القبض على عليّ بن المسيب
كان المقلد بن المسيب قد وقعت المشاجرةبين أصحابه و أصحاب أخيه في الموصل قبلمسيره إلى العراق، فلما عاد إلى الموصلأجمع (1) الانتقام من أصحاب أخيه. ثم نوى أنهلا يمكنه ذلك مع أخيه، فأعمل الحيلة في قبضأخيه، و أحضر عسكره من الديلم و الأكراد. وورى بقصر دقوقا و استحلفهم على الطاعة. ثمنقب دار أخيه و كانت ملاصقة له، و دخل إليهفقبض عليه و حبسه، و بعث زوجته و ولديهقراوش (2) و بدران إلى تكريت. و استدعى رؤساءالعرب و خلع عليهم و أقام فيهم العطاءفاجتمعت له زهاء ألفي فارس، و خرجت زوجةأخيه بولديها إلى أخيها الحسن ابن المسيب،و كانت أحياؤه قريبا من تكريت، فاستجاشالعرب على المقلد و سار إليه في عشرة آلاف،فخرج المقلد عن الموصل و استشار الناس فيمحاربة أخيه. فأشار رافع بن محمد بن مغز (3) بالحرب، وأشار أخوه غريب بن محمد بالموادعة و صلةالرحم. و بينما هو في ذلك إذ جاءت أختهرميلة (4) بنت المسيب شافعة في أخيها عليّفأطلقه، ورد عليه ماله و توادع الناس، وعاد المقلد إلى الموصل و تجهز(1) بمعنى عزم على الانتقام. (2) قرواش: ابن الأثير ج 9 ص 134. (3) رافع بن محمد بن مقن: ابن الأثير ج 9 ص 134. (4) رهيلة: المرجع السابق.