقيق.