فتنة قراوش و جلال الدولة و صلحهما
كان قراوش قد بعث عسكره سنة إحدى و ثلاثينلحصار خميس بن ثعلب بتكريت، و استجار خميسبجلال الدولة فبعث إليه بالكفّ عنه فلميفعل، فسار بنفسه يحاصره، و كتب إلىالأتراك ببغداد يستفسدهم عن جلال الدولة.و سار جلال الدولة إلى الأنبار فامتنعتعليه، و سار قراوش للقائه و أعوزت عساكرجلال الدولة الأقوات. ثم اختلفت عقيل علىقراوش، و بعث إلى جلال الدولة بمعاودةالطاعة، فتحالفا و عاد كل إلى بلده.أخبار ملوك القسطنطينية لهذه العصور
كان بسيل و قسطنطين قد تزوّج أبوهماأمّهما في يوم عيد، ركب إلى الكنيسة فرآهافي النظارة فشغف بها. و كان أبوها من أكابرالروم فخطبها منه، و تزوّجها و ولدتالولدين و مات أبوهما و هما صغيران. وتزوّجت بعده بمدّة نقفور، و ملك و تصرّف وأراد أن يجبّ (1) ولديها. و أغرت الدمشق (2)بقتله فقتله و تزوّجت به. و أقامت معه سنة،ثم خافها و أخرجها بولديها إلى دير بعيدفأقامت فيه سنة أخرى. ثم دسّت إلى بعضالرهبان ليقتل الدمشق، فأقام بكنيسةالملك يتحيّل لذلك، حتى جاء الملك واستطعمه القربان في العيد من يده، فدسّ لهمعه سمّا و مات. و جاءت هي قبل العيد بليالالى القسطنطينية فملك ولدها بسيل واستبدّت عليه لصغره. فلما كبر سار لقتالالبلغار في بلادهم، و بلغه و هو لك وفاتهافأمر خادما له بتدبير الأمر في غيبتهبالقسطنطينية. و أقام في قتال البلغارأربعين سنة. ثم انهزم و عاد إلىالقسطنطينية و تجهّز ثانية، و عاد إليهمفظفر بهم و قتل ملكهم و ملك بلادهم. و نقلأهلها إلى بلاد الروم. قال ابن الأثير: وهؤلاء البلغار الذين ملك بلادهم بسيل غيرالطائفة المسلمة(1) أي ان يخصيهما. (2) هو الدمستق: ابن الأثير ج 9 ص 497.