الخبر عن دولة بني صالح بن مرداس بحلب وابتداء أمرهم و تصاريف أحوالهم
كان ابتداء أمر صالح بن مرداس ملكالرّحبة، و هو من بني كلاب بن ربيعة بنعامر بن صعصعة و مجالاتهم بضواحي حلب. وقال ابن حزم أنه من ولد عمرو بن كلاب، وكانت مدينة الرّحبة لأبي علي بن ثمالالخفاجيّ، فقتله عيسى بن خلاط العقيلي وملكها من يده، و بقيت له مدّة. ثم أخذها منهبدران بن المقلّد. و زحف لؤلؤ الساري نائبالحاكم بدمشق فملك الرقّة، ثم الرّحبة منيد بدران، و عاد إلى دمشق. و كان رئيسالرّحبة ابن مجلكان فاستبدّ بها، و بعثإلى صالح بن مرداس يستعين به على أمرهفأقام عنده مدّة. ثم فسد ما بينهما، وقاتله صالح. ثم اصطلحا، و زوّجه ابن مجلكانابنته و دخل البلد. ثم انتقل ابن مجلكانإلى عانة بأهله و ماله بعد أن أطاعوه و أخذرهنهم. ثم نقضوا و أخذوا ماله و سار إليهمابن مجلكان مع صالح فوضع عليه صالح منقتله، و سار إلى الرّحبة فملكها و استولىعلى أموال ابن مجلكان و أقام دعوةالعلويّين بمصر.
ابتداء أمر صالح في ملك حلب
قد قدّمنا أن لؤلؤا مولى أبي المعالي بنسيف الدولة استبدّ بحلب على ابنه أبيالفضائل، و أخذ البلد منه و محا دعوةالعبّاسية و خطب للحاكم العلويّ بمصر. ثمفسد حاله معه و طمع صالح بن مرداس في ملكحلب. و ذكرنا هنالك ما كان بين صالح و لؤلؤمن الحروب، و أنه كان له مولى اسمه فتحوضعه في قلعة حلب حافظا لها، فاستوحش وانتقض على لؤلؤ بممالأة صالح بن مرداس، وبايع للحاكم على أن يقطعه صيدا و بيروت، وسوّغه ما كان في حلب من الأموال. و لحق لؤلؤبأنطاكيّة و أقام عند الروم. و خرج فتحبحرم لؤلؤ و أمّه و تركهنّ في منبج. و تركحلب و قلعتها إلى نوّاب الحاكم و تداولت فيأيديهم حتى وليها بعض بني حمدان من قبلالحاكم يعرف بعزيز الملك، اصطنعه الحاكم وولّاه حلب ثم عصى على ابنه الظاهر،